قاع الريم ودّعت عميد الصناعيين اميل رياشي

 

المطران إبراهيم: “مات بالمحبة ليحيا بها إلى الأبد”

ودّعت بلدة قاع الريم في محافظة البقاع ،عميد الصناعين في مدينة زحلة والبقاع المرحوم اميل وديع رياشي ،في مأتم رسمي وشعبي اقيم في كنيسة سيدة النياح حيث ترأس الصلاة لراحة نفسه رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم ،بمشاركة راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، راعي ابرشية زحلة وبعلبك للروم الارثوذكس المطران انطونيوس الصوري ،راعي أبرشية زحلة للسريان الارثوذكس المطران بولس سفر، راعي ابرشية طرابلس
للروم الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، ولفيف الإكليروس والرهبان والعلمانيين ، بحضور النائبين سليم عون والياس اسطفان، العميد جوزف غضبان ممثلاً قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، الوزير والنائب السابق خليل هراوي، رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، قنصل البرازيل في لبنان سهام حاراتي، ممثل جمعية الصناعيين في لبنان طلال حجازي، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل، مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا، بالاضافة الى رؤساء بلديات، مخاتير وفاعليات اقتصادية واجتماعية وثقافية وقيادات امنية وحشد من ابناء قاع الريم وعائلة الفقيد.

والقى المطران كلمة مؤثرة رثا فيها المرحوم اميل رياشي متحدثًا عن صفاته ومزاياه وعطاءاته الانسانية والخيرية ونجاحه في القطاع الصناعي وقال:
“رجلٌ عظيمٌ حمل اليوم روحَهُ ورحل إلى مكان يُفصِحُ فيه دون كلام لأنه لم يعُد من الذابلين في الأرض التي فيها زَرَعْ، وقد نما في السماء زرعُه أشجارَ فضائل. ترك خيمته الأرضية خلفَهُ ليسكن في السماء حيث لهُ بَيتٌ أبَدِيٌّ مِنْ بِناءِ اللهِ غيرُ مَصنوعٍ بالأيدي. أتقن غرسَ بذور المحبة بيننا حتى غرس نفسَه بالجُهد والتعب فنبتت عندما وصلت الى الموت وصارت في العلاء نضارةً أبديةَ البراعم. مات بالمحبة ليحيا بها إلى الأبد، فليس بعد المحبة سوى المزيدُ من المحبة. المسيحي يُدرك أن المحبة حياة وأن الذين لا يُحبون أموات.”

 

واضاف ابراهيم:”إميل وديع الرياشي، الذي ناداهُ محبَوهُ: أبو حبيب، عاش لأنه أحب. أتقن صِناعة المحبة. الأرض للمسيحيين ليست تُرابا، إنها رَحِمُ المحبة التي تُولِدُ العظماء. ليس للعظمة جوهرٌ غير المحبة، بها نُقاسُ وتُزان وبغيرها ينهارُ الزمان. الأرضُ ليست قفص الكرماء الذين يفقدون قلوبهم كي يمتلكها الناس. هذه هي صورة المعلم الإلهي الذي أحب حتى صار قلبُهُ خلاصًا للناس. أبو حبيب يقول لنا بموته كما قالها بخياراتِ حياته: إياكم ألاّ تحبوا فأحسبُكُم أمواتا. إياكم أن تؤذوا قلب بشرٍ فتؤذون ذواتكم وتؤذون المسيح.

أبو حبيب كان مُعلم محبة، لذلك أعطاهُ الله أن يتذوق الحياة. معلمو المحبة يتقنون الفرح وفي قلوبهم جبالٌ من الحُزن وفي عيونهم سنينُ بُكاء. يمتهنون الصمت عن كلام السوء ولا يبوحون إلا بحروف النور التي تضيء للجميع. أبو حبيب لم يعطش أبدا، لأنه شرب من ماء الحياة فعاش حياته مرتوياً بالصدق والاستقامة منذ نعومة أظافره، وتعلم دروس الحب والخير من والد محب للخير ومن والدة قديسة.”

 

وتابع ابراهيم:” إميل الذي تحمل مسؤولية العائلة في سن مبكرة، بعد رحيل والده، أصبح السند والدعامة لعائلته الصغيرة والكبيرة. بجهده وعطائه، رعى أسرته وكان لهم الأب الحنون والمرشد الأمين، متمسكًا بهذا الدور حتى آخر يوم في حياته.
مع شريكة حياته، افلين، أسس إميل عائلة متميزة، ربى فيها أبناءه: حبيب، نزيه، وديع وغسان، ليكونوا ركائز صلبة في مملكته الصغيرة، وكانت ابنته ندى، مصدر سعادته وفرحه.
في مجال عمله، كان أبو حبيب فذًا ومبدعًا. في الزراعة، حول أراضي بلدة القاع من صحراء قاحلة إلى واحة خضراء، وصدَر إنتاجَه الزراعي إلى كل بقاع الأرض، حيث كان اسمه في المعاملات التجارية مرادفًا للجودة والنزاهة والصدق.
وفي الصناعة، أظهر أبو حبيب فكرًا متقدمًا ورؤية ثاقبة، حيث أسس شركة سوموبلاست للصناعات البلاستيكية، التي تحولت بفضل عزيمته من نجاح إلى نجاح، لتصبح رائدة في المنطقة. كما أنه ساهم بتأسيس تجمع الصناعيين في البقاع.”

 

واردف ابراهيم :” اليوم، ونحن نودع أبو حبيب، نتذكر ليس فقط ما قدمه من عمل وعطاء، بل نتذكر قلبه الكبير، روحه النبيلة، وإيمانه العميق. محبته للكنيسة كان يترجِمُها أعمالا وخدمةً لا تعرف إلا المجانية. لقد عاش حياته كشاهد على محبة الله، تاركًا وراءه إرثًا من الحب والعطاء والصدق.نصلي اليوم من أجل روحه الطاهرة، أن يتقبلها الرب في ملكوته الأبدي، وأن يعطي الصبر والعزاء لعائلته ومحبيه.”

بعد الصلاة وري جثمان الفقيد في مدافن العائلة

شاهد أيضاً

الخولي: “لإجراءات حازمة تمنع أي مظاهرات او تحركات سياسية للنازحين السوريين”

  كشف المنسق العام”الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين” النقيب مارون الخولي “عما حصل في مدينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *