إفتتاح معرض بعنوان “أولادنا يرسمون ويكتبون الوطن”، بدعوة من “جمعية عزت مزهر للفنون” السيدة سمر مزهر تفتح قلبها وعقلها وتتحدث إلى “كواليس”:

 

* زوجي النحات العالمي الراحل عزت مزهر ترك بصمات واضحة وأكثر من رائعة في تاريخ الفن التشكيلي

* متحفه الخاص به يحفظ إرثه ويحاكيه، هو الحاضر رغم الغياب، الموجود في أعماله وإبداعاته 

* في العام 1980، تعرفنا على بعضنا البعض، حينما كان يرسم مشهد بلوحة موجودة فيها

 

كتب مدير التحرير المسؤول:

محمد خليل السباعي

السيدة سمر أحمد عطايا، زوجة النحات والفنان التشكيلي العالمي عزت مزهر، الذي انتقل إلى جوار ربه في العام 2009، في حركة مستمرة ودؤوبة كخلية النحل، في متابعة مسيرة زوجها الراحل، ولهذه الغاية أسست جمعية حملت إسم: “جمعية عزت مزهر للفنون”، مركزها حارة الناعمة، وتحديداً في متحفه الخاص به، الذي يحفظ إرثه ويحاكيه، هو الحاضر رغم الغياب، الموجود في أعماله وإبداعاته، وآماله التي لاتُفنى كما تقول زوجته السيدة مزهر، وحازت الجمعية على الترخيص الرسمي، تحت رقم 326 تاريخ 23/2/2016.

 

وتقول السيدة مزهر في حديث مع “كواليس”: إن إبداعات زوجي النحات والفنان العالمي عزت مزهر، لا تزال شاخصة في أعماله الفنية المميزة، والتي إتقن مهنته من خلال الموهبة التي تميز بها، فهو درس في جامعات فرنسا أكثر من 10 سنوات، ودرّس أكثر من 30 سنة، في كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية، فالأنامل التي أبدع من خلالها، شكلت مدرسة تدرّس الفن بأبعد حدوده، واعتبرت الصخرة الشاهدة على ديمومة إبداعه، فهو الحاضر المبدع المميز والمتميز بكل ما قدمه من فن رسالي جميل”.

 

ولدى السؤال كيف تعرفت على زوجها الراحل، قالت مزهر: “في العام 1980 تعرفنا على بعضنا البعض، حينما كان يرسم مشهد بلوحة كنت موجودة فيها، عند صديقة لي، وبعدها تعرفنا على بعضنا البعض وتزوجنا عن حب وأنجبنا 4 أولاد، وبتُّ تلك الجميلة قلباً وقالباً بالنسبة له، وبتُّ لست مجرد زوجته بل صديقته ومدللته وحبيبته، التي رسمها من على شرفة منزلها دون أن يعرفها، وكأن القدر أراد أن أكون في حياته الملهمة والصديقة والزوجة والمحافظة على إرثه”.

 

وتابعت السيدة مزهر: “لم يكن عزت مزهر فناناً عادياً أو تقليدياَ، بل كان له بصمات ساحرة ومدرسة فريدة في الفن والرسم والنحت، قدم مئات المنحوتات واللوحات والأشعار، ولم يكن يعرف هويته بعد عقود من العمل، بل أبدع وقدم للفن رسائل سامية، لكنه كان يبحث عن مدرسته، عن عالمه الفني، الذي أراده مختلفاً بكافة المعايير”.

 

وأضافت السيدة مزهر: “كان الفنان مزهر ندّاً وصلباً كالمواد القاسية والصلبة، التي حفر رسائله من خلالها، طيباً رقيقاً كلوحاته، كان مفعماً بالفرح والحياة والتصميم والإرادة. وترك بصمات واضحة وأكثر من رائعة في تاريخ الفن التشكيلي، منحوتاته زينت الساحات العامة والحدائق، في مختلف المناطق اللبنانية، أحبته الناس وعرفته من خلال أعماله”.

 

وأوضحت السيدة مزهر: “إن متحف عزت مزهر يضم أكثر  من 300 عملاً فنياً، ذات أحجام مختلفة، موزعة بين النحت والتصوير والرسم على الورق ووضعه وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، القاضي محمد وسام المرتضى، على لائحة المتاحف الوطنية الرسمية، في احتفال أقيم في 5 آب الماضي، والمتحف هو جزء بسيط من رد العرفان له، وما أعطاه في مجال النحت والرسم والفن، وإن إقامة متحف دائم بإسمه، دليل آخر على ضرورة الإهتمام بكبار الفنانين أمثاله من رسامين ونحاتين وفنانين، الذين أعطوا بدون مقابل، وعملوا في مختلف المجالات والميادين، وعزت مزهر طوال مسيرته الجامعية والعلمية والفنية، كان مثالاً يحتذى به، ترك أثراً جلياً من خلال عمله كمدرّس في معهد الفنون الجميلة، في الجامعة اللبنانية، غادر وكان في عز عطائه الفني، ولكنه حاضراً في القلب والوجدان”.

 

وعن نشاطات الجمعية أكدت مزهر: “لقد أسست الجمعية، لكي تحفظ إرث عزت مزهر، ولكي نكرم من خلالها شخصيات ثقافية وفنية مبدعة تستحق التكريم، بالإضافة إلى إقامة محترفات فنية للفنانين وطلاب المدارس والموهوبين، بل سنعمل على إقامة مشاريع ثقافية فنية متعددة، كالمدرسة الفنية والأندية والكورال وسواها”.

 

وعن “كتاب لبنان عزت مزهر” قالت مزهر: “أردت من خلال الكتاب أن أُخرج أعمال النحات العالمي عزت مزهر،إلى الضوء والنور، ليؤكد بأنه حاضر بيننا من خلال أعماله، والكتاب عبارة عن متحف متنقل لمنحوتاته ولوحاته، ليبقى حياً في الذاكرة والوجدان ومرجعاً لسيرته الفنّية في متناول الأجيال. وصدر الكتاب بلغات ثلاث: فرنسية وإنكليزية وعربية، وواجهت صعوبات عدة خلال مرحلة ما قبل إصداره، لأن الفكرة إنطلقت منذ ولادته كمتحف متنقّل يضم أكثر من 300 عمل فني،والكتاب موجود بمختلف المتاحف العالمية، ومنها متحف اللوفر في فرنسا. وعليه فإن النحات العالمي عزت مزهر، لم يكن فناناً عادياً، بل كان صاحب مدرسة ورسالة وموهبة غير مسبوقة في الإبداع”

.

 

وفي سياق متصل، إفتتح وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، القاضي محمد وسام المرتضى معرض رسم لطلاب من مدارس لبنان بعنوان “أولادنا يرسمون ويكتبون الوطن”، بدعوة من “جمعية عزت مزهر للفنون” بالتعاون مع وزارة الثقافة، وبالتنسيق مع كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية، وفي قصر الأونيسكو بمشاركة 130 لوحة لطلاب وطالبات من 28 مدرسة، من بينهم 6 من أصل 10، من أحفاد النحات العالمي عزت مزهر.

 

حضر الإفتتاح بالإضافة إلى الوزير المرتضى، رئيس أساقفة بيروت للموارنة سابقاً المطران بولس مطر، عميدة كلية الفنون الجميلة والعمارة، في الجامعة اللبنانية، الدكتورة نهى الغصيني، مديرة المتحف الوطني في لبنان آنا ماري عفيش، مديرة الإذاعة اللبنانية ريتا نجيم الرومي، رئيس إتحاد بلديات الشوف السويجاني يحيى أبو كروم، ومدير المكتبة الوطنية – بعقلين غازي صعب، وبلدية الناعمة وحارة الناعمة ممثلة بالمحامية ميشلين مطر، بالإضافة إلى عدد من عمداء ومدراء الكليات في الجامعة اللبنانية ورؤساء بلديات سابقين وأندية وجمعيات وأصدقاء ومحبي النحات العالمي الراحل مزهر مع عدد آخر منالفنانين التشكيليين ومسؤولي الهيئات التربوية في المدارس، التي شارك طلابها في رسومات لهم في المعرض، عن معالم لبنان الأثرية والتراثية.

 

بدايةً قص شريط الإفتتاح، ثم ألقيت كلمات للوزير المرتضى والمطران مطر والسيدة مزهر والدكتورة الغصيني، أثنت على أهمية دعم الثقافة في لبنان، من خلال المبدعين الكبار، أمثال النحات العالمي الراحل مزهر، ومتابعة مسيرته بعد رحيله، من خلال إقامة جمعية تحمل إسمه، في متحفه الخاص في بلدته حارة الناعمة، بعدها جرت جولة للوزير المرتضى والمطران مطر، والسيدة مزهر والدكتورة الغصيني، والحضور المشارك، لمشاهدة اللوحات المشاركة والمبدعة، من طلاب لبنان من مدارس رسمية وخاصة، من مختلف المناطق اللبنانية، قدمت السيدة مزهر، والعميدة الغصيني، درعاً تكريمياً للمطران مطر من أعمال الفنان والنحات العالمي الراحل مزهر، على جهوده في دعم مسيرة الثقافة في لبنان.

 

شاهد أيضاً

شباب لبنان …شباب العلم

/ابراهيم ديب أسعد شبابٌ إلى العلياءِ شدّوا وأوثقوا وطاروا بأسبابِ العلومِ وحلّقوا وقد ضمّهم لبنانُ …