*الكيان: حزب الله حامي لبنان من التطبيع..

مُناورات تُحاكي سيناريوهات هجوم صاروخيّ على المنطقة البحريّة.. الاستيراد عبر البحر وقلق المس بحريّة العمل البحريّة.. نصر الله: سنُحوِّل ميناء حيفا لقنبلةٍ نوويّةٍ*

زهير أندراوس

يُواصِل قادة دولة الاحتلال الإسرائيليّ من المُستوييْن السياسيّ والأمنيّ إطلاق التصريحات المُكثفّة التي تتعلّق بحزب الله اللبنانيّ، حيثُ يرتكز الهجوم الإسرائيليّ في الفترة الأخيرة على إحداث شقٍّ بين حزب الله والدولة اللبنانيّة من ناحيةٍ، ومن الجانب الآخر تأليب الرأي العّام في بلاد الأرز ضدّ حزب الله وشيطنته، مستغلاً الأزمة الاقتصادية والسياسيّة التي يعيشها هذا البلد العربيّ وإلقاء الكلام على عواهنه، والزعم المُتكرر بأنّ حزب الله خطف الدولة اللبنانيّة.

وفي هذا السياق لم يكُن مفاجئًا بالمرّة، بلْ أكثر من متوقعٍ، أنْ ينبري رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الجنرال أهارون حاليفا، ويقول على العلن إنّه لولا وجود حزب الله لكان لبنان انضمّ إلى اتفاقات التطبيع في المنطقة، على حدّ تعبيره، وهي التصريحات التي لاقت ترحيبًا في الشارع الإسرائيليّ وتمّت مناقشتها في وسائل الإعلام العبريّة على مختلف مشاربها، في محاولة بائسةٍ ويائسةٍ لتبرير التصعيد على الجبهة الشماليّة، وفي الوقت عينه التحذير من وقوع مواجهةٍ مسلحةٍ بين الاحتلال الإسرائيليّ وبين حزب الله.
وبحسب الإعلام العبريّ، فإنّه خلال مؤتمر في جامعة (رايخمان) الإسرائيلية في مدينة هرتسيليا، شمال تل أبيب، قال الجنرال حاليفا إنّ “الجيش ناقش إمكانية حدوث التصعيد على الساحة الشمالية نتيجة عدم التوصل إلى اتفاقٍ لترسيم الحدود بين الكيان ولبنان”، مشيرًا إلى أنّ “الجيش أجرى تدريبات واسعة النطاق لمحاكاة الحرب مع لبنان”، وتابع “آمل من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ألا يستهين بالرد الإسرائيليّ إذا قرر اتخاذ خطوة”، وأردف: “لا زال لبنان وإسرائيل يعيشان في تصاعد للتوترات بشأن منصة غاز (كاريش) والحدود البحرية”.
والإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أشار حاليفا إلى أنّ جيش الاحتلال يعتقد بأن السيد نصر الله “يحظى بتقديرٍ كبيرٍ في إيران وهو ليس راعيًا فقط بل شريك في اتخاذ القرارات تجاه الإيرانيين”، على حدّ وصفه.

وعن العملية الروسية في أوكرانيا، أكّد حاليفا أنه يؤيّد الولايات المتحدة “أهم شريك استراتيجي لنا”، وصرّح “لقد سُئلت عمّا إذا كنتُ في الجانب الأوكرانيّ أمْ الروسيّ، أنا في الجانب الأمريكيّ، العلاقة مع الولايات المتحدة من أهمّ أصول إسرائيل”.
في السياق ذاته، تحدّثت وسائل إعلام عبريّة عن قيام القوات الإسرائيلية في الأشهر الأخير بمناورات على مجموعة من السيناريوهات، من بينها “هجوم بالصواريخ على أهداف في المنطقة البحرية الاقتصادية”، وذلك وفقاً لمصادر أمنية.
وقد أدلت الجهات الأمنية بهذا الكلام بعد تهديدات أمين عام حزب الله حسن نصر الله، الذي قال إنّ “حزب الله يمكن أن يُهاجم إحدى المنصات الغاز الإسرائيلية، وليس فقط منصة كاريش”، التي تتواجد على مسافة 80 كيلومتر غربي حيفا”. كما أعلن السيد نصر الله أنّ حزب الله “قادر على ردع العدو، وضرب الأهداف التي يريد ضربها في أيّ مكان في بحر فلسطين المحتلة، وفي البر”.
ولفتت وسائل الإعلام العبريّة، إلى أنّ “المؤسسة الأمنية والعسكرية في الاحتلال، رفعت من مستوى التأهب والاستعداد على خلفية المشاكل والمماطلة في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، ودخول المنصة إلى موقع (كاريش) ونية استخراج الغاز في شهر أيلول (سبتمبر) الجاري”.

وتابعت: “من أجل الدفاع عن المنصات ومصالح إسرائيل في المنطقة البحرية تمّ تشكيل منتدى متعدد الأذرع يتضمن وزارة الأمن، سلاح البحر، شعبة العمليات، سلاح الجو، قيادة المنطقة الشمالية، أجهزة الاستخبارات، بهدف الاستعداد لإمكانية أن يحاول حزب الله تنفيذ عملية عسكرية أو استفزازية من أجل لاستفزاز إسرائيل أو المس بعملية استخراج الغاز”.
وأكّدت المصادر الأمنية الإسرائيلية أنّ “رئيس شعبة الاستخبارات أهارون حاليفا، خصص قوة وموارد للتهديدات على الساحة البحرية وللدفاع عن المياه الاقتصادية”.
وقال موقع (WALLA) العبريّ، نقلاً عن مصادر وازنة في المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة، قال إنّه في “الأشهر الأخيرة جرت عدة مناورات في سلاح البحر بقيادة رئيس الأركان البحرية دانيال هجري، وتعاملت خلالهم الوحدات المختلفة مع هجمات صواريخ جوالة (كروز)، صواريخ دقيقة، وصواريخ عادية”، مضيفاً أنّه “في الشهر المقبل يفترض أنْ تجري مناورة كبيرة أخرى تحاكي سيناريو على الساحة البحرية وسيدمج فيها تحسينات تكنولوجية”، كما قالت المصادر.
وبحسب الموقع، “يجري 99 بالمائة من الاستيراد الإسرائيلي عبر البحر، والخشية في المؤسسة الأمنية ليست فقط المس بمنصات الغاز بل المس بحرية العمل البحرية لإسرائيل”، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ “5900 سفينة تصل كمعدل وسطي إلى المرافئ البحرية، وحوالي 53 بالمائة منهم تصل إلى ميناء حيفا، الذي أصبح مهدداً من قبل حزب الله، وأنّ حوالي 300000 سيارة تصل إلى المرافئ البحرية على متن سفن كل سنة، 90 بالمائة من القمح يستورد على متن سفن وأمور أخرى”، وفق المصادر الإسرائيليّة الرسميّة.
نصر الله: سنستهدِف حاوية الأمونيا في خليج حيفا ونُحولِّها إلى قنبلةٍ نوويّةٍ
جديرٌ بالذكر إنّه منذ أنْ هدّدّ الأمين العّام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، باستهداف حاوية الأمونيا في خليج حيفا وتحويلها إلى قنبلةٍ نوويّةٍ، ارتفع منسوب الهلع والخوف لدى سكّان المنطقة، الذين يثقون بتصريحاته، خلافًا لأقوال قادتهم. وفي هذا السياق، كان رئيس بلدية حيفا السابق، يونا ياهف، قد قال للتلفزيون العبريّ في معرض ردّه على تهديد السيّد نصر الله بأنّ غاز الأمونيا الموجود في خليج حيفا وصواريخ حزب الله، سيُنتجان قنبلة نوويّة، تُسبب أضرارًا فادحةً جدًا في الأرواح والممتلكات، قال: للأسف الشديد، إننّي أُصدّق نصر الله، وما تحدّث عنه كان صحيحًا مائة بالمائة، وعلى الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، أنْ تأخذ الأمور على محملٍ كبيرٍ من الجديّة والمسؤولية، على حدّ تعبيره.
وتابع رئيس بلدية حيفا قائلاً إنّه يشكر حسن نصر الله، لأنّه بتهديده ضرب خليج حيفا أعاد إلى واجهة الرأي العام الإسرائيليّ ما أسماها بالقنبلة الموقوتة، التي تُسببها المواد القاتلة الموجودة في المنطقة، وقال التلفزيون إنّ نصر الله ضرب على الوتر الحسّاس، الذي يُرعب الإسرائيليين، خصوصًا وأنّه كانت هناك العديد من المطالب الرسميّة بنقل المصانع الكيميائيّة من خليج حيفا إلى مناطق أخرى في الدولة العبريّة لدرء الخطر عن سكّان المنطقة في حال انفجارها، إلّا أنّ وعود الحكومة الإسرائيليّة لم تخرج إلى حيّز التنفيذ.

شاهد أيضاً

تظاهرة للحزب الشيوعي والإتحاد الوطني لنقابات العمال في عيدهم وكلمات أكدت حقوق العمال المشروعة

عبدالله:”لرفع الصوت من اجل الحفاظ على الضمان الاجتماعي وتعزيز وتطوير تقديماته ولوقف كافة عمليات الصرف …