سأموتُ بعدَ قليلِ

ياسين محمد البكالي

سأموتُ بعدَ قليلِ
فانتظروا
لكيْ أبكِي عليّا

وقِفوا جِواري صامتينَ
دعوا الحروفَ تُحيطُ بي
ولسوفَ آخذُها إلى ربّي
أقولُ لهُ : إلهي
العفوَ هذا ما لديّا

سأموتُ بعدَ قليلِ
فاحتشدوا عليَّ
فرُبّما سأكونُ أفضلَ
ربّما أُنهِي قراءةَ كلَّ أسماءِ الغيابِ
وأكتفي بصلاةِ هذا الشعرِ فِيَّا

أو رُبّما أنجو من القلقِ الذي أعتادُ رؤيتَهُ عليكم
رُبّما أُغري بهِ قبري
وأمضي عنهُ حينَ يقولُ هيّا

سأموتُ بعدَ قليلِ
لا داعي لأن تتَذكّروا ما كانَ من حُزني
ولا تخشوا على ما ضاعَ مِنّي
إنَّ مَن يستقبلوني في البعيدِ
يُهمُّهُم أن يُصبحَ الصلصالُ أكثرَ قدرةً
في الكشفِ عن سِرِّ الحياةِ
تفقَّدُوني في ابنةٍ خلَّفتُها في النصِّ
ذاتَ سكينةٍ
لأكونَ أقوى حينَ يسألُني الإله
وحينَ أرجعُ من جلالتِهِ إليَّا

الحقُّ أنَّ المشيَ فوقَ الماءِ رغبتيَ الوحيدةُ
لم أعشْ أبداً لأشربَ مِلءَ كأسي
رُبّما في الموتِ
أخرجُ عن سِياقي
ربّما سأصيرُ حيَّا

سأموتُ بعدَ قليل
وانكشفَ الغطاءُ
دمٌ يَخافُ كتابةَ النبأِ الأخيرِ
محاولاتٌ لاستعادةِ لحظةٍ للجريِ في عرصاتِ مشوارٍ طويلٍ
كانَ فيهِ الوقتُ عاديّاً
تناهى الآنَ صمتاً مُطبِقَ العينينِ
يفرضُ نفسَهُ
ويغوصُ في أنفاسِنا
شيئاً فشيّئا

سأموتُ بعدَ الآنِ
لا تتوَقّعُوا أنّ المسافةَ بينَ ميلادي ونعشي
خُطوةٌ ما بينَ هوّةْ
أو حديثٌ
سوفَ نرسِمُهُ على جُدرانِ مَن رحلوا
سَويّا

هيَ لحظةُ الإفصاحِ
أنكى من جوابٍ فاشلٍ
ما زلتُ أهجُرُهُ ملِيَّا
___
٧/رمضان ١٤٤٤ه
_____
ياسين محمد البكالي

شاهد أيضاً

وحدة التدخلات الطارئة تدشن مساهمتها لمشاريع المبادرات المجتمعية بمحافظة إب اليمنية من مادتي الاسمنت والديزل ..

تقرير /حميد الطاهري دشنت اليوم وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بوزارة المالية بالتنسيق مع السلطة …