ذكرى البطل الفلسطيني جرجس الخضر


إعداد المحامي كميل سلوم 

إنتقلت له أسطورة الكنعانية فأصبح قاتل تنين، صورته على عملة عباسية، له مكانة عند المسلمين والمسيحيين

حيث في مثل هذا اليوم

قتل البطل جرجس الخضر وذلك في 303/05/06م.

وشخصيته شهيرة عند المسلمين وكتب عنها عدد من مؤرخيهم وعدد من العلماء إعتبروه من الأولياء الصالحين، وأما المسيحيين فيعتبرونه قديس وشفيع للكثير من بلادهم.


نشأته


ولد في مدينة اللد في فلسطين في عام 280م، وكانت فلسطين أنذاك خاضعة للحكم الروماني، وأما إسمه فهو حارث ويعني الفلاح، وحينما إنتقلت سيرته إلى اليونان تم تحوير إسمه إلى جرجس وجورج والذي يعني الفلاح أيضا، وأما عند المسلمين فأسمه الخضر لإنتشار قصص عنه بأنه كان يجعل الأشجار تنبت.

وعندما كان عمره 14 عاما توفي والده فاعتنت به والدته، وانتسب للجيش الروماني عندما كان عمره 17 عاما وترقى حتى وصل لرتبة قائد ألف في حرس الإمبراطور الروماني دقلديانوس.


اصوله


نظرا للمكانة التي وصل لها تم إدعاء بأن أصله يوناني كبادوكي، رغم أن أصوله فلسطينية وهذا ما أكده أبو إسحاق الثعالبي الذي زار فلسطين وسمع ما روي عنه.


مقتله


كان الرومان وثنيين ويضطهدون أتباع سيدنا المسيح عيسى بن مريم (ع)، لكن الخضر جرجس لم يُخفِ عقيدته رغم انضمامه للجيش الروماني، مما أغضب الإمبراطور دقلديانوس، فقام بتعذيبه بجميع أنواع التعذيب لردّه عن دينه، ولكن دون جدوى، واستمر تحت التعذيب لمدة طويلة دون أن يتراجع عن إيمانه فتم إعدمه بقطع رأسه أمام سور مدينة نيقوميديا في 303/05/06م، والعديد ممن شاهدوه معذّباً تحولوا إلى المسيحية، حتى الإمبراطورة ألكساندرا زوجة الإمبراطور، وبعد وفاته تم دفنه في مسقط رأسه بمدينة اللد بفلسطين.


إنتقال أسطورة التنين الكنعانية له


يوجد قصة خيالية شهيرة منسوبة له، وهي بأنه كان هنالك تنين يُدعى “تنين عسقلان” يهاجم القرى وفي كل مرة يأخذ ماشية أو ذهب، وفي إحدى المرات قام بمهاجمة القرى ولم يجد شيء يأخذه، فقام بخطف العروس، فأتى الخضر جرجس راكبا على حصانه، وقام بقتل التنين، ليحرر العروس.

وهذه القصة أصولها تعود لأسطورة كنعانية، ونظرا للشهرة والمكانة التي وصل الخضر جرجس تم نسب القصة له، وأما القصة الأصلية فقد وجدت في ألواح أوغاريت، وهي تصور بعل راكبا على غيمة وكأنها حصان، ويقوم بقتل التنين الذي يمنع الأمطار من الوصول للأرض، وفي قصيدة “الموتى القديم” ورد فيها: ” هوذا عدوك أيها البعل، هوذا عدوك التنين الذي يناهضك، فاصرعه و اقض عليه، انت ايها البعل -السيد، تضرب التنين الافعى المنسلة”


ذكره في كتب المؤرخين المسلمين


ذكر الطبري بأنه كان يجعل الأشجار تنبت والأعمدة تحمل الزهور، ويذكر الثعلبي أنه من فلسطين وبأنه قام بلمس قطعة من الخشب الجاف أحضرتها امرأة وحوّلها إلى اللون الأخضر، وأما ابن الأثير فقال بأنه الله أرسل رياحا عاصفة ورعدا وبرقا وسحب داكنة.


وضعه على العملة العباسية


في عام 1015م تم وضع صورته على العملة العباسية المتداولة في ولاية جورجيا، وذلك في عهد الخليفة العباسي أحمد القادر وكان حاكم جورجيا أنذاك كفيريك الثالث، وتعتبر هذه الصورة أقدم صورة له.

**** المصادر:

1) تاريخ الرسل والملوك، الطبري
2) الكامل في التاريخ، ابن الأثير
3) التفسير الكبير، الثعالبي
4) Dictionary of Saints, Donald Attwater

****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
****************

شاهد أيضاً

8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة

تؤثر خيارات نمط حياتنا بشكل كبير على صحتنا، حيث يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي أو …