زياد الرحباني عالخط ٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة

منذ يومين كنت قد وعدت صديقاً لي بانني ساتواصل مع المحبوب الموهوب زياد الرحباني للإستفسار منه عن إسم مسرحيته الجديدة ٠٠٠
واليوم هاتفت زياد ودار بيننا هذا الحوار ٠٠
زياد : إي نعم وألو إلك وإلو ٠٠ يا خيي شو ذكركم بمسرحية نزل السرور ( 1974 ) ؟!. مع انني لم اوافق حينها بأنها تنبأت بالحرب الأهلية اللبنانية التي اشتعلت بعد سنة ٠٠ ولكن لاحقاً بدّلت رأيي وخاصة انني اليوم أتعاطف وأتوافق مع الأكثرية ولو على خطأ ٠٠ يا عمي نحنا ما تغيرنا ٠٠ هني اللي تغيرنا٠٠٠
وأضاف ٠٠ كان زكريا ( زياد ) في نزل السرور أو أوتيل الهروب من الواقع المؤلم الى الذل ومنوعات الخنوع والخضوع والممنوعات ٠٠ ثم اقتحم عباس الثورجي الفندق وأخذ زياد ومجموعته رهائن ووضعهم أمام خيارين إمّا الموت أو الثورة ٠٠ وزكريا أقتنع بالثورة ٠٠ لكنها تأجلت بسبب تخبط الأفكار وانغماس عباس بحواضر البار !!.
وأنا اكملت : و ما زال اللبناني اليوم مخيّر بين الثورة او الموت ومعظم اللبنانيين رهائن ونزلاء اذلاء !!..
زياد : يا خيي خود كاظم الساهر (وديموقراطيتو) مع انو مش زعيم سياسي بس في زعامة بقوله ٠٠ ” إني خيرتكِ فاختاري ما بين الموت على صدري أو تحت دفاتر أشعاري ” ٠٠ الله ينجّي هالبنات ٠٠ والله ينجينا من الآت !!..
ألو ٠٠ بعدك معي ؟!. وأكمل زياد ٠٠ وبعد سنوات قليلة كانت مسرحية بالنسبة لبكرا شو ٠٠ بعد انتهاء حرب السنتين الأهلية وعاد زكريا هذة المرة مع زوجته ثريا الى البار ليواجه تداعيات الحياة وظروف الطبقة المسحوقة في خدمة أسياد المال والسلطة ونزواتهم ٠٠ وكان يتساءل مع المثقفين و المفكرين عن مشاريع البنى التحتية في القيم والأخلاق والثقافة والتعليم والمهن والتخطيط و التنظيم المدني والإدارة والإقتصاد والمجتمع والسلطة ٠٠ ويتوجّس ٠٠وإلا سيكون شظف العيش والفشل في المستقبل والوطن ٠٠ يا خيي ما حدا بيسمع ٠٠ شفت شو صار ؟!.
أنا : إي ألو ٠٠ وهذا ما نحن عليه اليوم!!.. ما إنتَ قلت ألف دب بينتخبوا دب !!..
زياد: خليك معي ؟!. لحظة يا خيي شو كاين تسجلّي؟!. وكمان هلق غيرت رأيي صاروا ألف دبدوب بينتخبوا حبوب ٠٠ صح لعوب بس موهوب ٠٠ وخود على دبدبة ودبِّك دبيكة !!. ثم واثناء الإجتياح الإسرائيلي للبنان ٠٠ كانت مسرحية شيء فاشل التي كتبت أنت عنها وعن كواليسها في مجلة كواليس سابقاً مبيناً إستباقي وتوقعاتي للأمور ٠٠ وتوصيفي للفشل المنتظر للجمهورية الثانية والسلطة بعد الطائف ٠٠ فكما سُرقت الجرة في المسرحية من مسؤول الضيعة الذي بقي غامضاً لأن كشفه سيشعل الحرب في الضيعة كذلك وبعد سنوات سُرق الوطن والودائع وكل الأمانات والوعود والشعارات ٠٠ وكَشفُ الفاسدين اليوم أيضاً قد يشعل حرباً على مستوى الوطن !!..
واضاف ٠٠ ثم بداية التسعينيات كانت مسرحية بخصوص الكرامة والشعب العنيد ٠٠ وكان تركيز إنتقادي على المواطن اللبناني الذي يفلسف الفوضى ويتذاكى ويتباهى بالكسل والمزاج والغرور والأرغيلة وخاصة انه يتفنن برمي مسؤولياته ونفاياته وفشله على الآخرين ٠٠ وصُنّفَت هذة المسرحية بالمتشائمة جداً مما اضطرني لإتباعها بالجزء الثاني للتعويض وتحت عنوان لولا فسحة الأمل ٠٠ وعنوانها يدل على المضمون ٠٠٠
وهنا استردكت وتذكرت بعد ان اخَذَنا الحديث ٠٠ انني شخصياً تبادلت الحوار معه وقتها وعلى هامش مسرحيتة الأخيرة في البيكاديللي وما زلت أحتفظ ببطاقات الدخول ( وقد كان منزعجاً بسبب خسارته وعدم نجاحهما ) ٠٠ وقد سألني يومها إذا أعجبتني المسرحية ٠٠ فقلت له جداً وبعكس رفاقي ٠٠ فأجابني هني عجبوني بس إنت لا ٠٠
واستفسرت منه يومها لماذا ٠٠ قال إبتداء من اليوم أنا أدرب نفسي على أن اكون مع الأكثرية ولو على غلط !!..
وهذا ما عاد وأكدّه في بداية هذا الحوار ٠٠٠
وهممت بسؤاله اذا نجح بهذا التحول ومرتاح ؟!..
انا : استاذ زياد هل تأقلمت مع المجتمع والدولة الميليشيوية المتجد ٠٠ تووووووت ٠٠
وانقطع الإرسال ٠٠
وتذكرت انها ربما كانت تلك آخر مسرحية له ٠٠٠
وكأنني وجدت الجواب ٠٠٠
ومن وقتها والبلد كله أصبح مسرحية ٠٠٠
ثم وتداركت ٠٠ أين سؤالي الأساس ؟!..
وكان هذا الحوار ولأكثر من ساعة قد انساني الموضوع الذي اتصلت بسببه ٠٠
ثم بادر هو لمعاودة الإتصال بي ٠٠ وتلفن عياش ٠٠٠
أنا : ألو ٠٠ ألو ٠٠
اجابني زياد : الو ٠٠ مين معي ؟!.
انا : كمان الو أنا معك ٠٠ انتي طلبتني مين بدك ؟!..
زياد : كيفك إنتَ ٠٠ مٍلّا إنتَ ٠٠ وشو بدك إنتَ ؟!.
انا : كنت بدي اسأل إنتَ ٠٠ إذا إمك الست فيروز لقيت شادي؟!..
زياد : إي بس رجع ضاع شادي مع الوطن ٠٠٠
انا : زعلتني ٠٠٠
زياد : ليش انت موجود ٠٠ وما ضعت بعد ؟!..
انا : لا ٠٠ لا ٠٠ أنا زعلان إذاً أنا موجود ٠٠٠
زياد : وأنا قرفان ٠٠ ولكن لا بدّ أن نجود من الموجود ٠٠٠
انا : هل هذا قد يكون عنوان مسرحيتك الجديدة ؟!
زياد : ربما قب٠٠ الأحلام ٠٠ تووووووت
وقطّش الخط وعاد وانقطع الإرسال ٠٠٠
ولم أعرف ماذا كان يريد أن يقول : قبل أو قبو أو قبر أو قبع الأحلام ٠٠٠
واحترت بماذا سأخبر صديقي عن عنوان المسرحية المحتملة أو المستحيلة ٠٠ بعد أن ضاع شادي ٠٠ والوطن ٠٠ والحلم ٠٠ والتواصل ٠٠٠
ولبنان كله اليوم أصبح مسرحية ملعوبة على خشبة مسرح ساحة النجمة ٠٠ والعرض متواصل ٠٠٠
بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠ مجلة كواليس ٠٠٠٠

شاهد أيضاً

بين الماء والماء: أسئلة حائرة حول الحدث الأيراني

د.نسيب حطيط  يوم ١٨ نيسان2024 نشرت وسائل الاعلام خبر رش (الماء) على منصة الاستعراض الرئيسية، …