حكومة “أنقاذ” على صفيح أزماتٍ داخليةٍ وتعقيداتٍ بين الخصوم الأعداء

تبديد كتل وتقسيم تكتلات وسط شارعٍ يغلي ووقع تبدلاتٍ إقليمية وحساب مقاوم آتٍ

 أحمد موسى

بعد عامٍ عدل عن الاستقالة ذاك السعد في زمان القحط، وضوء أخضر لمنارة الترسيم بعد ضمان التأهل الى رئاسة حكومة ستينية بقالبٍ سبعيني، حتى تحين ملامح نتائج بايدن المعتدل وترامب المتعجرف، حكومة “أنقاض” يمنع السير بها على صفيح أزماتٍ داخليةٍ وتعقيداتٍ بين الخصوم الأعداء، مفكفكاً عقد الكتل النيابية بأسافين تحالفية من نوعٍ آخر على وقع مطرقة العقوبات الأميركية على شخصياتٍ لبنانية جديدة ومبادراتٍ فرنسية تخفي معها المحاسبة بقالبٍ هندسي مالي ضريبي متجدّد

التكليف

انتهى التكليفُ باقلِّ تكلُفَةٍ سياسيةٍ ممكنة، على أملِ الا يكونَ مشوارُ التأليفِ مُكلِفاً للبلدِ وأهلِه، وعلى ارتفاع خمسة وستين صوتاً، عاد سعد الحريري رئيساً مكلفاً، خرج من تشرين ليدخل في تشرين آخر.
سعد الحريري رئيساً مكلفاً تشكيلَ الحكومةِ اللبنانيةِ مُشَكَّلَةً وفقَ موزاييكٍ سياسي لا حزبي، سيُصَعِّبُ على اصحابِ النظرياتِ والتحليلاتِ فرزُ المشهدِ وفقَ القوالبِ المعتادة.

سم ولبن

وبينَ التسميةِ واللا تسمية، وسم ولبن ومبادرة فرنسية، وما سبقها من بقيَ حرصُ جُلِّ الخطباءِ من على منبرِ بعبدا البحثَ عن تفاهمٍ وطنيٍ كممرٍ الزاميٍ للحفاظِ على لبنان، كان التكليف يخلف أضراراً في الممتلكات النيابية من جهة، ويظهر مفاجآت سياسية من جهات غير محسوبة، متسبباً (التكليف) بزيادة شرخٍ وتصدّعٍ قواتي، مردياً جان طالوزيان نائباً منفرداً نال جائزة الترضية الحريرية، ولقاء أفلت من عقاله “التشاوري” مصيباً جهاد الصمد نائباً وحيداً، فاختار مسبقاً الخروج من دائرة التشاوري، بعد أن أصابه الترهّل بعد عناءٍ قاد رأسه استرضاء المُصالحةِ الحريريةِ التي ما برحت أن سقطت في مهدِها مُخَيّبَةً “القوطبة” الإسترضائية والإستعطاء التشاوري، مخرجاً نفسه بعد أن أحرجها.

مصالح لا حزبيين

ولانَ نجاحَ العمليةِ السياسيةِ في البلادِ وتحقيقَ مصالحِ لبنانَ عموماً يتوقفُ على هذا التفاهم، “حكومة مكوناتها من الاختصاصيين غير الحزبيين” لتنفيذ الإصلاحات ومندرجات المبادرة الفرنسية والسرعة، لم تُسَمِّ كتلةُ الوفاءِ للمقاومة أحداً لرئاسةِ الحكومةِ لعلَّها تُسهمُ في ابقاءِ مناخٍ ايجابيٍ كما قالَ رئيسُها النائبُ محمد رعد، وتَفَهَّمَ لبنانُ القوي هذا التكليفَ المقبولَ كما قالَ رئيسُه النائبُ جبران باسيل، الذي اسقطَ شوائبَ الميثاقيةِ التي لم يَرفعها تكتلُه يوماً إنما حَمَلَها الرئيس الحريري.

تشريخ ورضوخ فتفاؤل

الحريري الذي نجح في “تشريخ التكتلات النيابية” من “القوات” و”اللقاء التشاوري” إلى تطويع “اللقاء الديمقراطي” وليّ ذراع، نجح في تحجيم الباسيلية السياسية وتقليم عنادها من خلال إلزام تكتل لبنان القوي بشخص رئيسه والرضوخ للقاء الرئيس الحريري في يوم استشاراتِه النيابيةِ غيرِ الملزمةِ على وقع مطرقة الرئيس نبيه برّي، الذي أرسى نشر التفاؤل بين تيارين ورئيسين لدودين، بل بينَ التيارينِ الازرقِ والبرتقالي، في وقت سُجّل للرئيس الحريري نجاح حكومته في مدّ خيوط التلاقي والإندفاعة الحكومية مع الثنائي الشيعي وخاصةً مع “حزب الله”، اذا كانت مصلحةُ البلادِ تتطلبُ تفاهماً معَ الجميع، فمن المفترضِ تغليبُ مصلحةِ البلاد، كما قالَ رئيسُ الحكومةِ العتيد.

الورقة الفرنسية وحسابات المقاومة

حكومةٌ ستكونُ من الاختصاصيينَ كما قال رئيسُها، مُهمتُها تطبيقُ الإصلاحاتِ الاقتصاديةِ والماليةِ والإداريةِ الواردةِ في ورقةِ المبادرةِ الفرنسية.
ولأنَ الوقتَ داهمٌ والفرصةَ أمامَ البلدِ هي الوحيدةُ والاخيرة، فانَ الحريري سينكبُّ على تشكيلِ حكومتِه بأسرع وقت كما قال، ومع كُلِّ هذهِ اللغةِ الايجابيةِ المستجدَّةِ، فان الجميعَ ينتظرُ ان تُصَدِّقَ الافعالُ جميلَ الاقوالِ، المرهونة بمضمون التفاهمات المتجدّدة بقالب تفككاتٍ متعددة، وإنذارات شارعٍ تحت رماد حامٍ وصفيحٍ اقتصادي يغلي على وقع تبدلاتٍ إقليمية ورسم خرائط دولية تتقطع بها السبل الناظر إلى أقصى الجنوب وردّات فعل المقاوم لتقديم الحساب القريب بعيداً عن الترسيم والرسم واللجم واللجن والحديد في البحر كما في البر.

شاهد أيضاً

سلسة ثقافة الأدب الشعبي (ج /٣٢) وثيقة إحياء الأصالة عن تراث

.الباحث الثقافي وليد الدبس الحقيقة و مصداقية الرابط الوجداني بالثقافة _ . الأدب الشعبي و …