كوزو أوكاموتو، شهيد حي آخر من الفيلق الاممي

 حليم خاتون

كوزو أوكاموتو، شهيد حي آخر من الفيلق الاممي ، لكي لا يطوي النسيان أسماء أبطال أراد العدو الصهيوني محو ذكراهم، انفردت جريدة الأخبار مشكورة على الاحتفال بزيادة شمعة إلى لوحة خالدة في حياة ذلك الكاميكاز الياباني الذي قطع آلاف الأميال ليسجل عملا بطوليا في مرمى الإمبريالية عبر استهداف كلب حراستها في الشرق الأوسط، اسرائيل…
كوزو أوكاموتو كان واحدا من ثلاثة أبطال يابانيين تطوعوا كما الكثيرين في القتال ضد هذه الامبريالية…
كما هي الإمبريالية منتشرة في كل الكوكب، ولها أذناب على كل هذا الكوكب، آمن كوزو ورفاقه أن النضال يجب أن يكون أيضاً على كامل هذه الكرة الأرضية…
لم يكن أوكاموتو لبنانياً، لكن الاعتداء على مطار بيروت سنة ٦٨ الذين نفذته ربيبة الإمبريالية اسرائيل، استفز مشاعر المناضلين الثوريين على كامل الكرة الأرضية، فقرر كوزو أوكاموتو وتسويوشي أوكاديرا وياسويوكي ياسودا المجيء إلى لبنان والانضمام إلى الفيلق الأممي تحت إشراف الشهيد المناضل الدكتور وديع حداد من أجل التدريب ووضع خطة الانتقام من ذنب هذه الإمبريالية…
منذ ذلك الزمن النضالي الجميل، حين كان الشهيد يصعد إلى السماء ليصبح نجمة تضيء الكون، وضع المناضلون معادلة مطار بيروت مقابل مطار اللد ( هو نفسه مطار بن غوريون اليوم)…
ثلاثة أبطال من الجيش الأحمر الياباني، استلوا السلاح من الشنط وبدأوا عملية الانتقام لمطار بيروت…
كانت نتيجة العملية مقتل ست وعشرين كلبا من قطعان المستوطنين، بينهم بروفيسور في الحرب البيولوجية قبل صعود روحي أوكاديرا وياسودا إلى السماء، وإصابة أوكاموتو بجراح بليغة أدت إلى وقوعه في الأسر إلى أن استطاع مقاتلو الجبهة الشعبية/ القيادة العامة تحريره في عملية تبادل رغما عن أنف العدو…
كوزو أوكاموتو موجود في لبنان اليوم لاجئا سياسياً بفضل جهود مجموعة كبيرة من المحامين الشرفاء على رأسهم النائب السابق نجاح واكيم…
نجح هؤلاء في منع حكومة رفيق الحريري من بيع المناضل اوكاموتو إلى السلطات اليابانية التابعة للإمبريالية الأميركية كما فعل (المَوْتور الإخونجي) عمر البشير الذي باع المناضل الأممي كارلوس بطل عملية فيينا، إلى فرنسا مقابل وعود مادية تدغدغ مشاعر هؤلاء الكفرة من المتاجرين بالدين…
نحن أيضاً، لدينا ارشيفا وإن كان غير مكتوب إلا في عقول بعض من لا يزال حياً من زمن ذلك النضال السامي الذي كان أحد أهم رموزه وقادته جوهرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القائد الخالد الذكر، الدكتور وديع حداد…
لن يستطيع المناضل الأممي الياباني كوزو أوكاموتو كتابة مذكراته وسرد ما حصل، وكيف كان جزءًا من الفيلق الأممي لمساندة الشعب الفلسطيني في النضال من أجل التحرر الوطني…
لقد استطاع النازيون الصهاينة تعطيل ذاكرة هذا المناضل الذي ظل حبيسا إنفراديا في صندوق حديدي ضيق في أوضاع لا إنسانية…
مهمة المناضلين من تلك الفترة المضيئة في تاريخ حركات التحرر الوطني كتابة هذا التاريخ، ليس فقط من أجل إيفاء الحقوق لأصحابها، بل أيضاً لكي تتعلم الأجيال وتستند إلى هذا النضال وهذا التاريخ من أجل التقاط البندقية والصعود إلى الجبال وبناء الأنفاق والانطلاق إلى المرحلة القادمة من هذا النضال الذي لن ينجح إلا إذا ضربنا الإمبريالية اينما كانت واينما وجدت…
هذا ما فهمه وعمل له قاسم سليماني…
هذا ما قام به عماد مغنية وأنيس النقاش…
تاريخنا ملك شعبنا…
لنكتبه قبل أن تصادره اموال العرب المتغربين المتفرنحين المتصهينين، حتى لو تسلحوا بالدين على مذهب أبي بكر البغدادي وابي محمد الجولاني وقبلهما ابن عبد الوهاب وابن تيمية ومدعي الصحابة من أمثال ابي هريرة…

 

شاهد أيضاً

شباب لبنان …شباب العلم

/ابراهيم ديب أسعد شبابٌ إلى العلياءِ شدّوا وأوثقوا وطاروا بأسبابِ العلومِ وحلّقوا وقد ضمّهم لبنانُ …