يوم الأب ٠٠ بين الفكرة والعبرة ٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة

اليوم 21 حزيران هو عيد الأب ٠٠ وهي مناسبة كانت أول من طالب بها وحقق إقرارها في الدولة والمجتمع فتاة امريكية في بدايات القرن العشرين عندما أرادت تكريم والدها ( ومن خلفه كل الآباء ) نظراً الى تضحياته وعطاءاته وخاصة عندما حضن أبناءه الستة وتفرد بتربيتهم بعد أن فقدوا والدتهم ٠٠٠
وكذلك وفي نفس الوقت كانت هناك سيدة أمريكية تطالب باعتماد عيداً للأم ولإعتبارات تكريمية شبيهة ٠٠ثم أقر لاحقاً عجقة أعياد ٠٠ للطفل والجد والجدة والأحفاد والزوج والزوجة والأفخاذ والحب وكل الأرحام !!..
وكلها مناسبات كان يمكن أو قد يجب اختصارها بعنوان واحد وهو عيد الأسرة ٠٠
وهنا بيت القصيد ٠٠٠
وهذا قد يكفي ليتحقق المرجو أو الهدف من هذة المناسبات وأهمها الترابط والتعاضد الأسري ٠٠ ويتحقق بذلك الإستمتاع بالتقارب والإجتماع وخاصة اذا ما حصل ذلك في الإجازات السنوية التي تسهل اللقاء وتطوي المسافات وتجمع الأجيال ٠٠٠
ونحن في شرقنا كم نبالغ بهذا الإنتماء العائلي والقبلي الذي يحاكي المذهبي أو المناطقي ونفاخر به على حساب الإنتماء الوطني والمجتمعي ٠٠ وكم يرهق الوالدين أنفسهم في المسؤولية المادية والمعنوية المستدامة في تربية وتأمين وتدبير الأبناء والتي غالباً ما تكون غير عادلة وغير مساوية بينهم ٠٠٠
وخبط عشواء !!..
وتسلط وتفاوت سياسة الدولة ورجال الدين يؤسس إلى إسلوب حياة وثقافة تعمق الهوة بين الفقراء والأغنياء ٠٠ وتكثر الهرطقة والمطالبة بالشفقة ٠٠ وذلٌ بين اخوة قد يسرقوهم ثم يدعموهم بالملعقة ٠٠
ويأمرك شيخ القبيلة بمدحهم وبالتشكرات والتذلل لهم شعراً لا بل معلّقة !!..
وتكتفي الدولة بدور المراقب والمحاسب وجمع الضرائب !!..
ويكون بذلك قد وافق شِنٌ طبقَة !!..
ونلوم أو نغمز من قناة الغرب – وفي نفس الوقت نحسده – وقد نقصفه اتهاما بالتفكك الأسري لأن المواطن هناك هو أكثر انتماءً والتصاقاً في الحقوق والواجبات إلى الدولة والقوانين وطناً ومجتمعاً وخصوصية ٠٠ وهناك السلطات هي المنظم والكافل والحاضن والحارس للأفراد ٠٠ والأسرة مجرد فترة حضانة للأبناء الى حين النضوج والإنتقال الى فترة حصانة الدولة ٠٠٠
وبين هذا وذاك ٠٠ يبقى الزايد خي الناقص ٠٠٠
ولا بد من بعض التوازن والإعتدال والحلول الوسط ٠٠٠
ونختم ومن وحي المناسبة بأبيات من قصيدة للشاعر السوري عمر الأميري وهو أب آلمه بعاد الأبناء عنه بسبب مشاغل الحياة وطول المسافات :
بالأمس كانوا ملء منزلنا
واليوم ويح اليوم قد ذهبوا
اني أراهم أينما ألتفتُ
نفسي وقد سكنوا وقد وثبوا
هيهات ما كل البكاء خَورٌ
إني وبي عزم الرجال أبُ ٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠ مجلة كواليس ٠٠٠
مع الإعتذار بسبب التوقف عن الكتابة حتى أشعار آخر ٠٠٠

شاهد أيضاً

مبدعون تحت سماء صيدا “.. مدينة تتنفس ثقافةً وفنوناً!

تحتار وأنت تجول في معرض ” مبدعون تحت سماء صيدا ” من أين تبدأ وأين …