انا واغاتا كريستي

من صفحة الاديبة أحلام مستغانمي

بالنسبة إليّ شخصيّاً، أعظم الأفكار الروائية عثرت عليها وأنا أقوم بالأشغال المنزلية. ولأنّي دفعت ثمن هذه المقولة سنوات من عمري، فقد تمنّيت مازحة أن تُسجّل باسمي، وألّا أجدها في الأنترنت منسوبة إلى غيري، لكنّني ما كدت أنشرها بزهو كبير، حتى جاء من يقول لي إنّ أغاتا كريستي قالت: «أفضل وقت للتخطيط لكتاب هو أثناء غسل الصحون»!
لم أصدّق أن السيدة أغاتا كريستي تركت كلّ مجدها ولحقتني ع المجلى؟! معقول؟ سيدة الفضول التي كانت تصول وتجول برفقة زوجها متنقلة في بلاد الشرق بين الهند وبغداد والشام ومصر، بحثاً عن خيوط جريمة جديدة، تريد منافستي في مطبخ من بضعة أمتار أهدرت فيه نصف عمري؟ في جميع الحالات، ما كنّا أنا وهي نقصد المطبخ بالدافع نفسه، فملكة الجريمة التي في عنقها 80 جثة كانت وهي أمام المجلى تبحث بين السكاكين والشوك عن مخطّط لجرائمها، وتكتب أثناء ذلك «جريمة في قطار الشرق السريع» و«لم يبق منهم أحد» فتقتل هذا، وتسمّم ذاك، وتلقي بثالث من القطار.
أمّا أنا، فكنت أبحث وسط صابون الجلي عن مفاتيح العشق، كي أطيل لهفة أبطالي، وأفكّر في طريقة يوقع بها طلال هالة في شباكه، ليستدرجها إلى فيينا ويراقصها على موسيقى «الدانوب الأزرق»، وبأيّ كذبة عليها أن تتذرّع كي تسافر للقائه…

[ يُتبع… ]

#شهيًّا_كفِراق

 

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

المرتضى اطلع من بيار عازار على الوضع الثقافي والانمائي لمنطقة كسروان بحث وزير الثقافة القاضي …