أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

منى دوغان جمال الدين شاعرة وروائية ومترجمة لبنانبة نشرت دواوين وروايات باللغتين العربية والفرنسية.
أول ديوان شعر لها باللغة الفرنسية نشرته تحت عنوان -الحب الخالد Amour Immortel – – في عام ٢٠١٦ وترجمت من العربية إلى الفرنسية ديوان شعر بعنوان بي حيرة الصياد في شباط ٢٠١٩، للكاتب والشاعر المصري ناصر عبد الحميد رمضان، وقد نشرت اعمالها دار النشر الفرنسية إيديلفر- Edilivre.
قدمت أول رواية باللغة الفرنسية وترجمتها الى العربية تحت عنوان – روحانا السفر الى الذات- Rouhana le Voyage Interne . نشرتها على موقع أمازون في حزيران ٢٠١٩. كما نشرت أول كتاب خواطر لها باللغة العربية تحت عنوان عزف على الكلمات على موقع أمازون في آب ٢٠١٩.
عام ٢٠٢٠، صدرت لها الرواية الثانية باللغة الفرنسية تحت عنوان Quand les Murs Chantent في دار النشر الفرنسية إيديلفر- Edilivre، والتي ترجمتها الى العربية تحت عنوان: عندما تغني الجدران – صدر عن درا “سكرايب” للنشر والتوزيع – مصر – ٢٠٢٢.
ثم نشرت روايتها باللغة العربية تحت عنوان: صيف ٢٠٤٨/ ماذا بعد كورونا؟ في حزيران ٢٠٢٠، ثم صدر لها ديوان شعر وخواطر تحت عنوان: ترانيم وتمرد/ كانون الثاني ٢٠٢١.

آخر اصداراتها: رواية بوليسية باللغة الفرنسية تحت عنوان محاكمة شائكة Un procès épineux وكتاب “شذرات” يضم مجموعة قصص قصيرة باللغة العربية – عام ٢٠٢٢.

وقد أجرى راديو مونت كارلو ثلاث مقابلات معها إثر صدور روايتها الأولى: روحانا السفر الى الذات، وروايتها الثالثة: رواية صيف ٢٠٤٨/ ماذا بعد كورونا. ومقابلة بعد صدور ديوانها الشعري: ترانيم وتمرد وروايتها الثانية: عندما تغني الجدران.
– في عام ٢٠٢٠، أطلقت موقعها ككاتبة علىwix.com : – “ويكس.كوم”.
– شاركت مرتين في “ربيع الشعراء” في فرنسا عام 2021 و 2022. إثر مشاركتها، تم نشر قصيدتها تحت عنوان:
‏Tous ensemble في كتاب تحت عنوان: Le Désir صدر عن مكتبة: L’Hirondaine
نشرت في عدة صحف ومجلات ورقية والكترونية لبنانية وعربية وعالمية .

 

الشاعرة الروائية منى دوغان جمال الدين:

الوطن العربي يعاني الأمرّين. الثقافة مرتبطة بشكل وثيق بالحرية،

 

*-بدايتك لها نكهة ” الحب الخالد” .لنبدأ حوارنا من ذكريات هذا الديوان باللغة الفرنسيّة

بدايتي مع الكتابة جاءت في سن متقدم. القلم ناداني والقلب لبّى النداء.في مرحلة متقدمة من عمري وبعد أن نشرت عدة كتب باللغة الفرنسية والعربية، تذكرت حينما كنت على مقاعد الدراسة واثناء بعض الحصص التي لا تستهويني كحصة الحساب، كنت اكتب بعض “الخربشات” التي كان مصيرها سلة المهملات بعد نهاية تلك الحصص. بعد تلك المرحلة ومع بلوغي سن الرشد كان عليّ ان أعمل وأدرس، فنسيت مناجاة القلم.
لكن في منتصف العقد الثالث من عمري، مع تعاظم الشعور بالغربة والحنين إلى  الوطن، عاد هاجس الكتابة وكان القلم ومفكرتي لا يفارقانني طوال النهار. كنت أكتب قصائد باللغة الفرنسية. إذ أنني بحكم إقامتي الطويلة في فرنسا وقراءاتي المكثفة بتلك اللغة كنت أشعر بالراحة في التعبير بتلك اللغة الموسيقية. والشعر الفرنسي غير محكوم بالوزن والتفعيل فكنت مع تدفق المشاعر الجياشة أجد في القلم والحبر المتنفس الوحيد لأعبّر عما يختلج في قلبي. وكادت هذه الأشعار تظلّ تخاطب جدران غرفتي فقط لولا تشجيع اخوتي وزوجي وبناتي الذين كنت أقرأ لهم ما أدوّنه.
رأى ديواني الشعري “الحب الخالد” النور بعد أربع عشرة سنة، عندما قررت أن أجمع بعض ما دونته على مفكرتي وتمت طباعة أول كتاب لي في فرنسا.
كانت هذه البداية الحافز الأساسي لاستكمال مشوار الكتابة حتى وصل عدد ما نشرته من دواوين وروايات باللغتين العربية والفرنسة الى أحد عشر كتابا.

*ما هو الرفد المعرفي الذي يستحصل عليه القارئ لأعمالك المترجمة من الفرنسية إلى العربيّة ؟

لا شك إن أي كتاب مكتوب بعناية وتمعن واتقان خاصة اذا تضمن معلومات موثقة لا بد أن يأتي بالفائدة للقارئ. من ناحيتي قدمت روايتين مترجمتين إلى  العربية. الأولى، “روحانا السفر إلى الذات” والثانية “عندما تغني الجدران”.
في الرواية الأولى ألقيت الضوء على المدن المهمشة ذات البيوت العشوائية في أميركا اللاتينية بالتحديد في بوليفيا. فقدمت معلومات دقيقة عما يحدث داخل تلك المناطق التي تنتشر فيها جرائم بيع المخدرات وعمليات الاغتصاب من خلال سيرة فتاة تدعى “روحانا”. ثم شدّدت في القسم الثاني من الكتاب، حينما غادرت “روحانا” بوليفيا لتأتي وتعيش في فرنسا، على أهمية الحوار بين الحضارات وكيفية اكتشاف الذات وأهمية العيش بسلام مع النفس.
أما الكتاب الثاني فقصدت التحدث والقاء الضوء على ما يحدث للاجئين الى السواحل الأوروبية عبر زوارق الموت والقاء الضوء أيضا على القضية الفلسطينية، هذه القضية المحقة. وممكن القول أنني من خلال هذه الرواية قدمت دليلا سياحيا لعدة دول أوروبية بحكم عودة البطل أو الشخصية الرئيسية من أوروبا الى فلسطين سيرا على الأقدام. وهذا تطلب مني بحثا معمقا في مجالات عدة: السياحة والفن والآثار والصروح الدينية والعادات والتقاليد.

*الأدب الاغترابي الذي تحملون لواءه في كل بقاع الأرض ، كيف يساهم في التعريف عن ثقافة الوطن الأم وما دوره في النهضة الفكريّة؟

معظم ما خطه المهاجرون الأوائل من كتاب وأدباء وشعراء لامس الوجدان، حيث ان الحنين والرومانسية لازما المغترب. فالغربة، وهي نوع القهر، انتجت العديد من الأدباء والشعراء. وإذا كانت الغربة قدر هؤلاء، فقد كان أدبهم وسيلة للتواصل الروحي والوجداني مع أوطانهم. بالمقابل شكلت هذه الحركة الأدبية ظاهرة في عالمنا العربي بحيث أقبلت عليه الأجيال بشغف في تلك المرحلة .
لكن للأسف هذا الأدب يمر حالياً بأزمة بسبب إهمال او تقاعس الأجيال في الإقبال على القراءة وتقصير الوزارات المعنية للترويج للأعمال الأدبية الإغترابية الحديثة. في كل الأحوال اعتقد أن هناك أزمة قراءة في غالب المجتمعات.
هنا لا بد ان ننظر الى الناحية الإيجابية للثورة التكنولوجية التي بفضلها سهلت التواصل بين المغترب ووطنه الأم فأصبح الأدب متاحا للجميع، وبالتالي تكاثرت المواقع والصحف والمجلات الأدبية الإلكترونية.
لكن أود أن الفت النظر الى نقطة مهمة جدا، وهي أن هذا الأدب يظل مشتتا ما لم يتم جمعه بأساليب علمية تعتمدها وزارات الثقافة بما يحفظه للأجيال المقبلة. كما أنه على الوزارات المعنية أن تدرج ما تراه مناسبا في المناهج الدراسية حتى يصل هذا الأدب الى الجمهور في بلداننا.

 

*حدثينا عن مشاركتك برواية “عندما تغني الجدران” ضمن “جائزة القارات الخمس للدول الفرنكوفونية” التي تنظمها سنويا “المنظمة العالمية للدول الفرنكوفونية”.

شاركت بروايتي “عندما تغني الجدران” في “جائزة القارات الخمس للدول الفرنكوفونية”. وهذه أول مرة أشارك بجائزة عالمية. لكن للأسف لم نحصل على جائزة. لم أندم أنني شاركت بها بل كنت سعيدة وفخورة ان تصل روايتي إلى تلك المنظمة وتقرأ من قبل أعضاء اللجنة المشرفة على الجائزة.

 

*أسهم المهجريّون الأوائل في تجديد الشعر والتمهيد لحداثته . ما هو الدور الذي تقومون به أنتم المهجريّون الجدد إن جاز التعبير في حركة التطور؟

لا شك اننا نعيش عصر السرعة. وهذا ينعكس على حياتنا اليومية وحتى على نمط تفكيرنا وطريقة عرض آرائنا وأفكارنا. وهنا تساءلت ككاتبة وشاعرة، شأني شأن الكثير من الكتّاب الآخرين على ما أعتقد: كيف أصل إلى  قلوب الناس دون عناء وأحفّز القارئ على مواصلة قراءة ما أكتب بهدف التحفيز أولا، وترسيخ الرسالة التي أردت ان أوصلها إلى القارئ؟ خاصة اننا نتعامل الآن بشكل رئيسي مع قراء التواصل الاجتماعي وسط هذا الكمّ الهائل من المعلومات والكتابات على أنواعها.
أولا: ركزت على شيء مهم وهو صدق المشاعر.
ثانيا: السلاسة في الكتابة والابتعاد عن الجمل المعقدة.
ثالثا: التركيز على الصور البيانية التي تؤمن الدهشة للقارئ.
رابعا: الإيجاز غير المخل والإطالة غير المملة .
لذا نرى في العقود الأخيرة طفرة من كتب الومضات. أما الهايكو فما زال يشق طريقه بخجل الى مكتبتنا العربية. أنا مثلا كتبت الكثير من الومضات ولاحظت جمهورًا واسعا وقراء كثر لها ، أكثر من جمهور القصائد الطويلة. ومن خلال تلك الومضات حققت هدفي: التحفيز وإيصال رسالة معينة.

 

*-يمرّ لبنان بفترة صعبة في مختلف مجالات الحياة .
لو طلبت أن تخاطبي وطن الأرز بقصيدة ، ماذا ستقولين له؟

هي قصيدة تحت عنوان “دعني” من ديواني الشعري “ترانيم وتمرد”

دعني

دعني اجالس وطني
ففي ثناياه آلام مبرحة
وجروح لم تلتئم بعد
يشكو إلى  ربه، يناجيه
والآه ما برحت منسية
دعني ادغدغ وشوشاته
ففي ازقته نوادر وحكايا
وفي تنهداته اسرار وخبايا
يبوح بها لخليله وجليسه
ولمن تعمّد بمسك ينابيعه
دعني أغوص في أحلامه
اتزين بسرمدية عبقه
التحف سحر جناته
اتذوق قطوف غاره
قبل أن يلف الاكليل نعشي
ويسجل التاريخ نهاية مهاجر
عاش الوطن في وجدانه
ومات عاشقا نبراس سمائه

 
*-يقول الفيلسوف البريطاني جون ستيوارت ميل أن الثقافة بلا حرية لن تصنع عقلاً واسعاً وحراً .
برأيك ، هل مشكلة العالم العربي هي في الثقافة أو الحريّة أو كلاهما معًا؟

برأيي ان الوطن العربي يعاني الأمرّين. الثقافة مرتبطة بشكل وثيق بالحرية، فاذا كنت حراً بفكرك وبالتعبير عنه دون خوف من أن تطارد او تلاحق أو تعتقل فبالتأكيد ستساهم في الحركة الثقافية. لكن للأسف المثقف الحرّ مراقب ومكبّل أو أقل ما يمكن قوله مغيب تماماً. أما “المثقف” المرتهن لنظام أو لجهة ما طليق “حرّ” ليس بأفكاره طبعا. وهؤلاء لا يساهمون بتطور عجلة الثقافة في بلداننا بل يصنعون مجتمعات رجعية متخلفة مرتهنة. أقول دائما إذا كان الخبز هو قوت الفقير فالحرية هي قوت المثقف.

 

*ما هو جديد الشاعرة منى دوغان جمال الدين؟

أنجزت ترجمة كتاب ومضات يصدر عن ملتقى الشعراء العرب تحت عنوان “نبضات وامضة”. وهو الآن في مرحلة التدقيق وسوف يرى النور قريبا. وأيضا أنجزت رواية قصيرة تحت عنوان “الزهايمر” باللغة الفرنسية وترجتمها الى العربية وارجو ان يريا النور في الأشهر المقبلة
.

*أترك لك الختام مع قصيدة تهدينها لقراء كواليس .

كل الشكر لحضرتك والشكر لمجلة كواليس اللبنانية الالكترونية. اما القصيدة التي احب أن اهديها الى القراء هي تحت عنوان “هي رشفة”.

هي رشفةٌ…
هي رشفةُ نورٍ… 
يحتسيها
من شَفَةِ الصباحْ
 يتَلَذَّذُ بنكْهَتِها
 يَتَأنّى بشَهْدِ مذاقِها
 فَيُخالجَ وميضُهُ الصافي 
طَلَّتَه النَّدِيَّة 
يبْعَثُ الدِّفْءَ في الارواح
يُزاوِجُ الريحَ المُنعِشَ
 فيَتَسَرّبَ مِن شُقوقِ الزمان 
ينْثُرُ اللآلئَ على وِسادَةِ الأَحِبَّة
 يُراقِصُ سَكْرَةَ الحُلُمِ 
فَيَسْلُبَ الغَفْوَةَ من جُفونٍ ساهِدة
هي رَشْفَةُ حبٍّ…
تسري في عُروقٍ مُتَجَمّدة
 تُحْيي الوَجْدَ في قُلوبٍ باتَتْ يَبابا 
تَنْسِجُ الهوى بِخُصُلاتِها المُسْتَرْسِلة
 تصنَعُ مُعجزاتٍ عندَ بُزوغِ الفجر
 تُدغدِغُ آياتِ الشَّوْق 
تغازِلُ قَوافيَ الشعراء 
وتتدللُ على اوتارِ قيثارةٍ 
لامَسَتْ نَغَماتِ الصباحِ الواعِدة

💐🌿تحية كواليس🌿💐

كأنها نبض الوطن المجاهد في سبيل البقاء بكل ما تحويه او يحويه من دفء وحنان وكنوز من الالق المتوهج في وجوده في احلامه في فرحه في حزنه في نضاله رمزاً للخلود للبقاء لروعة الحياة

الشاعرة الادبية منى دوغان جمال الدين غصن ارزة جذع سنديانة طربونة حبق شتلة تبغ هدير شلال رغرودة عرس اهازيج انتصار موائد عطاء وطن جميل ندي الحلم صلب الطموح ومراكب وداع

في قلبها يتوالد شغف الحرف حامل رسالة الانسان العابقة بالمحبة

جميلة تنهمر مطراً يروي يشفي ينعش

مع عودة أدباء وشعراء  يبدأ موسم فرح تنسجه الشاعرة الرائعة رانية مرعي بإبرة من ذهب صفحات تبرق بضيوف يرفدون اللغة والثقافة بمواسم مميزة دائمة الخضرة المزهرة باجمل وارقى الالحان

الشكر يتواصل والتحية للجميع

شاهد أيضاً

جماهير المقاومة في فلسطين ولبنان وكامل قِوَى المِحوَر مجاهدين وصابرين ومحتسبين قرروا السير مع قيادتهم على مبدأ الشهادة أو النص

*كَتَبَ إسماعيل النجار* ر، إنها كربلاء العظيمة مدرسة أتباع آل البيت من المسلمين كل المسلمين …