هل حصلت على لقب بطل تحدي القراءة بالعربي2022 ؟

 

 

 

بدايةً دعني أحدثك عن نفسي انا بطلٌ لا تهزمني الانتصارات الحربية

فقط!
فإن عدم قراءة هذه القصة سوف تجعل أغرب كائن حي يعلن انتصاره عليك وعلى المجتمع لأننا نعيش الهزيمة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بل إن عدم سماعي للنشيد الوطني صباحا تسبب بكراهتي للمدرسة ففي زمن البارود، تصبح المدرسة مجرد مبنى للجوء كمخيم اليرموك يرتاده الأطفال قبل النساء لتذكرني حين كنت طفلاً وصبياً أن مدرستي لم تكن من هذا النوع الذي يحدث الآن في وطني والذي حدث في سوريا والعراق من رعب وخوف بسبب ساسة المنطقة الخ… لكننا بنفس الهزائم ضحايا وبنفس العزائم اقوياء.
في بلدي اليمن أصبحت المدرسة عبارة عن مبنى يخلو منه المعلمون والأبناء لأن انقطاع الرواتب تسبب في موجة تجهيل اجيال قادمة فقد كنت ازورها بين الشهر والآخر حتى بعد أن بلغت من العمر ثلاثة وعشرين سنة، مرت سنتان كلمح البصر فصرت فجأة وبدون سابق إنذار لم أعد مهتماً بسماع مذياع الطابور الصباحي ولأن سوق الخضار قريباً من مدرسة خولة بنت الازور فاستغربت من ذلك الحدث ورحت اتساءل ما سبب هذا الصراخ الصاخب؟ واختفاء المسّجل وتذكرت كل لحظة إلتواء خط المايكروفون بقدمي مع كل لحظة ينطفأ فيها النشيد الوطني كنت أكرر اعتذاري للاساتذة والطلبة معا ..

 

سهيل عثمان سهيل✒️📜💫
بينما كانت دموع الفخر والاعتزاز تهطل مع قطرات الندى ففي بداية شروق شمس اقتحام الشتاء لفصولي الأربعة كم كنت اجهش بالبكاء وانا أقف بثبات نخلة من نخيل الرافدين علّي اكمل “تحية الوطن” واتخصص في حمايته بشتى الوسائل حاملاً قلمي قبل كل شيء بيد أن العرق عذر صبي حاذق،حينئذٍ صار سراب الأمنية فعل ماض لتصبح لحظة عبادة الشمس اقصد رفع راسي عالياً ويدي اليمنى بالقرب من حاجبي واقفا احمي صيوان أذني من اي صدى مدوي بتحريك يدي مع شدة ابياتي المفضلة من قصيدة النشيد الوطني اليمني، كنت لا افعل نفس طقوس عبادة الوثن، بل انا في حضرة انتعاش حياة اليمن السعيد كما هو الحال مع أجدادي الاقحاح آنذاك، كأني اتذكر نفس الذكرى فكانت عبارة عن لحظة الشعور بالأمن والإيمان ففي وطني كان كل شيء جميل، كنت اتسلق الهضاب والسهول واطير احيانا من تلة إلى أخرى، كل هذا لاغتنام الوقوف في أول المعسكر، اي كنا نتسابق على بدء ترتيب الطابور الصباحي وتذكرت للتو أنني كنت اسرع من انطلاقة الفوتون الضوئي لكن حين يكون تقديم البرنامج على اي طفل غيري امشِ بخطى كبار السن الكسالى في هذا العالم المضطرب!
°سهيل عثمان سهيل✒️📜💫
الآن ليس هناك أي شيء على الإطلاق لكني لا زلت أقاوم أزمة الكتب التعليمية آنذاك، فقد تفاقمت الازمات حاليا وإني لأشعرُ أنني بحاجة إلى العودة أكثر من ثماني سنوات لمعاقبة عصابة التعليم فقد انهزمت في الثانوية سنة 2016 بعمد..
حيث صرت للهزيمة عنوان
إذ إن راية توم جيري البيضاء شعاري منذ انتصرت في السنة التي تلتها لترى اني سارفعها في مكان ما، بل ضد الحروب فقط في اي زمان واي مكان، أما إعلان انتصار الخصم على الخصم العربي طريقةٌ لا اجيدها مثل السياسيين ، ولا أكتب من أجل أن تقرأ أنت وحدك إنما اكتب لتتعرف على هوية حروف شاب عربي يبحث عن هويته المفقودة إذ راحت ضحية قرار مسؤول ساذج أوقف التصوير وقد تم تعبئة بياناتي الشخصية!
هذه قصة وبطولة أخرى أما الليلة فقدت كتبت قصة تحمل عنوانها الموسوم، ليس لك كما أوضحت سابقا بل اكتب للتاريخ ولأقراني الساذجين ولأساتذتي الكرام واساتذتك الجامعيين ايضا؛ فقد ظل العرب يعيشون حياتهم بعيدا عن تنشئة الجيل وتلقينه الحروف الهجائية ومبادئ التربية والتعليم الأسري وقيم الإنسانية والوطنية حتى آلت على المجتمعات والشعوب العربية “أزمة القراءة بالعربي” صرت ضمن شباب هذه الأمة التي لم تعد تنوي قراءة قصتها فوجدتي اتكلم بلغة لاتينية، واستطعت مؤخراً قراءة رواية قصيرة للنابغة في الأدب الإنساني سيدي تشيخوف، قرأتها باللغة الام_الروسية ثم رحت ابحث عن نسخ ورقية لكتاب كلودي فايان الفرنسية، ولأنني سمعت انها كانت “طبيبة في اليمن” حاولت تعلم اللغة ذاتها ولم استطع إيصال رسالتي شفوياً الى حفيدتها التي جاءت في بعثة أطباء بلا حدود الفرنساوية جدا عن اب دون معرفة احد منتسبي الصحة كان ذلك في منتصف تموز الماضي..
لقد جاءت إلى اليمن لتمارس مهنة جدتها كلودي فايان لكن الحرب اجبرتها على العودة خشية الموت بسبب الوطنية المفرطة بين اليمنيين!

بعد كل هذه المعارك طيلة سنوات من التطوير الذاتي وقراءة ما لم يكن عربياً بسبب حداثة الوطن العربي، الاعجم بتعاملاته مواكبةً للحضارة الغربية الباهتة تفاجأتُ بغراب يحمل رسالة نبأٌ عظيم جدا جدا بالنسبة للعالم، وهو فوات اوانك لمتابعة التلفاز العربي لبرنامج ومسابقة “أبطال تحدي القراءة بالعربي2022” والتي نضمتها دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة السادسة لأتفاجأ بأن الفوز كان ليس حليفي كما تظن مذ البداية وليس حليفاً لأحد من هذه الأمة العربية جمعاء، عدا ستة أطفال من التصفية النهائية وأم شام البكور مدرسة ومعلمة بطلة تحدي القراءة بالعربي فازت على اكثر من 20 مليون متسابق، كانت تجهش بدموع الفرح وأعتقد انكم لا تعرفون أن سوريا قد عادت الروح إليها فارتدت شام علم وطنها لنتعرف على قيمة الوطن وأننا نمثله بكل عثراته، اي وطن عربي نمثله في كل مكان على كوكب الأرض.. لكن أين نحن من تنشئة الأجيال؟
لذا تخيل انك تعيش فقدان الأب وتفوز بلقب بطل تحدي القراءة بالعربي من بين 20 مليون متسابقين من كافة الدول العربية والإسلامية ؟
الغريب من ذلك لم أرى الطفلة الفائزة تبكي مثل أي امرأة استشهد زوجها، ربما لأنها بجنة أقدام الأم في هذه الدنيا..

 

لذا فلا عجب من فوز شام البكور فقد تخرجت من مدرسة أدبية وهي بعمر 7 سنوات وسكنت في مكتبة ضحن دافئ بعيدا عن مدارس خولة بنت الازور الأهلية في جميع الاقطار العربية والتي حرمتها من الدخول لأنها تفتقد ابيها الذي كان سيتكفل برسوم دراستها حتى تتخرج مثل أي فتاة لم تعش بعد شعور الطفلة شام

واختم القصة بأول أبيات شعرية قرأتها فور اعلان فوزها للصديق الدكتور والشاعر عبدالمعطي الدالاتي بعنوان “إليك أيا شامُ”
وهي إلى قدوة الجيل يا رفاق البطالة وعدم القراءة صغاراً وكباراً، ورسالتي واضحة ككاتب قصة ليس إلا لتعيها
فقال عنها هو أيضاً :

اليك أيا شامُ، بنت الكرامْ
نزّف التهاني، ونهدي السلامْ
فبشراكِ، لمَّا قرأتِ الكتابَ
وسيرة أحمدَ خيرِ الأنامْ
سموتِ بلغتِ عنان البيانِ
وصرتِ المنارَ وفخر الشآمْ.

كل التحية الى ام شام وإلى قدوة الجيل بطلة تحدي القراءة بالعربي2022
سهيل عثمان سهيل✒️📜💫11/13 10:58م

شاهد أيضاً

8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة

تؤثر خيارات نمط حياتنا بشكل كبير على صحتنا، حيث يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي أو …