ادباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

د. يسرى البيطار من قرية (كفيفان) شمال لبنان.
حائزة شهادة الدكتوراه اللبنانية في اللغة العربية وآدابها، وشهادة الكفاءة في التربية، ودراسات عليا في النقد الأدبي، ودراسات عليا في الحقوق.
أستاذة اللغة العربية في الجامعة اللبنانية.
عضو جمعيات ثقافية عدة، وهي الرئيسة الفخرية لمنتدى “لقاء”.

لها عدد من المؤلفات والأبحاث اللغوية، وثلاث مجموعات شعرية:
– عطر من الشوق 2014.
– أكاد من المحبة أسقط 2016.
– منازل العشق 2020.
نالت جائزة ناجي نعمان الأدبية العالمية للإبداع عام 2016.
مثلت لبنان في مهرجانات دولية للشعر في الشارقة والمغرب والجزائر والأردن ولبنان وحصلت على شهادات تكريم ودروع تقدير .
قال أستاذها الدكتور عبد الفتاح الزين: “يسرى البيطار لن تموت”.
وقال أستاذها الدكتور يوسف عيد: “افرحي يا دنيا الأدب، فها هي ربة الشعر الصغيرة آتية على خيل أصلية”

الرقم الصعب والحضور المهيب، تهتز لكلماتها المنابر وتطرب الأفئدة. تغرف من معين اللغة لترسمَ على جسد القصيدة إبداعها الفريد .

الدكتورة يسرى البيطار: كلما ارتقت اللغة ارتقى الفكر والقصيدة

*البدايات تترك لمسة خاصة في الذاكرة،
حدّثينا عن أول قصيدة وسمتك شاعرة؟


 – كنت دائمًا أكتب القصائد العمودية والخواطر، لكنني لم أكن أنشرها. أما القصيدة الأولى التي نشرتها فكتبت عام 2013 وقد كنت يومها حزينة. عندما قرأتها شعرت بأنها يجب أن تنشر، وقد شجعني على ذلك، لما سمعها، الشاعر الأستاذ جورج شكور، والأستاذ جورج طرابلسي.
نعم لهذه القصيدة موقع خاص في نفسي فهي كانت البداية ثم نشرت بعدها عشرات القصائد، كأن الشعر كان مخزنًا أعوامًا ثم تدفق دفعة واحدة.
عنوان القصيدة: “وحلمت أن أهواك”، وهي تتحدث عن خيبة الفتاة المراهقة الحالمة، والانفصال عن القرية والحب القديم. وقد ختمتها كما يلي:


“لا، لن أعيش الوهم بعد
ولن أصلي كي يكون لنا لقاء”.



*من هو الأكثر قدرة ًعلى مقاربة الحب في قصائده، الرجل أو المرأة ؟ وهل الغزل حكرٌ على الشعراء دون الشاعرات؟


–  شخصيًا لا أميز بين الرجل والمرأة، فكل إنسان قادر على الحب وعلى التعبير عنه، وعن سائر الموضوعات الأخرى. المهم هو القصيدة.



* بصفتك حاصلة على دكتوراه في اللغة العربية، هل ساعدك هذا الأمر على تدعيم القصيدة أو أنه أفقدك العفوية ولذة البحث في مجاهل المعاني؟


 – القصيدة لا تنفصل عن لغتها؛ والمعنى لا يمكنه أن يكون بلا اللغة. ولذلك قلت ذات يوم: “اللغة أفكر بها وأشعر بها”؛ وكلما ارتقت اللغة ارتقى الفكر والقصيدة.

 

 * لمَ يشعر الشعراء بمسؤولية حتى لا أقول خوفًا عندما تكون الشريكة في الأمسية أو اللقاء يسرى بيطار؟


–  كلنا نشعر بمسؤولية على المنبر، وخصوصًا إن كان معنا شاعر متمكن، لكن هذا لا يعني الخوف، بل يمدنا بطاقة إضافية وبفرح الارتقاء مع الآخر.
الإنسان الناجح هو دائما طموح، ولذلك لا يرضيه أن يكون مميزًا بين الضعفاء.



 * واثق الخطا يمشي ملكًا أو غرورًا؟ وهل الغرور يجب أن يكون دائمًا سلبيًا؟


–  هناك فرق بين الثقة والكبرياء، وبين الغرور. فالثقة مطلوبة والكبرياء بما هو تقدير للذات جميل. أما الغرور فيصيب الفارغين فقط.



* هل اللغة العربية بخير؟ وهل الطلاب جاهزون فعلًا لابداعاتها ومفاجآتها أم يسعون وراء شهادة جامعية فقط؟


–  في قسم اللغة العربية طلاب يسعون إلى الشهادة الجامعية فقط؛ لكن هناك طلابًا متفوقين يقدرون الإبداع ويبدعون أيضًا. وهكذا في كل مجال هناك من يمشي قرب الحائط، وهناك الطلعاء والمغامرون.


*  كل قصائدك تلبسينها الشخصية التي تليق بها القاءً ونغمةً، وهذا سر من أسرار الإبداع. إذا طلبت منك نصيحة واحدة من عصارة تجربتك تقدمينها للمبتدئين تحديدًا، ماذا تقولين لهم؟


–  صراحة أنا أشعر بالخجل في مقام النصح، لكنني أطلب من الشعراء أن يكونوا أنفسهم، لا من يقرأون لهم من الكبار، ولا مقلدين للشعراء والأدباء العالميين، لأن العالمي يجب أن يكون نفسه، وأن يعبر عن تجربته الأصيلة، وإلا سيفشل حتمًا، وإن استطاع أن يغش القراء لفترة وجيزة.

 

 * بصراحة وجرأة د. يسرى بيطار، هل كثرة المنتديات والتجمعات الثقافية في الساحة اللبنانية دليل عافية أو فوضى؟


 – ربما أستطيع القول إنها الفوضى الخلاقة؛ والإبداع لا يكون في الرتابة، بل يحتاج أيضًا إلى الفوضى. في الحياة لا يوجد مستوى واحد من كل شيء، بل كل شيء يقوم على المقارنة. والحياة تتسع لكل التجارب ولحرية التعبير، ثم يبقى من يستحق البقاء؛ ولا بأس في إطلاق الأقلام على اختلافها.



* هل فعلًا جمهور الشعر ضئيل مقارنة بجمهور الرواية والقصة، علمًا أن القصيدة أحيانًا تختصر في بعض أبياتٍ قصصًا تعجزُ عنها صفحات وصفحات؟


–  لكل فن جمهوره، والمسألة ليست مسألة عدد، الشاعر يكتب لنفسه ولقرائه وللحياة. ولكل فرد ما يهوى.


* أترك الختام لكِ في قصيدة تهدينها لقراء كواليس

.
– أهديكم، وأهدي قراء كواليس، ومع الشكر على هذا الحوار الجميل، قصيدة من مجموعتي “منازل العشق”، تنشر للمرة الأولى عبر مواقع التواصل.
○○○
تغادرُني فيبتدئُ السّؤالُ

ودمعُ العين تَعبرُه الظّلالُ

كأنّكَ ما أتيتَ إليّ شوقًا

ولا سَكِرَت من العنب السِّلالُ

كحلمٍ هَزَّ عرشَ اللّيل حينًا

لتستويَ المدائنُ والرّمالُ

بلا روحٍ أنامُ أنا كلامٌ

يُخَطُّ على الدّماء ولا يُقالُ

دموعي في سكون اللّيل تُتلى

فكلُّ الكون فَيضٌ وابتهالُ

إلى عينيكَ أنْ دعني أصلّي

فلا تعبٌ هناك ولا محالُ

أنا جسدٌ يموت تقالُ ميمٌ

فتُحْيي الموتَ نارٌ واشتعالُ

أهذا الطّرْفَ لا تحزنْ فإنّي

إذا حَزِنَ الكنارُ أنا التّلالُ

أنا أمُّ الصّبيِّ أنا دواءٌ

إذا مَسَّ الجبينَ بك اعتلالُ

أسافرُ في الحقيبةِ مثلَ طيفٍ

ويكفي، كي يعانقَني الكمالُ

وقفتُ، يداي حول العشق، حَيرى

أوَجْهُ الأرض ماءٌ أم وصالُ

رَدَدْتُ البابَ يكسرُني حنينٌ

كما انفصلَت عن الجبل الجبالُ

يسرى البيطار – منازل العشق

شاهد أيضاً

يمق زار مركز “الجماعة الإسلامية” في مدينة طرابلس معزيا” باستشهاد عنصريها

زار رئيس مجلس بلدية مدينة طرابلس الدكتور رياض يمق، مركز الجماعة الإسلامية في طرابلس، مُعزياً …