ماذا يعرف الكاباليون عن علم الارقام، وهل كان الإمام الحسين يعرف تاريخ استشهاده.

 

بقلم ناجي أمهز

دعوني أخبركم بعض الأسرار المخزونة المكنونة التي لم يطلع عليها إلا الراسخون في العلوم القديمة.

في أيامنا هذه هناك كثير يخجلون بالبوح بعلوم الحساب أو ما يعرف بعلوم الأرقام، مع أنها علوم حقيقة غريبة عجيبة، تطابق ما يعرف بالعلم، مع أن العلم اليوم ليس هو إلا عبارة عن معادلات رقمية تعمل بحساب رقمين من أصل تسعة أرقام، (0-1)، فكل ما تشاهدونه حولكم من الهاتف حتى الوصول إلى المريخ، هو فقط نتيجة خوارزميات رقمية ومعادلات حسابية، تحول لك الأرقام إلى صوت وصورة مما ساهم في تطور علوم الهندسة والطب بكافة المجالات، فمعالج الكومبيوتر يعمل بالأرقام وهو عبارة 0-1 أو ما يعرف بالنظام العشري على طريقة حساب الجمل الصغير من واحد إلى تسعة، لكن الحاسوب يكرر فقط الصفر والواحد ملايين المرات، ولو استطاع التطور أن يصل إلى تكرير أكثر من رقمين ربما اخترقنا مجالات الفيزياء في البعد الكوني والسفر عبر الزمن والعودة بالتاريخ إلى الوراء أو رؤية المستقبل، فكيف إذا استطاع المعالج في الكومبيوتر ان يعمل بالارقام التسعة، حينها لا يمكن التكهن بما سيحصل، فان كنا برقمين فقط (0-1) غيرنا مجرى الكرة الارضية وغزونا الفضاء.

وأنا لا أخفي أني برعت بفهم هذه العلوم، لأنني عشت بين نخبة حاكمة، تبحث عن كل شيء يضاعف من قوتها الروحية وسيطرتها ويمنحها الألفة والقبول بين أقرانها، وصدقوني أكبر وأقوى الشخصيات هي بينها وبين نفسها عبارة عن تضرع أو ممارسة طقوس معينة تؤمن أنها السبيل للقوة، وهذه النخبة تؤمن بأن لكل شيء سر، والأسرار من المستحيل أن تكون ظاهرة لأنها جوهر للباحثين عنها للحصول على أسرار جوهرها، هناك أشخاص يؤمنون بأنه وجود شخص معين يجلب لهم الطاقة، وآخرين يؤمنون بان ارتداء تعويذة معينة أو زيارة شخص معين تفتح لهم الآفاق، وهناك أشخاص يجتمعون بصيغة معينة تمنحهم القوة المطلقة، حتى امريكا التي تعتبر القوة العلمانية الاكبر بالعالم فان طبقتها الحاكمة تؤمن بهذه القوة السرية لذلك تجدون غالبية رؤساء والطبقة الحاكمة في امريكا والعالم، يجتمعون في الغابة البوهيمية في كالفيورنيا ويقومون بطقوس معينة.

وبالرغم أن الذين تعلمت منهم غالبية هذه العلوم هم من غير مسلمين إلا أنهم كانوا يخبرونني عن أشياء في القران الكريم عند تحويلها إلى أرقام تدخلك بعالم من الأسرار المبهرة،

مثلا نحن اليوم نعرف بدقة كمْ يحتاج من الوقت تطور الجنين، بواسطة الآلات الطبية الحديثة، ولكن القران الكريم قبل 1400 عام تحدث عن تطور الجنين، في سورة الإنسان:

(1) هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيء مذكور (2) أنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلنه سميعا بصيرا (3) أنا هدينه السبيل إما شاكرا وإما كفورا.

من مفارقات هذه الآيات أنها ليست فقط تصف بدقة تكوين الإنسان لفظا، بل أيضا تحمل أسرار تطابق بدقتها ما توصل إليه الطب الحديث، مثلا أية: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) فإن تعداد حروفها هو 39 حرفا يتطابق مع عدد أسابيع الولادة ال 39. وحتى أن أخذنا الآية (أنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلنه سميعا بصيرا) وحولناها إلى أرقام لحصلنا على الرقم 2823 وإذا قسمنا الرقم إلى 24 أي عدد الساعات ثم قسمناه على 7 أي عدد أيام الأسبوع لحصلنا على عدد 16.8 وهو عدد الأسابيع، وقد أكد العلم والطب بان الإنسان يتكون لديه عصب السمع وعصبون البصر، ما بين أواخر الأسبوع السادس عشر وبداية الأسبوع السابع عشر، وهذا ما ذكره القران الكريم، “فجعلنه سميعا بصيرا” عددها 16 حرفا.

وهناك أمور لو اردنا ذكرها ونشرها لاحتجنا لمجلدات، ومن يقول ان الامر صدفة فالصدفة تحصل مرة او اثنتين انما لا تتكرر الاف المرات.

وكي أوضح قصدي، أن أي شخص يريد أن يحكم أي يصبح حاكم مطاع مؤثر يجب أن يمتلك هذه القوة، وهذه القوة لا يمكن امتلاكها إلا من خلال معلم كما كان أرسطو يعلم إسكندر المقدوني، أو أن كنت أنت تمتلك جزئيا الطاقة، فأنت تحتاج إلى من يطورها لك. وقد أثبتت كل التواريخ منذ نشوء الهرم الاجتماعي إلى يومنا هذا أنه لا يوجد طريق ثالث للسلطة إلا الطاقة التي يجب أن تمتلكها، وقد ثبت أنه مهما كانت ثروتك كبيرة إلا أن المال لوحده لا يعطي الطاقة الحاكمة، والدليل ان هناك مليارات الاغنياء على مر التاريخ ولكن الذين حكموا فان 90 بالمائة منهم لم يكونوا اغنياء ماديا ابدا.

كما ان هناك رواصد للحكم، مثلا قد تكون باوج قوتك فتقتل او تهين او تظلم احد فيكون هلاكك بسبب ما فعلته بشخص واحد لانه رصد عليك، والشوتهد التاريخية لا تعد ولا تحصى، فبعد أن تمكّن الحجاج من سعيد وسيق إليه بالأغلال من مكّة، حاوره ليثنيه عما هو عليه فأبى سعيد، فأمر الحجّاج بذبحه فدعا سعيد الله قائلاً : اللهم لا تسلّطه على أحد يقتله بعدي . قيل : لم يلبث الحجاج بعده إلا أربعين يوماً، وكان إذا نام يراه في المنام يأخذ بمجامع ثوبه و يجرّه من رجله وهو يقول : يا عدو الله ! فيم قتلتني ؟ فيقول الحجاج :مالي ولسعيد بن جبير ، مالي ولسعيد بن جبير ؟

وحتى حكم الامويين لم يكن لينتهي لولا دعاء الامام الحسين عليهم، فالتاريخ وعلم الاصول يثبت انه لم يبق من كعب للاموين لا رجل ولا امراة، اي انقطع نسلهم عن وجه الكرة الارضية، فقد ابادهم الله جميعا.

وعلوم حكم الكون تقوم على مبادئ علم الأرقام أو ما يعرف بعلوم هرمس، وتعاليم للكابالا ، أو ما عرف عند العرب والمسلمين بعلوم الجفر.

وللأسف هناك من لا يصدق بأنه يوجد مثل هذه العلوم وحتى المسلمون منهم يرفضونها، مع العلم أنه كان الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: علمنا غابر ومزبود ونكت في القلوب ونقر في الأسماع وإن عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض ومصحف فاطمة (عليها السلام) وعندنا الجامعة فيها جميع ما تحتاج الناس إليه، فسئل عن تفسير هذا الكلام فقال: أما الغابر فالعلم بما يكون، وأما الزبور فالعلم بما كان، وأما النكت في القلوب فهو الإلهام.

وأما النقر في الأسماع فحديث الملائكة (عليهم السلام) نسمع كلامهم ولا نرى أشخاصهم.

وأما الجفر الأحمر فوعاء فيه سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآلة وسلم) ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت، وأما الجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وبزور داود وكتب الله الأولى.

وأما مصحف فاطمة (عليها السلام) ففيه ما يكون من حادث وأسماء من يملك (1) إلى أن تقوم الساعة، وأما الجامعة فهو كتاب طوله سبعون ذراعا إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) من فلق فيه وخط علي ابن أبي طالب (عليه السلام) بيده، فيه والله جميع ما تحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة حتى أن فيه أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة (2).

يعني هناك علوما يعرفها آل البيت عليهم السلام وهي اليوم أصبحت متاحة جزئيا بسبب التطور،

وكي لا أطيل عليكم الشرح فقد قال الفيلسوف الإنكليزي فرانسيس بيكون: “إن جابر بن حيّان هو أول من علّم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء”، وقال عنه العالم الكيميائي الفرنسي مارسيلان بيرتيلو في كتابه (كيمياء القرون الوسطى): “إن لجابر بن حيان في الكيمياء ما ما لأرسطو في المنطق.

وإذا راجعنا سيرة جابر بن حيان التاريخية التي اجمع عليها كل المؤرخين العرب وفي الغرب، لوجدنا أن جابر بن حيان تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وهل تنتهي قصة التلميذ جابر هنا بالتأكيد كلا، فلو أردنا معرفة أحد الأسباب الاسياسية لكل هذا التطور، الذي غير العالم، لوجدنا أن أساس هذا المتغير هو علم ال جبر، والجَبْر هو فرع من علم الرياضيات وجاء اسم الجبر من كتاب عالم الرياضيات والفلكي والرحالة محمد بن موسى الخوارزمي (الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة) الذي قدم العمليات الجبرية التي تنظم إيجاد حلول للمعادلات الخطية والتربيعية. والكلمة (الجبر) مأخوذة من اللغة العربية، ومعنى علم الجبر في قاموس المعاني: (فَرْعٌ مِنَ اَلرِّيَاضِيَّات يَقُومُ عَلَى إِحْلَال اَلرُّمُوز مَحَلّ الأَعْدَادِ المجْهُولَةِ أَوِ الْمَعْلُومَةِ) وسبب هذه التسمية يعود إلى جابر بن حيان الذي وضع جبر الأرقام، وهو علم من علوم حساب الجمل.

الغاية من هذا المقال إن كان تلميذ من تلامذة الإمام جعفر الصادق عليه السلام غير الكون بمعادلة واحدة، فهل يمكن أن نتكهن كمْ كانت معرفة الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وإذا كانت معرفة الإمام جعفر عليه السلام غير محدودة فهل يمكن أن نتصور ما مكان يختزله من علوم الإمام الحسين عليه السلام، وإذا كان الإمام الحسين عليه السلام يختزل كل هذه العلوم، فكيف بسيد البلاغة الإمام علي عليه السلام، الذي قال «علّمني رسول الله صلّى الله عليه وآلة وسلّم ألف باب، كلّ باب يفتح لي ألف باب» وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله  وسلم، «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب».

في الختام أن سبب هذا المقال هو رد على من يسال هل كان الإمام الحسين يعلم ما سيحصل معه في كربلاء، بالتأكيد الإمام الحسين عليه السلام كان يعلم ما سيجرى عليه في كربلاء، لأنه يعلم من هو يزيد ومن هم اتباعه، وكيف يفكرون ويتصرفون، وما تحتويه أنفسهم واوراحهم من شرور وكفر بالقيم الإنسانية، إضافة أن آل البيت لديهم معرفة بأحوال الزمان، وما سيجري على البشرية، أن المعرفة ليست بعيدة إلا عن من حرمهم الله نعمة العقل والتفكر، أما الراسخون في العلم فوالله أنهم يدركون دبيب النمل واين يذهب مساره وينتهي مصيره، والراسخون في العلم ما هم الا كحبة رمل في عالم معرفة آل البيت عليهم السلام.

اصلا التشكيك موجود ليس في نقطة ان كان الامام الحسين يعلم ما سيجري عليه، بل هناك من يتذاكى بان الصرع بين المجرم يزيد وبين والامام الحسين هو صراع سياسي،  متناسين ان يزيد ابن معاوية تجاوز كل حدود الله، بل قتل ابن بنت رسول الله في شهر محرم، ويقول الله في القران الكريم “يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير”. هل يوجد اكثر من هكذا وضوح.

في هذا الكون اسرار كبيرة، يكفي ان نتفكر فقط، أن الذين يصرخون اليوم عندما تعرض لهم ناسا أعمق صورة ملونة للكون عبر تلسكوب “جيمس ويب” حيث يظهر الفضاء على أنه حلقة (شبه دائرة)، وحيث يبدو أن عالمنا ليس إلا حلقة في صحراء بسبب ضآلة حجمه، إلا تذكركم صور ناسا بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل 1400 عام، أن الأرض بالنسبة إلى السماء الدنيا كحلقة في فلاة، وكذا السماء الدنيا بالنسبة إلى السماء التي فوقها وهكذا إلى السماء السابعة.

لا تستهينوا بعلوم الأولين فأول كومبيوترا تم اختراعه قبل 3500 سنة هو عندما مزج السامري الذهب مع السليكون فاخرج عجلا له خوارا، وجميعنا يعرف ان الكومبيوتر يعمل بمادة السليكون والذهب والنحاس.

والسلام

اخوكم ناجي امهز

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

  المرتضى من بلدية طرابلس: مرحلة الانقسام والتجاذب رحلت ولن تعود ونستبشر بمرحلة جديدة تجلب …