لا ثقة بغدّار

د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

أحمد الله أنني ترشّحت على هذه الانتخابات النيابية ولو متأخراً وبدون تحضير مسبق مع أبناء الجبل ، هدفي لم يكن من أجل الفوز بمقعد لأتلقى من خلاله الشتائم بل لأواجه سلطة مجرمة ولأنني أعلم وواثق من نفسي وليس غروراً، فإنني أهمّ من هذا المركز علماً ومقامة ونسباً، فكان هذا الترشّح مفصلا رائعاً في حياتي لأنني اكتشفت من هو صديقي ومن هو عدوي..
فكم من شخصٍ لا يستحق أن أناديه صديقاً بعد اليوم تشاركت معه في الخبز والملح وغدر بي…
وكم من شخصٍ كنت حذراً منه خلال معرفتي به أثبت لي أنه أخ لم تلده أمي.. واسمه وسام أُعلّقه على صدري..
وكم من شخصٍ وعدني بدعمٍ مادي ومعنوي من أجل حملتي الانتخابية ولم أتلقَّ منه إلا غيرته وحقده وكذبه ووعوده الكاذبة..
وكم من شخصٍ أعطيته من وقتي أستمع إليه وهو منبوذ في المجتمع والجميع يتهربون منه.. كنت معتقداً إنّ ما أفعله هو واجب الصداقة، وأنا على يقين أنّها غير موجودة في قاموسه، لكنني كنت أحاول ..
وكم من غدّارٍ تقاسمت وقتي معه ندمت اليوم على ضياع هذا الوقت مستمعاً إلى سخافته وسذاجته وغروره ..
عذراً منكم على صراحتي، البعض منكم سيعتبرها وقاحة وغيره سيعتبرها حقيقة ولن تجرحه..
رسالتي اليوم ليست له أو لهم بل هي نصيحة أقدمها لفلذة كبدي وبعض المقربين مني حتى أنّ هناك من لدي موضع شك بهم مقربين مني فقط من أجل مصلحة لا غير، رسالتي هي ألّا يثقوا بأحدٍ ممن يتبادلون معهم الصداقات والمعرفة، فمن يضحك لهم وبوجههم فليتذكر أنّ هناك أنياب لاهثة خلفها تنتظرهم..
وهناك من تناسى الصداقة لاهثاً خلف مشروع سياسي لأشخاصٍ يعتبرهم أهمّ وكان يدينهم في السابق.
فكل انسان في هذه الحياة يعمل بأصله،
أحبائي بالله نصيحتي لكم من يستبدلكم من أجل مصلحة، ارمه في سلة النفايات فهذا خير مكان يستحقه ..
الوصوليون كُثر وللأسف، وتجار المصالح كذلك، لم يعد هناك خدمات في سبيل الانسانية والصداقة، كل شيء بات له ثمن، حتى كرامة الانسان وضميره، كل ذلك أوصلنا إليه تجار الوطن، تجار الكراسي، تجار الأرواح الذين علّموا الشعب قبض ثمن حتى الهواء الذي نتنفسه. انعدمت الانسانية والمحبة والصداقة والوفاء وحلّت محلها المصلحة الشخصية والأنانية، الغدر والطعن بالظهر.
صدق المثل الذي قال إذا طُعنت من الخلف فاعلم أنّك في المقدمة.
فالوفاء من شِيَم الكرام والغدر من صفات اللئام.

شاهد أيضاً

برعاية مدير فرعها في الشمال “المشاريع” تقيم احتفالها السنوي للأيتام وأمهاتهم

ناجي:”للمرأة الواعية المعطاءة دورًا لتكون حضنًا دافئًا ومدرسة ثابتة تربي أجيال الأمة” أقام فرع جمعية …