إنها الحرب

منيرة أحمد – موقع نفحات القلم

انتقل النور واختبأ الامان .. حلت الظلمة بغتة وعم السواد , لا أعرف كيف يحبون الظلام لا أدري كيف استطاعوا قبوله حين أتى ذاك الغمام الأسود حل الظلام تحولت الحياة إلى أشباح متنقلة تحمل الموت والدمار والخراب , لم توفر بشرا ولا حجرا ولا شجرا
كان على من يحمل إنسانيته ووطنه في قلبه أن ينبري مداقعا , تنادى الجميع تركوا متاع حياتهم وانطلقوا لبيك يا وطننا نحرسه بمآقينا ,
أتجول في المنازل والحدائق وأماكن العمل والمشافي والوجوه والعيون حاولت رسم لوحة ما كانت الألوان كثيرة رسمت بعض لوحة فما احتاجه لرسم اللوحة كاملة أكبر من وقتي وقدرتي لكني أعتقد بأني رسمت لوحة حملت كل الألوان علقتها في صدر قلبي .
مرحبا : كيف حالك ما الذي جعل تلك التجاعيد وبقايا الحروق تغزو وجهك ويديك … إنها الحرب أين كنت وما الذي فعل بك وقد فقت ثلاثة من اطرافك ؟ .. إنها الحرب
أيها الجميل صاحب الروح المرحة :تقول انك تسمعني ولا تراني ما السبب ؟ إنها الحرب
سيدتي اراك يومياً ومنذ الصباح تجلسين على كرسيك أمام الباب ما السبب؟ أنتظر أولادي المسافرين بعيداً.. أنا اراهم أسمع رنين ضحكاتهم وحين يأتون ساعد لهم اشهى الماكولات .. نعم أنا اراهم وسيقبلون واضمهم إلى قلبي … ولماذا سافروا ؟ …………………. إنها الحرب
ما الذي جعلك تسكن وأسرتك ذاك المكان الموحش الضيق …؟ كنت أعيش بامان وسلام . وحل الظلام ومعه أهله فبت واسرتي مشردين , إنها الحرب .
أوه المشهد قاتم …القلب لم يعد يحتمل مزيدا من مشاهد , فتشت علبة الألوان أمسكت لونا أخر منها .
مقعد على كرسي بعجلات يملك جسدا مع يد واحدة والكثير من الأمل …. جميل الطلة ظريف المعشر . دعانا وحضرنا حفل زفافه بمن أحب , الجميع سعيد لأجله .. لم تتركه حبيبته ولم يترك الامل .. فريد من كان في مثل حالك فقد الأمل وكره الحياة , لا يا أنستي أنا مؤمن بقدري وعاشق لوطني , فقدت أطرافي وربحت وطني ولم تهزمني الحرب .
على كرسي متحرك يتنقل من مكان لأخر إنه الشلل النصفي بدايات عذابات انهاها وليد بإدارة محل ويستقبل الناس بكل مودة ولطف يشارك متنقلا من مدينة لاخرى بكل الاحتفالات والانشطة , كيف تجد الحياة ..؟؟ رائعة جدا يكفي أني انتصرت عى الظلام وفشلت الحرب .
أغلقت علبة الألوان وانا بحالة تشبه ألوانها مفردة ومختلطة .. لا أدري ما الذي جعلني افتحها وأسير من ألوانها لأعيش كل تلك المشاعر ,كل ما اعرفه أن كرهي للظلام تضاعف … وبت احمل قنديلا أضعه بجانبي كي يبقى النور رفيقا لي .

منيرة أحمد موقع نفحات القلم

شاهد أيضاً

الاعلامي في طرابلس سامي كليب في لقاء حواري خاص نظمه المركز بعنوان “غزّة حلقة في مسلسل التدمير الممنهج للوطن العربي”

استقبل مركز مولوي الثقافي برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، ضمن فعاليات طرابلس …