وأخيراً تم ابتكار السياحة الشعرية

د. نزار دندش

السياحة قطاع يدرّ أموالاً للأفراد وللدول وقد عرفت في البدء السياحة التاريخية والسياحة الجغرافية حيث يتعرف السائح الى اماكن لم يرها من قبل والى مبانٍ وقلاعٍ واهرامات تعود بالسائح الى العصور الغابرة … وذلك مقابل بعض المال مقابل خدمات الاقامة والسفر .
ثم تم ابتكار السياحة الدينية والسياحة البيئية وغيرهما من ابواب السياحة .
لكن كل ابواب السياحة ترتبط بخدمات الطيران وسيارات النقل والفنادق وغيرها .
واذا كان لكل باب من ابواب السياحة عناصر جذبه فإن السياحة الشعرية لها عناصرها المميزة . العمود الفقري في الفكرة هي ان يقوم ” شاعرٌ ” ميسور بالسفر الى دولة اخرى للمشاركة في امسية شعرية تتبعها اجراءات اعلامية مدفوعة الثمن كي يتم التعريف بالشاعر الذي لا يكون في العادة من الصف الاول او الثاني او الثالث ، فلو كان من هذه الصفوف لتلقى دعوات مدفوعة تُغطي كل التكاليف .
الساحة المرشحة لاستقبال هواة السياحة الشعرية في هذه الفترة هي لبنان الذي تعاني عملته من الانهيار ، وينشط فيه الاحتكار فيما يخص مختلف السلع ، وينشط فيه الطفيليون الاقتصاديون على كل المستويات .
المنتديات الشعرية التي لا تملك قاعاتٍ مجانية تعاني ووزارة الثقافة لا تساعد بل تفرض على من يستعمل قاعاتها ان يدفع مازوت المولد مضاعفاً .
اتحاد الكتاب لم يتلق مساعدة الوزارة ويعاني من الافلاس . وكل المنتديات ( او معظمها ) في ضائقة مما يعني ان النشاط الثقافي قد يسقط في ايدي ” النشطاء ” الابعد عن الثقافة من غيرهم .

أعان الله لبنان الثقافي ! وحمى مثقفيه ! وأبعد الله عنا تجارة الشعر وسياحته وزراعته وفوضاه !

شاهد أيضاً

جائزة أفضل صورة صحفية في العام… لقطة من غزة “تفطر القلب”!

فاز مصور “رويترز”، محمد سالم، بجائزة أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2024، الخميس، عن صورة …