الرجاء أعيدوا النازحين السوريين، واطردوا اللاجئين الفسلطينيين من لبنان

 

بقلم ناجي أمهز

من يسمع كلام البعض عن إعادة السوريين النازحين إلى بلادهم، وطرد اللاجئين الفلسطينيين من لبنان، يعتقد بأنه يهددهم بطردهم من الجنة،

افتحوا باب الهجرة من لبنان، وصدقوني حتى الأحجار والأشجار ستغادر لبنان، اصلا الاسماك رحلت من شواطئنا والطيور هجرت سمائنا، لم تبقى في ودياننا الا الاغنام لانها تعلم بان الشعب ليس معه ثمن لحومها وشحومها.

فأي عيشة يعيشها المواطن اللبناني، الذي أصبح جل همه أن يعمل مرماطون في أي مطعم، عله يحصل على بقايا طعام السائحين من لحوم حرم منها هو وعياله.

أصلا المواطن اللبناني لا يجد دواء يخفف آلامه، أو مستشفى تعالج أمراضه، وينتظر أن يدفن بقبر، هل يعقل أن تصبح دولة المواطن قبرا يريحه من عذاباته، وقهره وظلمه.

لقد ظلمتم وأظلمتم الدنيا على الشعب، فهمنا أنه يوجد عمال لسكة الحديد ولا توجد سكة حديد، وفهمنا أنه يوجد وزارة صحة، وقدرتها محدودة للغاية على الاستشفاء، فهمنا أنه توجد وزارة للطاقة ولا يوجد طاقة، مما جعل سعر اشتراك مولد الكهرباء يكهرب العائلة، بجعلها تتقاتل يوميا، حتى على إضاءة لمبة وإن كان بالخطأ، مما يؤدي حتما إلى التفكك الأسري.

اللبناني يموت بردا في الشتاء بسبب ارتفاع اسعار المحروقات، ويموت فطسا في حر الصيف بسبب ارتفاع اسعار اشتراك المولدات، واليوم غالبية الشعب يصلي في المساجد والكنائس ان لا يحل فصل الصيف.

اصلا اللبناني لا قادر على صعود الجبل، ولا قادر على نزول البحر، فماله ومال الصيف، ربما سيبكي بحرقة عندما يشاهد سائح يبرطع بالماء على الواتس اب، لانه عاجز عن فتح الفيس بوك بسبب ارتفاع سعر اشتراك الانترنت.

فهمنا أنه يوجد بنك مركزي ووزارة مال ولجان مالية، ونقابات من بنوك واقتصاديين، ولكن المنظومة المالية اللبنانية برمتها عاجزة عن دعم رغيف الخبز، فما الحاجة لها.

فهمنا وفهمنا وأفهمنا، أنه لم تعد الحياة تطاق في وطننا،

نعم نقبل ايديكم اعيدوا السوريون، فنحن لا نريدهم ان يعانون ما نعاني، واخرجوا الفلسطينيين من بيننا يكفيهم حلم العودة، لا ان نضيف الى احلامهم الحلم بالكهرباء والماء والاستشفاء، وجلسة مشاوي اصبحت من الذكريات الجميلة للغاية، رزق الله على رائحة اللية واللحمة المشوية والدجاج المتبل بالثوم والحامض.

يا عظماء لبنان، العامل اللبناني يلف منقوشة اللحمة بعجين برغيف خبز كي يسد جوعه، ويضيف الماء للمشروبات الغازية كي تكفي القنينة العائلة، لم يعد ينقصنا الا العربات التي تبيع البيض المقلي بالخضار على الطرقات، لنقول اصبحنا في بنغلادش.

يا لبنانيين توقفوا لو للحظة عن التكبر والغرور، انتم حقا تتناولون البرغل “وتتدشون” برغل، انسوا المثل الذي يقول: يتغدى برغل ويتجشأ دجاج.

يا لبنانيين توقفوا عن تربيح الكون جميلة واننا اصحاب الحرف، وصدفة الموريكس ومركز العالم، ونحن الفينيقيين، اصلا الفينيقيين هاجرو من خمسة الاف سنة لانهم علموا لاي حال سنصل.

ان راتب العامل اللبناني لا يكفي لشراء تنكة بنزين او تنكة زيت نباتي للقلي، تصوروا ان يعمل المواطن كل شهر ويكون معاشة تنكة بنزين او تنكة زيت، اي والله تنكنا وصدينا.

ويحال بقيت الاسعارترتفع كما هي، فان الاتصالات ستعود الى زمن ابو مرعي، “ويا مسكين يا أبا مرعي شو سمعك تقيل”.

ارحمونا قليلا، اصبحنا مثل افغانستان وباكستان، نعيد تدوير كل شيء، من الكرتون والبلاستيك والزجاج، والله يستر ان نعيد تدوير بقايا الطعام من مكبات النفايات، وهناك من يقول انه لم يعد يوجد شيء بالنفايات.

نعم اعيدوا النازحين السوريون الى سوريا،  في سوريا يوجد طبابة وتعليم مجاني، والطعام مؤمن، ورحلوا الفلسطينيين اقله لاننا لم نعد قادرين على اكرامهم.

شاهد أيضاً

جائزة أفضل صورة صحفية في العام… لقطة من غزة “تفطر القلب”!

فاز مصور “رويترز”، محمد سالم، بجائزة أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2024، الخميس، عن صورة …