علوم في القتال الفردي:

د.السيد محمد الحسيني

نحن لا نحتاج الى جيوش.
إنها تشكيلات للقتال التقليدي .
نحن ذئاب منفردة تتحدى الموت ليركع أمامها .
لا يمكنك أن تقاتل إن لم تندمج مع الطبيعة لتمسي جزءا منها . إنه مقام الحلولية في الأشياء والظواهر وحتى في الأرواح . حينئذٍ تتولّد لديك طاقة هائلة، أنت والكون واحد . قد تترأى لك عوالم متداخلة، عليك أن تجذب منها القوة إليك. إجعلها في صدرك لأنه مكان القلب وفي القلب اليقين والفكر الضارب الى عمق الوجود . انت بألف رجل وإن أدركت اسم الله الأعظم تكون الكون ذاته .
عندما تشعر أن الله في قلبك فإنك تمتزج مع المكان والزمان لتصبح اللحظة حينها لا داعي لتخطو على الأرض لأنها تطوي لك كل بعيد وزمنك أمام الحقيقة يخرج عن الوقت . عندها تختزن بصمتك كل آهات السنين وتعلوبهمتك نسور السماء لتنظر أقصى القوم فتراهم غباراً وتضرب بإسم الله لترمي بيده .
عندما تبيع جمجمتك لله فإنك لن تحتاج لجناحين للتحليق بهما فالكون يتكفل بحملك ويحلِّق بك الى حيث الفتكة البكر . عندما تصل الى هذا الحد فاعلم أن لك قدرة ألف فارس وعيناك لا تعكسان الضوء بل هما النور لأنك خرجت عن المادة ورجعت الى ربك .
أيها الفارس هل تعلم ماذا تختزن بين جناحيك ؟ السطوة والقدرة والرعب فلا تتوقف، هم في نهاياتهم وأنت بدأت لتوِّك .
لو كُشِف لك الغطاء لرأيت الأحبة معك يمسحون عرق جبينك ودمك النازف من أضلعك ويسكبون الكوثر على وتينك.
لو رأيت ذلك لأصبت بالحب ولنمت لتوك نوم الهانئين بأحضان أمهاتهم ولرضيت ثم رضيت ثم رضيت …