كتب الصحفي رامي فرج الله
مدير مكتب الاتحاد الدولي للصحافة العربية
أبدع الفلسطينيون في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي بإمكانات بسيطة و متواضعة في معركة طوفان الأقصى.
إن الإنجازات المتواضعة التي حققتها المقاومة الفلسطينية سيجلها التاريخ في صفحاته، و أهم إنجاز هو مبادرة الفلسطينيين بتوجيه ضربة قاسية في بداية معركة الطوفان، آلمت الاحتلال الإسرائيلي كثيرا ، حيث صدم بالضربة و توقيتها .
إن ما فعلته المقاومة الفلسطينية حتى هذه اللحظة يعد إنجازا بتحقيق نصر معنوي ترفع له القبعات ، هذا النصر المعنوي يتمثل أولا بجدوى المعركة باقتحام مستعمرات غلاف غزة، و السيطرة عليها سيطرة كاملة، بل تجاوز الأمر إلى بقاء المقاتلين الفلسطينيين في المستعمرات، و الاشتباك مع الاحتلال بين الفينة و الأخرى منذ بدء المعركة، و ثانيا بأسر جنود الاحتلال ، منهم من هم من ذوي الرتب العالية.
إن النصر الحقيقي يتوقف على عدة مقومات، لو تأتى معظمها بنسب متفاوتة يتحقق النصر الحقيقي.
من مقومات النصر في أي معركة تكمن في :
الأول/ الاستعداد للمعركة من خلال توفر العدة و العتاد، و وضع خطتها، و دراسة آليات تنفيذها بالوسائل و الأدوات المتاحة،
ثانيا/ صمود الشعب، و توفر مقوماته من مياه، كهرباء ، غذاء ، وتوفير الحماية له من ردة فعل العدو الجنونية و الانتقامية بإنزاله في ملاجئ يتوفر بها كل شئ، و على سبيل المثال لا الحصر، في الحرب العالمية الثانية كان اليابان يحافظ على المدنيين بإنزاله في الملاجئ، و فرضت الحكومة اليابانية التعليم على أبنائه داخل الملاجئ، حيث كان يمارس حياته الطبيعية، و في العراق في حرب الخليج الثانية أدخلت الحكومة العراقية شعبها إلى الملاجئ للحفاظ على أرواحهم من ضربات التحالف، فيما المقاتلون العراقيون يكونون فوق الأرض، و كذلك إسرائيل.
ثالثا/ دراسة عواقب المعركة، و التحضر لمواجهتها ، بوضع حلول لها .
رابعا/ الدعم المالي و العسكري، و لا يتعلق هذا بالضعف أو القوة.
خامسا/ حجم الخسائر المادية و البشرية و الاقتصادية.
إن أبو عبيدة ، الناطق العسكري لكتائب القسام، اعترف بعدم تكافؤ الحرب ، حيث قال:” الحرب غير متكافئة”، في خطابه الأخير.
و نقول:” إن تحقيق مقومات النصر الحقيقي يكون بنسب متباينة، و على المقاومة الفلسطينية بحث عواملها ، وماذا حققت منها، و حجم خسائرها، و لا أقصد هنا أن المقاومة بخير ، فهذه الكلمة مطاطة، و لكل حرب خسائر و ضحايا، و لا يكفي الخروج من المعركة بنصر معنوي، لأن تنيجة المعركة إما نصر أو هزيمة “.