بوادر ازمة في الغرب بسبب تحويل الدعم المالي والعسكري الى اسرائيل، وتناقص الدعم لأوكرانيا مما يهدد بخسارة الحرب وفوز روسيا

صياغة وتوثيق / د . نبيل سرور
(أستاذ جامعي وباحث في العلاقات الدولية)

بدأت بوادر أزمة كبيرة تلوح بين أميركا وأوروبا مع اوكرانيا،
وذلك بسبب توجه الدعم المالي والعسكري الغربي لاسرائيل في عدوانها على غزة.
وتشير جهات متابعة للشأن الدولي ،ان قسماً كبيرا من المجهود الحربي، المكون من اليات ودبابات متطورة وصواريخ نوعية وتجهيزات رصد ومراقبة ودعم لوجستي، تم نقله الى الكيان الصهيوني في الحرب المشتعلة على جبهة غزة وجنوب لبنان… اضافة الى ان الإنفاق العسكري الغربي، الذي كان مرصودا بمليارات الدولارات ، وكان مخصصا لدعم القوات الاوكرانية ، تحوّل إلى تل ابيب ، على حساب دعم أوكرانيا ومجهودها الحربي ، مما خلق تخوفا لدى القادة الاوكرانيين وبعض الجهات النافذة في الاتحاد الاوروبي من نتائج وتداعيات هذا التحول في الموقف الغربي .
واذا طالت الحرب ، فان الخلافات بين التحالف الغربي لدعم اوكرانيا سيتعمق ، وربما سيؤدي تحجيم الدعم لأوكرانيا الى خسارة الحرب، وذلك بسبب التقصير في استكمال الدعم الكافي…وهذا ما سيجعل كامل اوروبا في موقف صعب امام طموحات الدب الروسي ونفوذه المتعاظم حتما في حال ربح الحرب .
وقد بدأت الخلافات السياسية بين المعنيين في حلف الناتو تطفو على سطح الأزمات، يقابل ذلك تقدم روسيا على الساحة العسكرية في أوكرانيا، محققة اكثر من تقدم ميداني، الى جانب ثبات سياسي لافت بقيادة بوتين .
ويبرز مؤخرا الحضور الروسي اللافت على الساحة السياسية في الشرق الأوسط ، وخاصة مع دول الخليج العربي، حيث يقوم بوتين بزيارة لتعميق العلاقات سياسيا واقتصاديا مع هذه الدول، المعروفة تاريخيا بعلاقتها الوطيدة بالولايات المتحدة الاميركية.