أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

ميرفت شلهوب، شاعرة لبنانية من بلدة عين الدلب قضاء صيدا، تكتب الشعر الفصيح والعاميّ والخواطر الشعريّة.

رئيسة منتدى عين الدلب، شاركت في عدة أمسيات شعريّة، وأحيت العديد من الأمسيات والمهرجانات في بلدتها عين الدلب.

يتمّ التحضير لديوانها الأوّل.
تأثرها بجبران جعلها تخوض مجال الشعر فكتبت وأمتعت ونثرت عبير حروفها على القارئ بحِرَفيّة الشاعر الذي يعرف كيف يحاكي القلوب ونبضها.

الشاعرة ميرفت شلهوب: أنا عاشقة للحرف وفراشة المحبة

*كيف تقدّمين نفسك للقارئ العربي؟ من هي الشاعرة ميرفت شلهوب؟

  • كيف تقدمين نفسك…
    أنا ابنة الأرز ابنة البقاع والشمال وبيروت امي.
    جنوبية مسقط رائسي “عين الدلب” قريتي الحبيبة، افتخر بها وبشعارها

  • من هي ميرفت شلهوب…
    أنا عاشقة للحرف وفراشة المحبة، انسانة جمع بينها وبين القلم حروف تهوى التحليق.. احب القراءة والكتابة ورمحي قلمي..

*أنت رئيسة منتدى عين الدلب.
حدّثينا عن دور المنتدى على الساحة الثقافية وعن النشاطات التي يقوم بها?

سأبدأ بهذه الكلمات:

عين الدلب بعرف انا اسرارها
الناس الوفايا اهلها وزوارها
وبالشعر فتحت للحبايب دارها
واشعاركن والمنتدى انوارها

حين انشىء هذا المنتدى توالت ظروف صعبة على هذا الوطن (ثورات وامراض) اذ كان لدينا هدف وهو ايصال كلمتنا للناس وإثبات وجودنا بين المنتديات الأخرى، ولكن حالت الظروف دون السماح لنا ذلك.

ولكن بإصرارنا للوصول الى هدفنا فقد ظهرزررنا في اول اطلالة لنا عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك مع عدد من شعراء من داخل المنتدى وخارجه بعمل فريد من نوعه، حيث احيينا امسية شعرية تشبه تلك الامسيات الحية ولكن ضمن فيديوهات مصورة للشعراء حيث تم اخراجها ومنتجتها تقنيا” تشبه الامسيات الحية.

وبعد ذلك قمنا بإحياء امسية شعرية حية في بلدتي “عين الدلب” تضامنا” مع اهلنا في بيروت جراء انفجار المرفأ، بمشاركة شعراء كبار وبحضور شخصيات ثقافية، فحققنا نجاحا” كبيرا” حيث تهنئتنا من قبل رئيس المجلس الثقافي الإنمائي لمدينة بيروت ومن اقطاب الثقافة والادب.

ومهما كانت الظروف صعبة لن نيأس وسنستمر في مسيرتنا الثقافية حتى تحقيق هدفنا.

*لمن تقرأ الشاعرة ميرفت شلهوب وبمن تأثّرت من الكتاب والشعراء؟

أنا أقرأ لكثير من الكتاب والشعراء، لكنّي تعمّقت في كتابات جبران خليل جبران.
جبران عشقي، أحفظُ كلّ كتاباته لدرجة أني لو سمعتُ جملةً من كتاباته أعرف من أيّ نصّ خرجت.
تأثّري الكبير به كان الدافع الأول للكتابة وهكذا بدأت مسيرتي مع القلم .

قديمًا كنت أكتبُ قصصًا بوليسيّة ورومنسيّة، ولكن عندما تعمّقت في كتابات جبران بدأ الميل عندي لكتابة الشّعر .

*بين الفصحى والعاميّة، أين تجدين نفسك أكثر بحيث تستطيعين التعبير عن فكرتك بطريقة تشفي غليل الفكرة ؟

-عندما أكتب بالفصحى أعبّر عن الفكرة بشكل واضح ولكن عندما أكتب بالعامية، أشعرُ أنّ الكلام يخرج من القلب ليصل إلى كلّ قلب.

أنا أشجّع القصيدة العاميّة لأنّها تمثّلُ تراثنا، ونحن نحارب قدر المستطاع للنهوض بهذا التراث مع كلّ قافية لنزيل رتابةَ الحاضر ولنعودَ إلى أمجادنا .

نحاول جاهدين شقّ طرقات الرويّ بين جسور القوافي ونشر عبق القصيدة في زمان بدأت فيه الأجيال الجديدة تغلّف جوهر التراث بغبار الإهمال.

القصيدة المحكيّة هي تراثنا، هي صوت فيروز ووديع الصافي وصباح وكل العمالقة الذين نشروا اللهجة اللبنانيّة في كل أصقاع الأرض.

*ما هي الرسالة التي تحملينها وتعبرين عنها في كتاباتك؟

الكتابة في البداية موهبة تصقلها القراءة والتأمل، لتصبح فن في صياغة مشاعر الكاتب فتعكس مكنونات روحه لتصل إلى القارئ أو المستمع بسلاسة دون تكلف. عندما يستطيع إيصال أفكاره للمتلقي ينجح في نشر رسالته. ما أحاول ايصاله للقارئ هو بث روح المحبة والحب بكلّ أشكاله، حبّ الآخر حتى لو اختلفنا معه، حبّ الوطن وعشق الجمال بكلّ صوره.

رسالتي واضحة لكل من يسمعني ويقرأ لي فالاولوية للوطن حيث اظهر الوجه الإيجابي له واتغنى بجماله حيث اترجم مشاعري بقصيدة، ووطنيتي تحتم عليّٓ ذلك. وايضا” لا اخفي مشاعري العاطفية في قصائد حب وغزل فأنا اكتب كل ما تمليه عليّٓ مشاعري، اكتب الوطن والحب والحزن والفرح فهذه رسالتي التي كرست نفسي من أجلها.

*في ظل الأحداث التي يمر بها لبنان، هل فكرت بالهجرة كما فعل الكثيرون، أم أن العلاقة بالوطن تظهر قوتها في الشدائد؟

لم أفكر قط بالهجرة عن وطني لأنني أشعر أنّ لروحي جذورًا راسخة في أعماق تراب هذه الوطن الجميل، كيف لي أن أحيا بلا جذور؟ فأنا اعشق وطني بكلّ تفاصيله وأؤمن به وعلى يقين بأننا سنتخطى كلّ المحن والصعاب.

*ثمة قضايا اجتماعية تطال المرأة اللبنانية والعربية. أين قلم الشاعرة ميرفت شلهوب منها؟

في ظل العولمة والتغيير الذي يطال كلّ مناحي الحياة، تبرز دوماً قضايا اجتماعية تطال المرأة أينما كانت، والمرأة العربية بشكل عام واللبنانية بشكل خاص قادرة على إثبات جدارتها في كلّ التحديات وفي طرح افكارها التي تعبر عن خصوصيتها كامرأة مثقفة قادرة على أن تكون عاملًا أساسيًا في بناء المجتمع وفي تخطي الصعاب وفي بناء أسرة ناجحة تكون لَبِنة لوطنٍ يفخر به أبناؤه.

*ماذا تعني هذه المفردات لك:
“الحب، المرأة، الوطن “؟
هذا الثالوث الوجداني ما مدى تجانسه في محاكاة روح القصيدة؟

الحبّ هو إكسير الحياة، لا معنى للحياة بلا حبّ، والانسان غير القادر على وهب الحب لا يعتبر حياً.
المرأة هي النصف الأجمل من البشرية، النصف الرقيق الذي يجسد العطاء والحب.
الوطن هو الحضن الدافئ الذي حلم به كلّ انسان.
هذا الثالوث الوجداني والذي يجسّد ماهية الحياة البشرية ولا نستطيع أن نفصلهم أو تفكيكهم، يشكل هذا الثالوث أعمدة القصيدة وما زاد عن ذلك يعتبر فروع ثانوية.

*أترك لك الختام في قصيدة تهدينها لقرّاء مجلة كواليس..

نور قلبي

أحلّقُ عاليًا كفراشة بيضاء
أجدلُ قافيتي من النور
رفيقي الليل يصحيني على ضعفي
جناحي الحب يحملني فيخرجني من السّور
فأذهبُ عالم الأحلام وحدي
في خيال الشعر
بالحبر
فأنسى من أنا في هدأة التّحليق كالنّسر
لديّ الحب يكفيني
وأضواء من الفجر
لديّ الحب يكفيني
أوزّعه مدى العمر
فنور الله في قلبي
كبوصلة يوجّهني إلى الخير
بلا كِبر
كفى الإنسان يتعبه الأذى
إنّ المحبةَ وحدها تكفي
لكي ننجو من الشرّ
أليس الله أخبرنا بأن الحبّ للإنسان
أخرجه من الكفر ؟
سأبقى وردة العشاق تنثرني الرياح قباله النهر
لأنشرَ في بساتين الأرض
رغم القهر ، رغم الحرب
أنفاسًا من العطر
لعلّ الحبّ في يوم يسود العالم المملوء بالشرّ

شاهد أيضاً

وحدة التدخلات الطارئة تدشن مساهمتها لمشاريع المبادرات المجتمعية بمحافظة إب اليمنية من مادتي الاسمنت والديزل ..

تقرير /حميد الطاهري دشنت اليوم وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بوزارة المالية بالتنسيق مع السلطة …