محافظ بعلبك الهرمل الاستاذ بشير خضر

اهمال الدولة للمنطقة جعلت اهلها يأخذون حقهم بيدهم

• 

من أين أبدأ من الفيحاء وجبلها أو من مدينة الشمس وقلعتها..؟
من الفيحاء إلى ربوع البقاع كانت رحلة العطاء..إلى حقول وبساتين الفخر والمجد والثورة والمقاومة كانت وجهته..
إلى نهر القهر ورحاب المعاناة والاهمال الرسمي والوجع الذي لا ينضب كانت سمته..
خطت يراعه بصمات متمردة على الظلم والقهر ووجع الأيام..عاش أنين الفقراء والبسطاء معهم في طيبتهم البريئة..كتفاً لكتف مع الذين يصرخون من دون صدى ولا من مجيب لهم..أحب الناس وأحبوه..كان ولا يزال واحداً منهم..

إنه ابن جبل محسن..إبن الفيحاء طرابلس سعادة محافظ بعلبك الهرمل الأستاذ بشير خضر المحترم..والذي رغم أنه أصغر محافظ في لبنان لكنه قدم تجربة إدارية،إنسانية، أخلاقية، تنموية، إصلاحية، ثقافية، فنية وتربوية رائدة، لامست كل الفئات والشرائح..
هنيئاً للبقاع ولبعلبك- الهرمل وللبنان بك سعادة المحافظ…

• لعلك محافظ المنطقة الاكثر تعقيداُ في لبنان….
  اهمال تاريخي، تقاليد عشائرية، تجاوزات للقانون غالباً بسبب الحرمان واللامبالاة…
  ما هو الاسلوب الذي اعتمدته ليكون دورك فاعلا في ادارة المحافظة…؟

-بعلبك الهرمل مثل أي منطقة أخرى في لبنان، لها خصوصياتها وثقافتها.. هذه الثقافة بمعظمها إيجابية جداً ورائعة ولديها عادات وتقاليد جميلة مثل التكافل الاجتماعي وقرب الناس من بعضهم وكرمهم واستقبالهم للضيف.. في نفس الوقت لديهم عادات وتقاليد أخرى مثل الثأر الذي يتعارض مع القانون.. أنا رجل قانون ورجل مؤسسات أحترم ثقافة المنطقة التي أتواجد فيها، ولكن الأولوية هي للقانون وتطبيقه.. وبما أن هذه المحافظة كانت لعقود من الزمن مهملة من الدولة كان لابد من البداية تقريب الدولة من الناس وتقريب الناس من الدولة، نوع من مصالحة ما بينهم. وأقول دائماً أن ليس صحيحاً أهل بعلبك الهرمل خارجون عن القانون بل الدولة هي التي كانت مهملة بحقهم لعقود من الزمن، لذلك المشاريع التي استطعنا تحقيقها وتسهيل حياة الناس والتواصل معهم مباشر كل هذا لبناء الثقة بيني وبينهم ويقتنعوا بالقانون الذي نطبقه..

*كل الأصابع تتركز على محافظة بعلبك – الهرمل على انها فردوس المهربين..
ما كان دورك في الحد من هذه الآفة؟

-بالنسبة للتهريب مثلها مثل أي منطقة حدودية في لبنان يتواجد فيها أعمال التهريب، لكن هذا شيء مخالف للقانون ومضر جداً بالإقتصاد، ولا سيما في هذه الأيام التي نعيشها.. وهنا الدور للأجهزة الأمنية والجيش اللبناني..كما أن الجيش منتشر بكثافة في بعلبك الهرمل ويبذل أكثر من طاقته ويسعى للمستحيل كي يوقف أعمال التهريب .. ومؤخراً كان حوالي ٩٠ الف ليتر من المحروقات بأسبوعين تم مصادرتهم وحجزهم من قبل الجيش اللبناني وتم تحويل المهربين على القضاء المختص وتحاول الأجهزة الامنية والجيش بذل جهودهم للقضاء على هذه التجارة المخالفة للقانون والمضرة بالاقتصاد..

• ايضاً الكورونا ….
  لاحظنا كثافة ، وفوضوية، الحضور في المآتم والأعراس…
  أما من وسيلة لاقناع الناس بأن يكونوا على حذر ..
  هذا خشية انتشار الوباء في المنطقة..!؟

-نحن بدأنا أول منطقة في لبنان بإتخاذ الإجراءات من شهر شباط الماضي وحتى بالتواصل مع الجهات الدينية والسياسية والفعاليات الذين كانوا متفهمين لهذه الإجراءات،وأيضاً طلبنا دور العبادة يكون فيها إجراءات ومراقبة على مجالس العزاء من قبل شرطة البلدية لالتزام الناس بالوقاية، هذه كانت بالبدايات من شهر شباط وقررنا الغاء مجالس العزاء والأفراح، وكان الجميع ملتزماً بالإجراءات الوقائية تقريباً حتى شهر نيسان، ومن بعدها أصبح الاستهتار عند كل اللبنانيين وليس فقط في بعلبك الهرمل، لكننا أكملنا بندوات توعوية وإجراءات قاسية في بعض الأحيان وصولاً إلى تحويل البعض على القضاء المختص لعدم التزامهم.. وكل الذي قمنا فيه سواءاً بالاعلام او الاجراءات الادارية والتعاميم للبلديات وعزل قرى، كل هذا للحد من فيروس كورونا.. والنتيجة اليوم أن بعلبك الهرمل أقل نسبة إنتشار للفيروس في كل لبنان، لكن في نفس الوقت الامكانيات اللوجيستية ولا سيما في المستشفيات ضئيلة جداً، وبالتالي نكون أقل منطقة يوجد فيها نسبة اصابات.. وهذا ليس كافياً لأن في حال خرجنا عن السيطرة ستكون النتيجة أخطر من مناطق أخرى بسبب ضعف الامكانيات الطبية بالمنطقة.

*بين الفينة والاخرى نعلم بوجود اشتباكات بين عائلات او قوى أمنية في مختلف مدينة بعلبك ، وهي مدينة الشمس..
البعض اقترح نشر القبعات الزرق في بعلبك لمنع أعمال العنف، ما رأيك..؟

-في موضوع الاشتباكات وأخذ بالثأر التي تولد مشاكل كثيرة، أولا’ لا بد من أن الدولة تعطي حق المواطن ولا تترك له مجالاً لكي يأخذ حقه بيده.. وموضوع قبعات الزرق ليس له أي لزوم ولا أي إجراء من هذا النوع لأن المولج بحماية الناس هي الاجهزة الأمنية اللبنانية بالاضافة علينا مساعدة الامن بالتوعية للجيل الجديد وتثقيفه والتربية الحسنة كي يحافظ على العادات والتقاليد الجميلة في بعلبك الهرمل ويبتعد عن كل العادات السيئة ومنها استخدام السلاح في أي حادثة أو موقف، وحتى بالتشييع والافراح يستخدم السلاح كنوع من التعبير وهذه العادات مؤذية، فعلى المجتمع أن يتساعد مع الامن لوضع حد نهائي لهذه الآفية.

• في زمن تشريع الحشيش. ستكون امام مهمة صعبة للغاية..
  كيف تتوقع النتائج..؟

-تشريع الحشيش من المواضيع التي تحمست لها كثيراً، وأكثر من مرة تكلمت عنها بالاعلام وطبعاً هذا التشريع الذي يستثني الحشيش الذي يستعمل لتعاطي المخدرات، فقط للاستخدام الصناعي والطبي..كانت خطوة أولى وجبارة وما زال هناك خطوات كثيرة.. وأبرز التحديات في هذا الموضوع هو ضم وفرز الأراضي الذي ننتظره منذ مدة طويلة ليتم تنفيذه من قبل الجهات المعنية.. لأن الذي يريد أن يزرع يحتاج إلى أرض ليأخذ الترخيص وهذه إحدى العقبات التي اراها.. بالنهاية اذ يكون حسن لتطبيق هذا القانون الذي اطلعت عليه وشاركت بإحدى جلسات مجلس النواب للجنة النيابية التي كانت تدرس وتقر هذا القانون ..انه قانون ممتاز، وإذا تم تفعيل الزراعة جيداً وتحت رقابة معينة من شأنها ان تدخل مليار دولار لخزينة الدولة اللبنانية وأعتقد نحن بأمس الحاجة لمشروع ومدخول من هذا النوع .

*في منطقتك ذلك النهر العظيم الذي يمتد الى العمق السوري ومنه الى تركيا…
ومع ذلك نلاحظ وجود صحراء على بعد كيلومترات قليلة في محيط العاصي…
اما من خطط لاستثمار مياه النهر في مشاريع تنموية..؟

-سدّ العاصي هو من أوّل المواضيع التي تناولتها عندما استلمت مركز محافظ بعلبك الهرمل ولو أنّ هذا المشروع تعود صلاحية تنفيذه للمحافظ كنت بدأت العمل به منذ اليوم الأوّل. وأعتبر أن سد العاصي هو أهم سد المفروض أن يشيد بلبنان لا سيما أنه أغزر نهر مع أن مسافته قصيرة، لكن يمكن الاستفادة منه اذا تم استكماله إضافة الى أن هناك اتفاقية بيننا وبين سوريا ألا وهي الاستفادة ب ١٠٪؜ يعني ٣٥٪؜ من مياه النهر ولكن للاسف المياه غير مستفاد منها بالقدر اللازم وليس هناك امكانية الا عبر بناء السد، فهذا الموضوع مرجعه للجهات السياسية لكي يتم تنفيذه.

• بعد أكثر من 6سنوات على شغلك المنصب…
  كم نسبة النجاح وكم نسبة الفشل…؟

-لا اعتقد أن أستطيع تقييم نفسي وكم كانت نسبة النجاح ونسبة الفشل، هذا الموضوع هو بيد الناس الذين رافقوا وتابعوا أعمالي خلال هذه السنوات، أدائي وعملي على الأرض في منطقة بعلبك الهرمل هو الذي يحكم.. وأنا راض عن كل ما أنجزته حتى الان وسأنجز الأكثر لأن طموحي أكبر من الذي حققته.. وسأسعى حتى أصل إلى الرؤية التي رسمتها ليعلبك الهرمل..
لكن أنا محافظ لدي صلاحيات محددة ولست حاكماً مطلقاً لهذه المدينة كي أستطيع تنفيذ كل ما أطمح اليه، وأيضاً تقع المسؤولية على الحكومات المتعاقبة، ولا بد من وجود النواب في بعلبك الهرمل وهم من عدة أحزاب سياسية أن يساهموا ويساعدوا في تنفيذ المشاريع التي نحن بحاجة إليها.

*لو طلبوا منك اختيار منطقة اخرى.. لتنتقل اليها. أين تختار ولماذا..؟؟

• طبعاً ستكون بعلبك الهرمل لأن مهمتي هنا لم تنته بعد، وفي جعبتي الكثير من الأعمال لأقدمها وأنجزها لمدينة الشمس .. ويوم الذي أشعر فيه بأن وجودي ليس له أي قيمة مضافة في بعلبك الهرمل، ممكن أن أفكر في خيارات أخرى..

•