القناص والذاكرة…

راوية المصري…

كنت أشاهد بالصدفة إحدى الراقصات ذوات البشرة السمراء في التلفاز وكانت قد صبغت شعرها بلون أحمر داكن , حينها تذكرت حادثة كنت قرأت عنها في إحدى الصحف السويدية وكانت مكتوبة بشفافية مطلقة كما هي صحفنا اليومية شفافة بيضاء لكنها داكنة الاخبار والصور؟؟

تقول الحادثة بأنه في تسعينات القرن الماضي كان هناك رجل لقب ب (لا يزمان) قناص محترف ل ذوي الشعر الأسود, لا يحلو له أي لون غير لونه فأحرق في ذاكرته كتب (فرانز فانون) ولم يألف الأرض التي تتسع لغيره ..

فكان كلما رأى أحدا منهم يرديه قتيلا وتصيبه قناصته القاتلة كطائر يحاول أن يحلق بعد أن حرمته بلاده من لقمة العيش ومتعة الحياة لأبسط الأشياء..

كان لا يزمان ينظر الى اللون المختلف عن لونه على أنه يبعث الموت في بلاده تماما كلون الغراب بينما هو لم ينظر للقلب والدم و لونه وأن البشر سواسية كالماء والهواء..

خلال ستة أشهر من الرعب الذي أحدثه رجل القناص الذي قتل ما يقارب أحد عشر شخصا وفي تلك المحنة استذكرت شخصا يدعى جوزيف لبناني الجنسية وهو كغيره من البشر يخاف الموت على حين غرة ,مما اضطره ل صبغ شعره لكي يبقى كما هو ويمارس حياته بكل بساطة وسهوله, فهو لا يريد أن يكون حبيسا لقناص أصيب بداء العنصرية المفرطة.. ..

مرت أعوام طويلة على احداث لايزرمان وتفاجئ اصدقاء الشاب الافريقي الذي آتى هاربا من الفقر وعدم الإمان بتغيير طاولته بين أبناء جلدته والجلوس جنب شبان سويديين , وعندما تقدم منه صديقه وسأله عن سبب التغيير؟

قال له انا حصلت على الجنسية السويدية وأنتم ما زلتم غرباء!
فتركه السويديين مشمئزين منه وغاضبين من أسلوبه…
وحينما أراد العودة لرفاقه طردوه .
فهو لا يختلف عن جوزيف الذي أراد البقاء على قيد الحياة تحت أي ظرف بصبغة جديده ونسي أن أحفاد لا يزمان لا يزالون ينتظرون فرصتهم.

وبما أن ذاكرة الأجانب في الدول الاوروبية كذاكرة السمكة ضعيفة او ربما بعضهم مصابون بمتلازمة ستوكهولم؟
قاموا بدعم الاحزاب العنصرية في أوروبا ومنها السويد وقريبا انتخابات المانيا التي تعتبر أكبر بلد أوروبي وحسب الإحصاءات يرجح فوز اليمين المتطرف.. والذين كانوا يختبئون من قناصة لا يزمان أصبحوا اغلبهم مرتزقة لصالح جناة حقيقين ما بين الأميركي والروسي..

والغريب بالامر انه عندما تسأل الاجنبي لماذا انتخبت الحزب المتطرف ؟

يقول وبكل وقاحة لكي نتخلص من الأجانب وينسى نفسه من هو ومن اي بلد اتى؟
غريب أمركم في بلدانكم تدعون بعدم انتخابات نزيهة وعندما تعطى لكم الحرية في الانتخاب تنتخبون احفاد ليزر مان ؟؟؟

فهل انتظر الإيطاليون شيئا من أحفاد عمر المختار بعد موته؟ أو أصبحت المقاومة أضعف بكثير وازدادوا جبنا لأجل أن يعيشوا ويكونوا كما خطط لهم الإيطاليون.. فرمزية الشجاعة دفنت حينما اعطوهم شيئا من الغنائم فاستغلوها وصفقوا لهم وعلت أصوات المزامير ليحيى القتلة لأجل أن نبقى ولو جبناء

شاهد أيضاً

إبن بلدة لالا في البقاع الغربي المغترب في كندا يتحدث إلى “كواليس”

القنصل رحال: “لا أدخل في أي إطار إلا بشكله الرسمي، وبناء العلاقات القوية مع الجهات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *