انا عندي حنين

بقلم سلاف فواخرجي

 

المكان : بيت دمشقي قديم ، الأثاث خشبي ،
السقف خشبي ، حتى كأس النبيذ أمامي خشبي…

الزمان : ليلة دمشقية طويلة يملؤها الحزن والياسمين والحب …
الناس كثيرون …الأشخاص كثيرون …
الكل كان هناك إلّا أنت …

القصة :
في ذلك الزمان … هربت من نفسي ومنك…
وإلى ذلك المكان هربت من نفسي ومنك…
ظننت أني هربت…
ظننت أني بالوجوه التي أمامي قد هربت …
وبذلك اللغط والهرج والقهقهات العالية ظننت أني قد هربت …

ولكن …
كنتُ كلما هَربتُ عُدت…
وكلما بَعدتُ اقتربت…
وكلما ضحكتُ بكيت…
وكلما شربتُ نبيذاً … اختنقت…
الكل كان هناك إلّا أنت…

في ذلك الزمان وذاك المكان خلت نفسي قوية …
وخلت نفسي قاسية … وخلت نفسي امرأة لعوباً لايعنيها أن تنتهي من قصة حب إلّا لتبدأ بأخرى…

ولكن …
كيف أكون قوية ؟ والكل كان هناك إلّا أنت …
وكيف أكون قاسية ؟ وقلبي وحيد وروحي ميتة….
فالكل كان هناك إلّا أنت …
وكيف أكون لعوباً ؟ وأنا أرى الوجوه كلها كلها وجهك أنت ، وأسمع الأصوات كلها صوتك أنت ، وترن في أذني ضحكتك أنت وأنفاسك أنت…
الكل كان هناك إلّا أنت …

من بعيد …
وصلني صوت فيروز تغني
” أنا عندي حنين
مابعرف لمين
ليليه بيخطفني
من بين السهرانين …”

رشفت آخر ماتبقى من كأس النبيذ الخشبي
ورميته على تلك الطاولة الخشبية
وقمت من على الكرسي الخشبي
وضربته بالحائط الخشبي وقمت لأرقص على الأرض الخشبية …
رقصت …
ولم أكن أعلم يوماً أني سأرقص على أغنية لفيروز …

رقصت … رقصت وحدي

ولكن …
كانت رقصتي خشبية …
ودموعي خشبية …
وقلبي كان خشبياً …

فالكلُّ كان هناك إلّا أنت…

الكلُّ دائماً هناك إلّا أنت…

15.9.2004
بقلم : #سلاف_فواخرجي
Sulaf Fawakherji سلاف فواخرجي

شاهد أيضاً

وليد جنبلاط واستقبال كبير في عاصمة الأم الحنون للموارنة

بقلم ناجي أمهز المقدمة وأتحدث هنا عن زعيمي هما الشهيد رشيد كرامي ووليد جنبلاط رشيد …