إذا حظيتم بالجاني!

 

عام 1937 كان أحد الرعاة الجنوبيين يرعى قطيعه بالقرب من جسر القعقعية ، فتارة يطلق العنان عزفاً لمنجيرته ، وطوراً ينشد أبيات العتابا والميجانا، متأملاً مياه الليطاني الهادرة المهدورة ، الدافقة باتجاه القاسمية ، يبتلعها بحر ٌ مالحٌ طماع ، فتحرم منها بلداتٌ محيطة وحقول عطشى ، فآلمه المشهد ، وانتفضت غيرته ، وفاضت أريحته ، فاستل حجراً من فرس ليكتب على حائط الجسر :
**نهر الليطاني بذاتو
البحر بياخد مياتو
ناس ال حولو عطشانين
شجرات ال حدو ماتوا.**
وشاع خبر الراعي وما كتب ، فما كان من مخفر النبطية إلا أن تحرك وتحقق وأعدّ تقريراً ضمنه اتهاماً للراعي الغيور بالتحريض على السلطة والمس بهيبة ومقام الدولة العلية وتعريض السلم الوطني والدولي للمخاطر ،وكُتب التقرير على عدة صفحات ، ورفع بالتسلسل الى القائمقام فالمحافظ ليستقر بين يدي وزير الداخلية آنذاك ميشال زكور ، وكان الأخير نهضوياً فطناً ، فقرأ التقرير المذيل بعبارة : والبحث مازال جارٍ عن الجاني .
ضحك زكور للحال ، ورده بعد أن أضاف عليه :
**إذا حظيتم بالجاني بلغوه عني التهاني…**

شاهد أيضاً

قميحة: “انعقاد الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني خطوة مهمة في مسيرة التطوير والتحديث”

رأى رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والابحاث – كونفوشيوس، رئيس جمعية “طريق الحوار اللبناني الصيني” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *