وزارة الثقافة و”أرض المبدعين” كرمتا فيلسوف الشعر علي المولى

فاطمة فقيه

منذ نعومة اظفاره كان مختلفاً بنظرته بجرأته بثقته الكبيرة بنفسه، يستحضرني اليوم شريطاً لذكريات جميلة  ارى فيه الطفل علي وهو يقف رجلاً بكامل اعتزازه امام شاعر المقاومة المرحوم سميح حمادة ملقياً بعض من اشعاره  فتبهرنا طريقته في الالقاء كما مفرداته التي كان يثني عليها  وباعجاب كبير  الشاعر حمادة الذي كان وفي كل مرة يؤكد بأنه سيكون لعلي الشأن الكبير في عالم الشعر.

الشاعر الفيلسوف علي المولى مع والدته الدكتورة أميرة المولى

 

شخصياً لم اكن لأستغرب هذا التفرد لعلي  وهو ابن الشاعرة والاديبة والباحثة والتربوية  الكبيرة  الصديقة الدكتورة أميرة المولى التي لها صولات وجولات في عالم الشعر والأدب  والامومة والتي اعطت وما زالت  لعائلتها ولمن حولها رغم محطات الالم والوجع التي وسمت روحها برقي إنساني قارب حد الملائكة

 

بهذا المناخ عاش وكبر وتكونت مفاهيم علي فتوهج مكملاً رسالة امه المنكبة على الدراسة والتدريس الجامعي والبحث حتى اليوم..

وبهذه الخصوصية الابداعية والوقفة الرجولية على المسرح خاطب علي روح والده المرحوم محمد المولى الذي افنى عمره مجاهداً من اجل سعادة عائلته.

وبهذا الوفاء ابتسم علي شاكراً وممتناً لتضحيات اخته سارة التي اخذت كل الادوار ليكون هذا العلي المبدع في عطاءاته، المضيء برقته والهادر بانسياب منبعه والعازف على اوتار القلوب مهدهداً منذراً.. لطيفاً صاخباً.. وفي الخلاصة محباًء، وفياً، مبراً،

مبراً…. يقبل يد والدته

 

ولانه علي الذي لا يمكن وصفه إلا  ب “علي المولى الشاعر الفيلسوف”

كرمت وزارة الثقافة ومؤسسة “أرض المبدعين” الشاعر علي المولى  احتفال أقيم على مسرح قصر الأونيسكو، في حضور ممثل وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى المحامي سليمان علوش ومجموعة كبيرة من أهل الفكر والفن والثقافة ومن الأهل والأصدقاء.

بداية النشيد الوطني ثم نشيد “أرض المبدعين”، ألقى بعدها ممثل وزير الثقافة الذي تغيب لدواع صحية، كلمة تحدث فيها عن “أهمية دعم الثقافة في هذا الوقت الصعب الذي يمر به لبنان”، شاكرا “أرض المبدعين” لعملها ومتناولا “إبداع المكرم وقرار وزارة الثقافة الإستمرار بنشر الوعي الثقافي والإضاءة عليه”.

وقال: “نحن هنا لنستمع لا لنستطرد في خطاب، نرحب بكم، على أن هذه الفعالية مثال على أهمية الصمود ثقافيا في هذه الظروف الصعبة وبالتالي على أهمية وضرورة مثل هذه الفعاليات التي تثبت الفنانين والادباء والشعراء على جبهة حفظ الهوية الثقافية للبلد، وفي هذه الظروف نسأل: هل بقي هنالك من لمسات للفن وأهله وسط هذه الجراحات؟ هل بقي من بصمة ابداع نخط بها على جبين وطننا المتعب والمرهق والذي بات فريسة للخوف والجوع والمعاناة؟ هل بقي لنا من محطات للمبدعين والفنانين والشعراء؟”.

 

أضاف: “تلك هي الأسئلة التي تفرض نفسها علينا في هذه الأيام، وعند كل محطة من هذه المحطات المثقلة بالفن والجمال والثقافة والأدب. بيد أن الحقيقة التي تأخذ بيدنا صوب الخلاص والتئام الجرح تقول لنا بأن مسار الحلول يبدأ من هنا،  وأن الطريق نحو الخلاص  ينطلق من هذه الأرض الثقافية والفكرية والأدبية والفنية، وأن من يأخذ بيد الوطن ليرفعه الى القمة مجددا هم هؤلاء الفنانين والشعراء المبدعين”.

وختم: “إننا من هنا من هذا القصر، من هذا الصرح الثقافي في محضر الإبداع نحيي فيكم، أرض المبدعين، هذه اللفتة لتكريم الفنانين والشعراء الذين حملوا مشعل الحرف ليضيئ  في ليلنا الأليل. فهنيئا للمكرم وهنيئا لكل من سار على طريق الإبداع”.

 

بكاسيني
ثم ألقى رئيس “أرض المبدعين” كمال بكاسيني كلمة شكر فيها للوزير المرتضى “دعمه الدائم لنا وعلى محاولته معنا إنقاذ ما تبقى من هوية لبنان الثقافية التي عرف وتميز وتألق بها وطننا” وقال: “ليعلم الجميع أن إنقاذ الثقافة في لبنان هو إنقاذ له، وأن هذا هو الوجه الحقيقي والمشرق لبلدنا الذي سنفتخر فيه ونحافظ عليه”.

أضاف: “في التسعينيات إنتهت الحرب وبدأت إعادة إعمار الوطن، أعادوا إعمار أبنية بيروت والبنى التحتية، واعتبروا أن في الصورة الجميلة لمدينة بيروت نعود بالوطن الى حيث كان ونسوا أو تناسوا أن ببناء الإنسان تبنى الأوطان. وهذا كان وسيبقى هدفنا كمؤسسة أرض المبدعين من خلال تكريم مبدعين متميزين ليكونوا المثل والمثال لجيلنا الصاعد”.

وتابع: “نكرم شاعرنا الفيلسوف الكبير علي المولى لأن أشعاره ستبقى خالدة، هو من قدم مآسينا الحالية والمستقبلية ومآسي الحياة في شعره”، معتبرا المكرم “مدرسة فلم يعد الشعر مع علي ينطلق من صور مكثفة وتنميق لغوي وما إلى هنالك من بلاغيات الشكل وإنما تحولت إلى الإهتمام بقدرة كلماته أن تؤثر في الناس، تحرك كوامنهم، فهو شاعر ثوري متمرد على كل شيء، في كلمته تكون القصيدة حقيقية وشابة ومليئة بالصدق والإرشاد، وتملك قدرة كبيرة في التواصل مع متلاقيها والتأثير فيهم”.

وختم: “علي فلسف الشعر وأعطاه نبضا ليستطيع أن يتنفس أخيرا”.

المكرم
ثم كانت كلمة شكر وتقدير من المكرم لكل من الجهتين الداعيتين والحضور، ألقى بعدها مجموعة كبيرة من قصائده وسط التصفيق.  ورافقته الفنانة التشكيلية رشا رحال بلوحة تجسد صورته وشاركه عازفا الكلارينت علي صالح والقانون جهاد الأسعد والمطربان محمد العمري وأحمد سليم.

وتسلم المكرم درعا في نهاية الإحتفال كتب عليها الشاعر الفيلسوف علي المولى.

 

شاهد أيضاً

8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة

تؤثر خيارات نمط حياتنا بشكل كبير على صحتنا، حيث يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي أو …