ترانيم غير منسيّة

 

منال محمد يوسف

وما زال الوقت يعزفُ لنا ترانيم..
يرنُّ صوتها في الذاكرة، وتبدوغير منسيّة، كأنّ جُزرها تقع في منفى الحال، المُقتضى عليه، على أمره، وعلى بواعث وقتية الزمن، كانت الأهم بالنسبة لنا.‏

كانت الأهم فيما مضى، وربما فيما سيأتي، ويأتي مُضافاً إلى أمره، وإلى جوهره، وإلى فعله وأفعاله، ومُستحكم الاستدارة حوله حول أوقاته الجزئية والكلية، وكليهما حالهما واحد..‏

حالهما وتوحد الأشياء حول ماهية المحور العام لهذه المعزوفة أوتلك معزوفة الحياة، أوترانيمها، ترانيم تحادث ناصيات ذواتنا الهاربة إلى لحنها الأبقى أوالأبهى، كليهما يحادث ثنايا الروح المنسيّة ربما، يحادث ماهية حنينها الباقي المستبقي على حافة التلاشي، تلاشي النفس بكل ماتمتلكه، بكل طاقاتها أوأنغامها التي نريدها متجددة الأطياف.‏

كترنيمة تبدوعلى البال، تحاكي مواويل الألفة والمحبة، تحاكي ذاكرة عصيّة على النسيان، تلك الترانيم التي لا تقتصر على شريط من المعزوفات، أولحن غنائي ما، ترفض الذاكرة أن تضعه على رفّة الهوامش، أوبين بوصلات ما يمكن نسيانه أوتجاهله، أوالتلفظ بإمكانية وضعه في مهّب الأشياء غير الموجودة، أوضمن جزر يمكن لها أن تُسمّى في حال من الأحوال منسيّة، أوما شبّه بهذه الكلمة، أوالجملة، جملة الحياة، تلك الترنيمة الخاصة بها، الخاصة بمعزوفتها الفريدة، ربما نُريدها هكذا نُريدُ أن يكون أمرها، وبواعث لحنه، بواعث الالتقاء به عند ضفة أوشطٍ، تشبه حالنا، وتبني حال شروقها ممن يمكننا نسجه خيوطنا نحن، من أشرعة تخصّنا نحن، وتخصُّ مكنونات جوهرية، وغير ذلك، لايستغرب وجودها الآني والمرحلي على خارطة ما نحلم به.‏

ويدور في البال، من ترانيم يمكن لها أن تتسع إلى محدودية أفق كان حلماً، قبل أن يكون ترانيم واقعية الشيء الذي نحلم، والذي يمتلك من مسوغاتنا نحن ما يكفي، ليولد فينا وفي ثنايا الأعماق….‏

وينسج أشرعته الوقتية أوالزمنية، الأمر سيّان، قد يبدوللوهلة الأولى مجرد ترانيم، قد تخطر على البال، ولكنه يختلف، عندما تريد ذواتنا أن يلتحن بها لحنُ ما، أومعزوفة، تضع فواصل وقتية وزمنية لنا نحن، على خارطة التميز ربما، أوعلى خارطة البقاء الكلي الذي يبقى، ونبقى معه، من خلال ترانيمنا نحن..‏

هذه الترانيم التي لا تنحصر في معزوفة ما، أولحن محدد، إن جاز التعبير هنا، والانطلاق إلى حيث علامات تعجبه واشارات خاصة به، خاصة بقزحية الاستفهام الوقتي لهذه الترانيم أوتلك، التي نبتغي خلقها، والتمحور حولها، حول ذاتية الجوهر المناط به، الجوهر الذي يحاكي الأشياء جميعها بمسميّات خاصة بها، مسميّات تقابلها، في قصة مبتدأ الأشياء وخبرها وربما حكاية التطابق بينها، أي تطابق ظاهري وباطني في مبدأه وجوهره، حيث العناوين لا تبدو مختلفة، أوربما لا تُصاب بالدهشة إذ ما أدخلنا لغة الترانيم إلى قاموسنا الحياتي ودفتيه، قبل أن ندخله إلى الفحوى الموسيقي…‏

الفحوى العام لحياتنا، والذي نريد تجميله بكثير من هذه العبارات، أوالمصطلحات التي تبقى في الذاكرة، تبقى وكأنها ترانيم غير منسيّة في حالٍ من الأحوال…‏

شاهد أيضاً

الفنان الفلسطيني سانت ليفانت يكشف عن أغنيته “قلبي ماني ناسي”

سانت ليفانت يقدم “قلبي ماني ناسي” بأسلوب موسيقي متنوع ومعقد رسالة عميقة ومؤثرة من خلال …