الحاج محمد عفيف، ينفي ما تزعمه غالبية القوى المسيحية حول المقايضة الرئاسية المزعومة

تقرير موقع الإعلامي – إعداد ناجي أمهز

بالرغم الضجيج الدائر في لبنان من قبل قوى مسيحية سياسية وأساسية منها الحليف وفيها ومنها الخصم، حول نظرية عمادها أن هناك مقايضة بين وقف إطلاق النار في جنوب لبنان شمال فلسطين مقابل أن يحصل حزب الله على ما يريد في الداخل اللبناني.

وإن كافة الفرقاء المسيحيين دون استثناء يتحدثون عن تدخل وضغط دولي لتطبيق هذه المعادلة.

وقد جاء كلام الحاج محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، لينفي هذه الأطروحة أو هذه النظرية من أساسها حيث قال في كلمته السياسية التي ألقاها خلال مأدبة إفطار للقاء الوطني الإعلامي.“

أنه في تحليل بسيط يوجد ما يكفي من الأسباب للذهاب إلى الحرب، وأيضا يوجد ما يكفي من الأسباب لعدم الذهاب إلى الحرب، والأرجح حاليا هو عدم الذهاب إلى الحرب، ولكنه لا يوجد أي رابط حتى الآن يربط بين ما يحصل في غزة وفي جبهة الجنوب وبين موضوع رئاسة الجمهورية.

وأوضح الحاج عفيف: إن ما قاله جبران باسيل وسمير جعجع والكتائب والبطريرك حول رفضهم هذا الربط وان لا يستخدم، أو أن تحصل مقايضة بين رئاسة الجمهورية والحرب في غزة”، أقول “ إن هذا الأمر ليس مطروحا بالأصل، ونحن في حزب الله لا نقبل به، ولم يحك معنا أحد في هذا الموضوع، بل لا يوجد له أي أساس من الصحة، وقد تم خلقه من بنات أفكار أحدهم، إذ اعتبر بأن“ حزب الله ”إذا تحول إلى رابح في حرب غزة فسوف يأخذ مرشحه لرئاسة الجمهورية، وهذا له علاقة بالصراع السياسي الداخلي، وأكرر أنه لم تأت أية مبادرة ولم تطرح أية فكرة من هذا النوع، أنه نتيجة حرب غزة، مقايضة الوضع في جنوب لبنان مقابل رئاسة الجمهورية، وهذا ليس مطروحا على الإطلاق”.

ومع مرور اكثر من 24 ساعة على كلام الحاج عفيف، طرح الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام ، أنه لماذا لم تتلقف القوى المسيحية هذه الحقيقة الواضحة، والبناء عليها، وخاصة أنها تأتي من مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله والتي ألقاها على الملأ ليس في حوار خاص أو داخلي، وهذا الكلام يحتوي على الكثير من الرسائل التي تؤكد للقيادات المسيحية، بأن حزب الله لن يقبل بهذه المقايضة بحال طرحت، مع العلم أنه حتى هذه اللحظة هي أصلا ليست موجودة.

ويكفي ما اشار اليه الحاج عفيف، وهو العارف ببواطن الاعلام والسياسة والاكثر احاطة بكافة ما يجري في لبنان بسبب تواجده في اهم نقطة تصلها يوميا عشرات المصادر. ” هذا الموضوع لا يوجد له أي أساس من الصحة، وقد تم خلقه من بنات أفكار أحدهم”

وإذا كان حزب الله نفسه لم يعرف أو يسمع بهذه النظرية أو المقايضة إلا من خلال الإعلام والقوى المسيحية التي تحدثت عنها، لماذا لا يحمل الإعلام كلام الحاج عفيف ويواجه فيه القيادات المسيحية التي تعيش هاجس المقايضة غير الموجودة من أساسه.

وحتى الحديث عن الحرب، كان الحاج عفيف واضحا للغاية، عندما قال: “يوجد ما يكفي من الأسباب للذهاب إلى الحرب، وأيضا يوجد ما يكفي من الأسباب لعدم الذهاب إلى الحرب، والأرجح حاليا هو عدم الذهاب إلى الحرب،

وأيضا حزب الله هنا يؤكد من وجهة نظره أنه لا يوجد حرب كبرى بمعنى الحرب الواسعة، إذا قارعي الطبول لأي فكر سياسي انتموا من أين يأتون بفكرة الحرب إذا القوى التي هي قادرة على صناعة الحرب تقول إنه لا يوجد حرب.

وكي يوضح الحاج عفيف للرأي العام أسباب هذا التهويل بالحرب، أو الضجيج حول المقايضة، وملخص نتاج ما طرحه بهذا الخصوص، أنه العدو الإسرائيلي فشل بالحرب، لذلك يسعى من خلال المفاوضات تحويل هزيمته إلى انتصار.

“وهنا، كان الحاج يلمح أن التهويل بالحرب على اللبنانيين هي تساعد العدو الإسرائيلي في فرض شروطه من خلال المفاوضات التي تجعله يفوز بمطالبه”

وقال الحاج: إن للحرب مسارات متعددة منها العسكري والميداني والسياسي والإعلامي، فضلا عن الجوانب الأخرى كالوضع الاقتصادي والمجتمع والبنية الداخلية. بطبيعة الحال، يعتبر المسار السياسي هو أخطر المسارات. يمكن لهذا المسار أن يقلب نتائج الحرب بالمفاوضات على الطاولة ويحولك من رابح إلى خاسر…والعكس صحيح، […] إن المسار السياسي خطر لأنه هو من يترجم نتائج العمل العسكري، بمعنى أنه يمكنك أن تربح الميدان، وأن تخسر المفاوضات، وربما أن يحصل العكس في حالات نادرة”.

والذي يتابع حديث الحاج محمد عفيف يجد أن ما يحصل في الواقع السياسي، لا يشبه ما تسوق له غالبية القوى المسيحية أن الدول تعرض على حزب الله المقايضة، بل يتبين أن الأمريكيين والأوربيين يمارسون الكثير من الضغوط على حزب الله.

وهذا ما شرحه الحاج عفيف بالتفصيل: فقال: ”دار النقاش حول جدوى هذه الجبهة، وحكى سماحة السيد بهذا الموضوع لمرتين متتاليتين، فالحديث غير موجه لإسرائيل التي ترسل الموفدين للضغط لوقف الحرب، تنقل الإسرائيلي في موضوع جبهة الجنوب بثلاثة مراحل: التهديد الإسرائيلي المباشر ثم التحذير الأوروبي عبر الوسطاء والموفدين الأوروبيين (برنار إيمييه كاترين كولونا وجوزيب بوريل وآخرين) بأن إسرائيل ستهجم على لبنان، طيب إذا صح الأمر لم إرسال كل هؤلاء الموفدين؟ هل يعطوننا إنذار لكي نستعد؟ لا، يرسلون هؤلاء الموفدين حتى تحاول إسرائيل أن تحصل على نصر في السياسة في لبنان وهو ما عجزت عن تحقيقه في الميدان في غزة. وكان الجواب لدينا أنه عندما تتوقف الحرب في غزة تتوقف الحرب في لبنان”.

وأشار عفيف: ”حصل عبء كبير، من هنا جاء الموفدون ولما رأوا كم نحن متمسكين بموقفنا الصرف لأسباب أخلاقية أولا ثم لأسباب استراتيجية ثانيا، ثم لأسباب سياسية تتعلق بمصلحة لبنان، سحب هؤلاء الإغراء ووضعوا مكانه مجددا التهديد الإسرائيلي. ولذلك من يقف الآن خلف التهديد هم الأميركيين، وبالتالي جاء الكلام عن إعطائنا“ فرصة أسابيع قد نستطيع فيها أن نؤخر الحرب على لبنان، ولكننا لا نستطيع أن نمنع الحرب على لبنان”، هذه هي العبارة التي قالها هوكشتاين [الموفد الأميركي آموس هوكشتاين] بالضبط، وبالرغم أنه كانت قد وصلته الإجابات المسبقة على هذا الموضوع”.

كما تحدث الحاج محمد عفيف بإسهاب عن التطورات بغزة وعن توقف سير المفاوضات بين لأعدو والمقاومة، حيث كشف أن ورقة التفاوض المصرية هي المحاولة الوحيدة والتي اعتبرتها“ حماس ”تقريبا بمثابة صك استسلام، فرفضتها، لأن المقاومة ما زالت قوية ومقتدرة.

وأوضح الحاج محمد عفيف الفرق بين حروب المقاومة والحروب الكلاسيكية، وخاصة في جبهة غزة، حيث يكفي ألا تهزم المقاومة وحسبها أن يربك العدو وأن تشغله وأن تمنعه من تحقيق النصر مما يجعلها منتصرة، ليس المطلوب من المقاومة أن تنتصر في مواجهة كلاسيكية.

وختم الحاج عفيف بمقاربة تشير إلى مقدار الانحدار الذي وصل إليه العدو الإسرائيلي وحلفاؤه عندما قال: إنه بعد مرور 3 أشهر من التدمير والقتل المنهجي والجرائم، عثروا على الحذاء القديم ليحيى السنوار. قاتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة أشهر حتى يصل إلى حذاء يحيى السنوار. ومن هنا، وصف سماحة السيد ما يحصل في غزة ب ”المعجزة”، وهي معجزة عن حق. فمن ك ليتخيل بأن نصل إلى هذه المرحلة بعد مرور مئة يوم؟”

شاهد أيضاً

إيران: نؤكد وجود مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط

ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة تؤكد الأخبار المتداولة بشأن مفاوضاتٍ غير مباشرة بين طهران وواشنطن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *