المستقبل يتسلل بين طفرة المرشحين منعاً لركلة جزاء سنيورية.. لوائح وتحالفات وصراعات في “البقاع الغربي”

أحمد موسى

أشبه بالصعقة كان قرار انكفاء “الحريري والأزرق” وقعه على التيار الوطني الحر في دائرة البقاع الثانية التي تضم البقاع الغربي وراشيا، الذي رتّب التيار أموره وهندس تحالفاته وحزم أمتعته وقرّر معركته متحالفاً مع الوزير السابق حسن مراد، ليشنّ حملة شرسة على نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي لإحراجه فإخراجه سياسياً وإبعاده عن لائحة الغد الأفضل ـ مراد، لكنّ تعليق سعد الحريري وأزرقه العمل السياسي أعاد الفرزلي إلى مربعه الأول / مكسور الجناحين ـ بعد شفاعةٍ وتدخلٍ من رئيس مجلس النواب نبيه بري فارضاً الفرزلي حليفاً على لائحة مراد.

معادلات فرضت نفسها قابلةً لجملة من المتغيرات وخلط أوراق وانقلاب وفرط العقد تشوبها تركيب اللوائح التي قاربت ـ الدزينة، وكثرة وتخمة المرشحين على المقاعد السنية والمسيحية في دارة البقاع الغربي وراشيا، ما يُنذر بقساوة المعركة ويهدد المقعد الدرزي ـ أبوفاعور والأرثوذكسي الفرزلي، بعد معلومات عن تعاون الإثنين وخوض الإنتخابات معاً بدعم غير معلن من المستقبل عبر مرشحين غير معلنين حزبياً من ضمن لعبة سياسية من تحت الطاولة منعاً لتمرير ركلة جزاء سنيورية في ملعب الأزرق الإنتخابي.

 

لائحة مراد

تشكيل لائحة مراد التي تضم إلى (الفرزلي ومراد)، طارق الداوود (درزي)، شربل مارون (ماروني) عن الوطني الحر حتى اللحظة، قبلان قبلان (شيعي)، أما السني الثاني فمتروك لمراد تسميته والأرجح بقاءه شاغراً، كون يصعب إكتمال أي لائحة لكثرة المرشحين.

سهولة تشكيل لائحة مراد وفق معايير تحديد الأحجام لقوى ما يسمى السلطة، لم تنعكس على الضفاف الأخرى التي ما زالت تتخبط بين سيناريوات متعددة، صعوداً وهبوطاً، فلم تنجح بعد في حلحلة العُقد لتقليص عدد اللوائح المزمع تشكيلها، فهي آخذة بالإزدياد بـ”الدزينة” بسبب طفرة المرشحين خاصةً على المقعدين السنيين والمسيحيين، وفي هذا الخصوص يجهد النائب وائل أبو فاعور بالتحالف مع حزب القوات والنائب السابق انطوان سعد عن المقعد الارثوذكسي لإحداث خرق في استقطاب قوة سنية وازنة تنضم إلى التحالف مع القوات التي كانت حدّدت مرشّحها عن المقعد الماروني داني خاطر ـ الآتي حديثاً من خارج الحدود، في الوقت نفسه تشير الدلالات إلى أن حركة الجماعة الاسلامية تحشد لنفسها موقعاً، فعقدت مع أبو فاعور سلسلة لقاءات لإبرام تحالف ثلاثي لترشيح اسم عن المقعد السني، إلا أنّ تخوّف أبو فاعور من لعبة تقليص حاصله نتيجة التبدلات في المزاج الشعبي الدرزي، لكن أسرار القوات وخلوات الإشتراكي لم تجر وفق سفن أبوفاعور، ما دفع الأمور وخلط الأوراق السرية التي كانت تقوم على الاتفاق مع حزب القوات وتبادل الأصوات على قاعدة أن الاشتراكي في الشوف والبقاع الأوسط يعطي أصواته للقوات، وبالتالي يصبح طريق التحالف مع النائب محمد القرعاوي ومنسق تيار المستقبل السابق علي صفية مفتوحاً باتجاه وضع اللمسات الأخيرة عليها، ولاستكمال اللائحة يتم الحديث عن تحالف مع النائب السابق أمين وهبي عن المقعد الشيعي، وجاء اسم داني خاطر عن المقعد الماروني ـ القواتي فنسف التوافق السري على حساب مخططات أبوفاعور.

قلب الطاولة

جهود الإشتراكي ـ أبوفاعور لم تكلل بالنجاح، ووفق مصادر الماكينات فإن ترشيح علي صفية ومحمد القرعاوي يؤمنان الحاصل لأبوفاعور في الوقت نفسه فإن صفية يأكب من رصيد القرعاوي، فضلاً ووفق المعلومات نفسها فإن رفض القرعاوي على لائحة فيها قواتي وضعه ضمن الإحراج لما يمثل بعد أن نكثت القوات بالإتفاق الإشتراكي ـ القواتي فارضةً مرشحاً لها، إذ تلفت المصادر توجه القوات ترشيح النائب الحالي عماد واكيم عن المقعد الماروني على اللائحة، الأمر الذي جعل القرعاوي معتكفاً ومنسحباً من سباق الترشيحات، الأمر الذي هدد عقد اللائحة بالإنفراط.

وفد من “التقدمي” زار الجماعة الإسلامية في البقاع الغربي

المجتمع المدني والمستقلين

في المقابل يحشد المجتمع المدني ومجموعات ثورية ومستقلين، في لائحة ثالثة غير مكتملة تخضع لعمليات حسابية كل وفق قدرات المرشحين التجييشية، حيث بات معلوماً التداول بأسماء أبرزها علاء الشمالي عن المقعد السني والذي تقدم رسمياً بترشحيه عن أحد المقعدين السنيين في دائرة البقاع الغربي وراشيا، وفق الأصول القانونية المعتبرة، ووفق قناعاته في خدمة وطنه وعموم اللبنانيين، بهدف الوصول الى دولة المواطنة، والمحامي جورج عبود عن المقعد الارثوذكسي والذي يعتبر نفسه خصماً للفرزلي، وعن المقعد الدرزي العميد المتقاعد مروان زاكي، أما عن المقعد الشيعي يبدو أن الأنظار متجهة إلى إحدى الوجوه الشابة التي يبدو ستشكل نقلةً نوعيةً وسط التفاف تغييري في القاعدة على عكس الواقع المرتهن ورفضاً عائلي يتمدد ويكبر إذ تتبنى هذه الشريحة الواسعة عباس عيدي الذي ترشحه جاء انطلاقةً من رفض وانقلاباً على الواقع والعادة الميؤوس منها، رغم قلة المرشحين الشيعة الذين لا يتجاوز عددهم الثلاثة حتى الساعة.

لائحة البقاع الغربي

بموازاة ذلك، أعلن عن تشكيل نواة لائحة من ثلاثة مرشحين مستقلين، هم العميد المتقاعد جورج جاسر عن المقعد الماروني، والطبيب سامي ريشوني عن المقعد الشيعي وخالد العسكر عن المقعد السني، محاولين ضم المرشح الأرثوذكسي جورج عبود الذي عقد لقاءً مؤخراً مع عسكر وجاسر وريشوني من ضمن محاولات الجمع والجذب معاً الذي يبدو جدي حتى اللحظة، فيما لائحة الإئتلاف الثوري “سهلنا والجبل” لم تفض بعد إلى تذليل الخلافات الفردية الداخلية بعد انسحاب وليد معلولي المرشح عن المقعد الارثوذكسي من الإئتلاف، لترسو بورصة الترشيحات على ياسين ياسين عن المقعد السني، وتثبيت بهاء دلال (درزي)، وغنوى أسعد (شيعي) وماغي عون عن المقعد الماروني، ومع تثبيت المرشح دلال فقط، فإن باقي الأسماء تبقى موضع تجاذب وقد يصيبها ما أصاب المعلولي.

اللافت الكم الهائل من المرشحين المحتملين عن المقعدين السنيين وعن المقعد الماروني، حيث تجاوز عدد المرشحين السنة أكثر من 15 شخصاً، والموارنة 10، فيما الغياب يلف المرشحين الشيعة رغم النقمة الكبيرة اللاحقة بعملية الترشح القائمة التي تُفرض في كل استحقاق نيابي ويكون النائب من خارج المنطقة.

شاهد أيضاً

مرحلة ” هيهات منّا الذلة ” والرسالة التي وصلت واضحةً :《راياتنا لن تسقط !》

  بينما يحاول العدوّ الإسرائيلي الضغط عبر التهديد والوعيد بإحتلال رفح ليُقنع محورنا المقدّس ” …