يوم أشرقت البتول

السيد علي شكر

وأيُّ شرفٍ بعدَ فاطمٍ يَشمخُ
وبأبيها المصطفى كلُّ نبيٍّ يُختَمُ

لها تسبيحٌ له الكونُ يفرحُ
وبه في الجنان يومَ القيامةِ تمرحُ

وأمَّا العبادةُ فبها أحمدَ تتبعُ
لا أحدَ يُدانيها وبذا عائشُُ تُخبرُ

وأيُّ حُسنٍ فبالزهراء يُعرفُ
ولولاها لكان كلُّ شيءٍ يَقبحُ

فإذا تبسَّمت فلها الكونُ يُزهرُ
وإذا افترَّت فبها الكونُ يَسعدُ

فلولا جوهرها لا الشمس تشرق لا ولا الأفلاك ولا القمرالمنير يظهر

أمُ أبيها مذ كانت وليدةً تُعرفُ
ومنها الجبين كان الأمين دومًا يُقبِّل

وكانت إذما أقبلت لها المجلس يُوسَع
ولها كان يقوم المصطفى ويجلس

وإذما الرسول من طِيبةَ يخرجُ
كانت فاطمُ آخرَ ما من الناس يودِّع

وإذما آبَ بعدَ بيتِ الله يُسرعُ
تلقاءَ بيتِها ومنها الوجنتين يُقبِّلُ

عزيزةُ طه بأيِّ عُذرٍ تُضربُ
وعلى أبوابها الأحطابُ تُضرمُ

يا أمَّةَ السُّوءِ ما هكذا المرءُ يُحفَظُ
إذما كانت منه الخِصالُ تُشرِّفُ

هذا طه هذا النبي هذا أبوها يُعرفُ
لِمَ تركتم مودتَها وهو فرض لا يُجبَرُ

على أنفسكم جنيتم واهًا لأمكم تُهبلُ
كما على نفسها براقش تجني ولا تُعذرُ

ماذا تقولون للنبي غدا وهو يسأل
ماذا فعلتم ببضعتي والأمانة تُحفظُ

هذا جوابنا للنبي أنَّنا ولو كنَّا نُقطَّعُ
ما كنَّا في ذا الزمان في كريمتك نَحنثُ

هي ماء الشُّؤون منَّا هي المدمعُ
هي إنسان العيون هي منَّا المهجعُ

فسلام عليها مع الشمس تشرق
وبها القلوب منا دوما صاحِ تنبضُ

السيد علي شكر
الأحد يوم ولادة الطهر البتول
٢٠ جمادي الثاني ١٤٤٣ هج.
الموافق ٢٣ كانون١ ٢٠٢٢ م.