إسرائيل والوسيط الاميركي!

د . عدنان منصور*

عن اي وسيط نتحدث بعد اليوم، وبعد أن دفنت اسرائيل الوساطة الاميركية في كاريش. إجراءات العدو لم تكن غائبة عن موافقة ودعم الولايات المتحدة له، وعن علمها المسبق بما سيقوم به . إسرائيل إنتهزت فرصة التخبط السياسي في لبنان،والانقسام الحاد حول مسائل وقضايا حيوية،

داخلية وخارجية، والانهيار الاقتصادي والمعيشي فيه، لتضع حكامه أمام الامر الواقع في ما قامت به . بكل تأكيد، الوقت لا يعمل لصالح لبنان إن لم يكن هناك من موقف عاجل واضح موحد من قبل الاطراف السياسية كلها،كي تتحمل المسؤولية الكاملة في مواجهة الاعتداء الاسرائيلي على سيادة لبنان وثرواته البحرية في المنطقة الإقتصادية العائدة له.

إسرائيل بخطوتها هذه تتحدى السلطة وكل الحكام والمسؤولين في لبنان، وهي تعلم مسبقا ، أن اتخاذ قرار جامع يعبر عن ارادة كافة الاطراف ليس بالأمر السهل في ظل المزايدات والتجاذبات والخلافات في بلد غارق في مشاكله ،لا يعرف كيفية الخروج منها،أو ايجاد الحلول لها.

لبنان كله أمام التحدي الاسرائيلي، فهل من قرار شجاع يعبر عن كرامة وحقوق كل اللبنانيين ،ويقف في وجه التحدي الاسرائيلي السافر.؟! الايام القادمة ستختبر معدن الحكام والمسؤولين في هذا البلد، وعما إذا كانوا فعلاعلى مستوى التحدي،
والمسؤولية الوطنية العليا .

*وزير الخارجية والمغتربين الأسبق

 

شاهد أيضاً

فلسطين .. والرأي العام العالمي

احمد الشريف  الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية والأوروبية وإصرار الطلبة على استمرار اعتصامهم في حرم …