فنان في رمضان (٧)

فريد شوقي إماماً على زملائه
ويوقع هدى سلطان في شباكه

زياد سامي عيتاني*

كان لنجوم السينما عادات خاصة أثناء شهر رمضان، فمنهم من يفطر ومنهم من يحرص على صيام أيام الشهر كاملة، بل يشدد على أن يكون طاقم الفنانين الذين يعملون معه في فرقته المسرحية صائمين، كما أن عدد من الفنانين كان تحدث معه مواقف طريفة ونوادر لا تخلو أحياناً الإحراج.
يا ترى ما هي ذكريات الفنان الكبير الراحل “وحش الشاشة” فريد شوقي خلال شهر رمضان المبارك؟
****
•إماماً على زملائه:
إعتاد الفنان فريد شوقي أن يرتدي الجلباب في شهر رمضان المبارك، ويستقبل ضيوفه وزملائه ويصلي بهم إماماً.
نشير إلى أنه تواجدت صورة أرشيفية نادرة للفنان فريد شوقي، حيث أخذت من قبل المجلات الفنية وهو على سجادة صلاة.
يذكر أيضاً أن الشغل الشاغل لفريد شوقي في رمضان، كان الإعداد لمائدة الرحمن التي كان عادة ما يقيمها بشارع دسوق بحيّ العجوزة.
****
•يفطر في رمضان بأمر من المخرج:
من بين الافلام التي تم تصوير مشاهدها خلال شهر رمضان فيلم ” الأسطى حسن” بطولة وحش الشاشة فريد شوقي ، وكان أحد المشاهد يقتضي أن يظهر فريد شوقى مع زوزو ماضى فى المطبخ وهو يتناول الطعام بطريقة وحشية ، وهى تنظر إليه وهو يفترس الديك الرومي، وتعذر تأجيل التصوير إلى ما بعد شهر رمضان لارتباط منتج الفيلم بموعد عرضه فى عيد الفطر، كما كان التصوير يتم خلال نهار رمضان، لذلك طالب المخرج وحش الشاشة بالإفطار في هذا اليوم لضرورة الانتهاء من تصوير المشهد، ورضخ فريد شوقى وأفطر بالفعل ، ولم يكتف بصيام يوم أخر بعد انتهاء شهر رمضان لتعويض هذا اليوم، بل أقام حفلة إفطار كبيرة لعدد من العمال الفقراء تكفيراً عن هذا اليوم الذى أفطر فيه بأمر المخرج.
****
•أوقع هدى سلطان في شباكه خلال شهر رمضان:
كشفت الفنانة الراحلة هدى سلطان في حوار قديم مع صحيفة “الأهرام”، عن كواليس أول لقاء بينها وبين الفنان فريد شوقي، الذي كان في شهر رمضان الكريم.

أول لقاء بينهما:
قالت هدى: “ذهبت لاستوديو شركة أحد المنتجين بعد عرضه عليّ التمثيل والاحتكار لمدة 3 سنوات، وقدمني إلى أبطال الفيلم الذي كان يصور حينها، وكان بينهم فريد شوقي، وقال المنتج “الست هدى سلطان وجه جديد”، فانحني “فريد” في ابتسامة: “أهلاً وسهلاً.. تشرفنا يافندم”.
صيام هدى يفاجئ الملك فريد شوقي:
أكملت هدى حديثها: “جلست أتفرج على التصوير وكان في شهر رمضان، وكنت متعبة وآثار الصيام ظاهرة، فلاحظ “فريد” ذلك وانتهز الفرصة واقترب مني قائلا: “تشربي حاجة ساقعة؟”، فقلت: “لا.. أنا صايمة”، لتبدو مظاهر الدهشة على ملامحه قائلا: “صايمة؟”، فقاطعته قائلة: “وبصلي كمان.. غريبة؟” ليرد: “أبدا.. أبدا”، وغادرت الاستوديو بعد ذلك.
أضافت سلطان: “والشيء الوحيد الذي كان يطوف بذهني هو نظراته
وابتساماته، ووجدت نفسي فجأة أهتم بكل ما يقال عن فريد شوقي بأحاديث زملائه عنه، وبما تنشره الصحف والمجلات، وبأفلامه التي لم يفتني منها فيلم”.
وكشفت عن أول خطوات بدء علاقة الحب بينهما قائلة: “حتى أرادت الأقدار أن يشترك بأول فيلم أحصل فيه على البطولة المطلقة وهو (حكم القوي)، عام 1951، مع محسن سرحان، وكان فرصة ليتقرب كل منا للآخر ونتبادل الحديث عن آلامنا وهمومنا، إلى أن التقت عواطفنا عند نقطة واحدة، ولما عرض عليّ الزواج كانت الإجابة أسرع من السؤال، وتزوجنا في اليوم الأخير من تصوير الفيلم”.
****
•يفطر على سلة ذرة إفطار :
روت الفنانة الراحلة نادية لطفي لإحدى المجلات في رمضان عام 1962 عن أحد المواقف التي جمعتها بالفنان الكبير فريد شوقي بإنهم كانوا يصورون فيلماً في إحدى قرى الوجه البحرى خلال شهر رمضان، وفي أحد الأيام وبعد إنتهاء التصوير إستعدوا لمغادرة القرية قبل الإفطار بقافلة السيارات التي تجمع العاملين بالفيلم.
وأوضحت أنه قبل إنطلاق السيارات جاء شاب مسرعاً يحمل سلة ويسأل عن وحش الشاشة فريد شوقي، وعندما وجده أعطاه السلة وقال له أن سيدة من أهل القرية بعثت له بهذه الهدية.
وأشارت نادية لطفي إلى أنها هي وفريد شوقى والمخرج نيازى مصطفى ومساعد المخرج كانوا يركبون سيارة واحدة، وطلبوا منه أن يطلعهم على ما أرسلت به السيدة فى السلة ولكنه رفض، مؤكداً أنه لن يفتحها إلا وقت الإفطار، لراح يوزع كل ما كان معه من طعام على المفطرين قبل المغرب، معتمداً على ما تحمله السلة من خيرات.
وكشفت أنه عندما إنطلق مدفع الإفطار فرك فريد كفيه متحمساً وبدأ يخرج ما في السلة، ولكنه كاد يغمى عليه عندما وجد أنها تمتلئ بكمية من كيزان الذرة، ولم يجد ما يفطر به وتحمل الجوع حتى وصل إلى القاهرة فى التاسعة مساء، وطوال الطريق يضرب كفاً بكف ويقول نادماً: “كان معايا الأكل إيه إللي خلاني أوزعه وإستنى إللي فى السبت، أهه طلع نقبي على شونة”، وضحك الجميع على ما حدث.
*****
*إعلامي وباحث في التراث الشعبي

شاهد أيضاً

في معنى أن أكتب نصاً عن غزة

          فراس خليفة  فكَّرتُ كثيراً في معنى، أن أكتبَ الآن، كلماتٍ …