من هو المسؤول عن هدر دم كرامتنا المستباح؟!!!

د. نزار دندش

هذا المشهد بات مألوفاً لكل من يتابع سيرة لبنان الحديثة فبوابات المصارف غدت مزارات ” غير مقدسة ” تجتمع فيها جماهير الموظفين الأليفة ، المحتاجة الى حدِّ الوجع ،(والموظفون في لبنان درجات فموظفو الدرجات العليا لا يقفون في طوابير الذلِّ هذه ) .
ابناء البقاع الشمالي مدعوون يومياً الى اجتماعات قسرية لقبض معاشاتهم من بنوك قد تبعد عن اماكن سكنهم مسافة تسعين كيلومتراً ، من بنوكٍ باتت تكره دفع المعاشات ، بل وتهوى مماحكة الزبائن وتهوى ربما معاملتهم بما يشبه الكيدية الثأرية .
الموظفون لطفاء ونشطاء لا يهدأون لكنهم مضطرون للرجوع الى ادارة المركز في كل كبيرة وصغيرة ، وزبائنهم مضطرون للانتظار ساعاتٍ وساعات .

كنت هذا الصباح في عداد المنتظرين منذ قبيل الساعة التاسعة حيث انتظمت في المجموعة غير المنتظمة وسمعت معظم العنعنات والشتائم التي تنهال على من لا ذنب لهم وتبتعد عن الآخرين !

سمعت كلَّ شهيقٍ معطوفٍ على حسرةٍ وكلَّ زفيرٍ مرفقٍ بكزكزةٍ على الأسنان ! وسمعت صراخاً وصراخاً مضاداً وسمعت تهديداً قابله شرح لواقع الحال . ورأيتُ سيدات مسنَّاتٍ عجزتْ اقدامهنَّ عن حملهنَّ اكثر من ثلاث ساعات متواصلات فجلسنَ على الأرض أمام المدخل فيما يشبه جلوس المتسولات وهنَّ من ابناء كبار القوم اصلاً وفصلاً ومن ارقى المدرسات المثقفات واكثرهنَّ استقامة والتزاماً بما يمليه الضمير الحي .

الكلُّ يعرف قساوة معاناتنا لكن المسؤلية لا تقع على عاتق احد فالكلُّ ابرياء من دم كرامتنا المستباح!!!

من هو المسؤول؟

– نحن لا نعيش في بادية او في مجتمع بدائي كي نوزع المسؤليات على الافراد بالتراضي بل نعيش في ظلِّ ما يسمونه دولة ، والدولة في عرف كل بشري هي المسؤولة عن أمن مواطنيها في كل المجالات !
قضاء الدولة لم يُحمّل احداً المسؤلية !

 

وتبقى الدولة ملزمة بكشف الحقائق وحماية المواطنين الذين يسعون الى قبض قرشهم الحلال ، وكلمة الحلال هنا تعني الحلال الحق بعيداً عن حلال الخُطَبِ والخطابات والديماغوجيات !

شاهد أيضاً

في أجواء سورة الجمعة

✒️ المرجع الراحل السيِّد محمد حسين فضل الله. 📖 تفسير من وحي القرآن . _________ …