فنان في رمضان (٤)

محمد فوزي “مسحراتي” للفنانين
ومديحة يسري ترفض تقبيله في أحدالمشاهد

زياد سامي عيتاني*
كان لشهر رمضان مذاق خاص وذكريات تجمع نجوم الزمن الجميل، وذلك عن طريق التجمعات والمواقف والحكايات النادرة، التي يخرج معظمها إلى النور عن طريق مذكراتهم أو المقالات التي كتبت عن هؤلاء النجوم.
وسوف نتناول في هذا الجزء نوادر الفنان الراحل محمد فوزي خلال شهر رمضان المبارك، نقلاً عن بعض مجلات التي تناولتها.
****

 

•يجول على الفنانين لإيقاظهم على السحور:
قدم النجم الراحل محمد فوزي دور “المسحراتي” في شهر رمضان في الستينات عبر الإذاعة في برنامج غنائي اسمه : “مسحراتي في شارع النجوم”.
وكان “فوزي” يذهب لبيوت الفنانين من أجل إيقاظهم لتناول وجبة السحور وهو يقوم بالضرب على الطبل بشكل جميل.
وقام بتخصيص فقرات غنائية لعدد من الفنانين منهم مارلين مونرو السينما المصرية هند رستم، والعندليب عبد الحليم حافظ، وكوكب الشرق أم كلثوم، والموسيقار محمد عبد الوهاب والسندريلا سعاد حسني.
وفي حلقة من حلقاته وقف على باب السندريلا من أجل إيقاظها للسحور وقال :
“قومي يا كتكوتة يا شاطرة واتسحري معانا ، ولو اني عارفك فاطرة يانا دمك خفك وبيأسرني ، والنظرات منك تسحرني وانا تفطرني النظرات ، واسرح وعقلي يحيرني ويقولي في كل الأوقات ، دي تحفة ولا سعاد حسني ، اصحى يا نايم”.
****
•”علقة سخنة” في مولد شعبي:
فى بدايته الفنية، كان الموسيقار الراحل محمد فوزى يجوب طنطا مع بعض من أعضاء فرقته الموسيقية، حتى أن هذا الأمر إمتد لشهر رمضان الكريم، وفى أحد الأيام من رمضان، وصلت الفرقة الموسيقية إلى شبين الكوم، فوجدوا مولداً شعبيا كبيراً، فقرروا إحياءه، لكن إعترضهم عدد من “الفتوات” والبلطجية، وإتفقوا معهم على تخفيض أجورهم، مقابل الحماية، فوافق فوزي وفرقته على ذلك مجبرين.
بدأ فوزي ورفاقه فى إحياء أول ليالي المولد، لكن الأمور لم تسر على ما يرام، حيث تم إستدعاء فوزي وفرقته من أحد “الخفراء” بدعوة من أحد الضباط، إلا أن الفتوة منعه، وأجبره على إستكمال الحفل، فتركهما ورحل، لكنه عاد بعد فترة بسيطة ومعه 3 آخرين من زملائه، فدارت معركة قوية، لكن إستطاع فوزي الهروب، إلا أنه إصطدم بالخفير الأول الذي قاده إلى قسم الشرطة، وهناك قابل الضابط الذي قال له: “أنا طلبتك علشان أقولك إن ده مش مقامك تغنى لفتوات سوابق، لكنك رفضت وطبعاً أنت حر، بس أديك شايف النتيجة”.
الأزمة لم تكن فى المعركة القوية التى دارت بينهم وبين الفتوات، لكن فى ضياع السحور عليهم، الأمر الذى اضطر معه محمد فوزي بعد ذلك إلى “الإفطار” بسبب صعوبة الصيام دون سحور.
****
•مديحة يسري ترفض تقبيل زوجها محمد فوزي في أحد المشاهد:
ونبقى مع مديحة يسري، حيث نشرت مجلة “الكواكب” في عددها عام 1961 في شهر رمضان المبارك، عن الأزمة التي حدثت بين الفنانة الراحلة مديحة يسري ومخرج فيلم “نهاية قصة”.
حيث قالت المجلة بأن المخرج طلب من مديحة يسري تقبيل محمد فوزي بطل الفيلم في أحد المشاهد، ولكن سمراء النيل رفضت الأمر تماما بسبب الصيام.
وطالبها المخرج مرة أخرى بأن تفكر في الأمر خاصة أن محمد فوزي يعتبر زوجها في الحقيقة، ولكنها أصرت على موقفها مؤكدة أن القبلة ستبطل صيامها.
لجأ المخرج إلى الشيخ محمود أبو العيون أحد كبار علماء الأزهر الشريف، حاول خلالها أن يحصل على فتوى من أجل إقناع مديحة يسري بتصوير المشهد.
ولكن الشيخ “أبو العيون” صدم المخرج وقال له : “طالما هي تشعر بأن القبلة قد تبطل صيامها فعليه تأجيل المشهد لبعد موعد الإفطار”!!!
****
•قفشات مأمون الشناوي وسيد مرسي فى سحور محمد فوزي:
إعتاد الفنان الكبير محمد فوزي أن يقيم سهرات رمضانية في منزله بالهرم، يجمع من خلالها زملائه من الفنانين والموسيقيين ومؤلفي الأغاني لتناول السحور.
وحدث أن أقام سهرة رمضانية، دعا فيها زملائه الفنانين، وكان من بين الحضور الشاعر سيد مرسي مؤلف الأغاني، وحين جاء موعد السحور دعا فوزي الجميع للمائدة، ولكن سيد مرسي حاول الإعتذار، مشيراً إلى أنه تناول طعاماً كثيرا فى وجبة الإفطار وأنه مصاب بالتخمة ، ولكن فوزي ألح عليه فجلس يشارك الجميع الطعام.
وفى أثناء الأكل لاحظ الشاعر مأمون الشناوي أن سيد مرسي كان يتناول الطعام بشراهة ونهم شديد، حتى أنه أكل أضعاف ما أكله زملائه، فضحك مأمون وقال :”إيه ده ياسيد واضح إنك فطرت كازوزة النهردة”، فضحك باقي الحضور على سيد مرسي الذي كان قبل قليل يحاول الإعتذار لأنه شبعان ومصاب بتخمة.
****
*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.

شاهد أيضاً

وحدة التدخلات الطارئة تدشن مساهمتها لمشاريع المبادرات المجتمعية بمحافظة إب اليمنية من مادتي الاسمنت والديزل ..

تقرير /حميد الطاهري دشنت اليوم وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بوزارة المالية بالتنسيق مع السلطة …