الإختلاف بالمفاهيم و خطر السلاح الفكري (ج 4)

وليد الدبس

عندما يتحول الفكر إلى سلاح يراد به هلاك الإنسان يكون بذلك قد وصل علم النفس أقصى مرتقاه العلمي بصناعة ما هو أكثر شمولية للهلاك من السلاح الفتاك بجعل الإنسان يدمر نفسه بفعل الجريمة الإنشطارية التي تبدأ بالدمار الذاتي بالتخلي عن أسباب حياة كريمة ليبدأ تفاعلها وإشتعال شررها بحجرة الحاضنة الأسرية.
ثم يمتد مباشرة إلى محيط صمام الأمان الإجتماعي لتأخذ بنشاط توسع دائري نشيط دون محرضات الشعلة بفعل إنشطار الفوضى تحت تأثير الفعل و رد الفعل بقوة تنامي الجُنح العشوائة في بوتقة الجريمة العارمة ووسيلة الوقاية الوحيدة منها هي الخروج منها بعيداً.
فهذا الحدث المدمر مشروط بالإصطدام المباشر بين شطري الإنقسام الفكري على قاعدة الخلاف أو ربما بدونها لكن النأي بالنفس لا يمنع خطورته فالإنكفاء في هذه الحالة يعني الإستجابة للتيار عفوياً والتخلي عن القواعد الأخلاقية التي بُني عليها الإنسان والتركيبة العقلية البشرية لا تسمح بحدوث مثل هذا فالعقل البشري لا يمكنه الإستكانة لعارض طارئ قد يهدد آماله أو خصوصية تطلعاته مع مكتسبات الحياة.

فهنا يتبلور الحد الفاصل بين شطري الإنقسام الفكري ليتموضع موضع إصطفاف عالمي يفصل بين التوجهين:
شطر يتبنى الفكر الإستعماري وآداته الجريمة
وشطر يتبنى الفكر التحرري المقاوم وآداته العقيدة
يتناظران بقوة بشرية متماثلة بفارق التوجه الإديولوجي، الأمر الذي  يكسب قوى التحرر والمقاومة متسع مضاف لإعتماد التنمية العقائدية كامتداد لمنهج ثقافي تاريخي يقوم على أساس أدبيات ذات أطر أخلاقية مركزية تحظر الجريمة بأدنى مستوياتها و تُلزم بواجب الدفاع عملاً بالشرائع الدينية و أخذاً بأعراف الإثنيات الثقافية.

وهو القانون الأمثل الذي يحكم العلاقات البشرية ويرسم جغرافيات التوافق الإجتماعي المتجانس وجدانياً وجدير بالطرح هنا تساؤل فرضي وإجابة موضوعية وهو إذا كانت قوى التحرر المقاوماتية تتناظر مناصفة مع قوى الإستعمار من حيث الطاقة البشرية و تبعياتها
فلماذا ترجح كفة القوة للإستعمار دون معادلة التوازن؟!

١- ذلك لأن قوى الإستعمار تعتمد منهاج الجريمة كآداة للوصول للهدف وتحقيق الغاية بوسيلة الإرهاب المنظم

2-  في حين قوى التحرر والمقاومة قوة دفاع ذاتي بقوة القانون لتحقيق العدالة وإنقاذ الإنسان والمقدرات.

وليد الدبس

..يتبع غداً

الإختلاف بالمفاهيم و خطر السلاح الفكري (ج 5)

💐🌿 تحية كواليس 🌿💐

ما يميز “الاستاذ وليد الدبس الشاعر و الأديب الشعبي، عضو الأمانة العامة للثوابت الوطني في سورية، عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب و الفنون” ” انه يكتب بإختصار مرهف بكثافته وعمقه ودلائله التي تصبح مجتمعة جمل خاصة به لا اظن ان احد يستطيع ان يمزج هذه التركيبة الحرفية السلسة بكل هذه المهارة التي توصل الفكرة ويشعر القاريء انه فهم واستوعب الفكرة وما عليه الا ان يتجند لتطبيقها وهي رغبة ملحة عند الصادقين بخلق مجتمع راقي متحضر عصي على الجهلة، ولكن ما ان يقرأ الجزء الذي يليه  فيكتشف انه غير منفصل عما سبقه وفي ذات الوقت مكمل اساسي بتعابير مختلفة وبديعة ومتصل بما يليه.

من هنا نشهد هذا التميز الذي يغرقنا في بحر من المعرفة والتحذير من مطبات الفكر إذا ما تحول إلى سلاح أين منه الصواريخ والطائرات، فيجمعنا مع ذاتنا في نقاش صريح لنحاول تعميق فكرة الحوار السلمي لنبني ونبتعد عن فكرة حوار الطرشان التي تدمر وتدمر وتدمر

فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

جائزة أفضل صورة صحفية في العام… لقطة من غزة “تفطر القلب”!

فاز مصور “رويترز”، محمد سالم، بجائزة أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2024، الخميس، عن صورة …