دعوة إلى الحب للشاعرة وفاء يونس


الشُّاعرة وفاء يونس في دعوةٍ إلى الحبَّ.
تياسَرت لها نعمةُ الكلمةِ والشَّعرِ، فَمَلأت يَراعَتها، من طَفْحِ دَوَاتِها،على وَقْعِ الوفاءِ والوَجْدِ، والدَّعوةِ إلى الحبَّ.
شاعرةُ الصَّلاةِ للحبَّ وفاء يونس، استظهرت لمغامرةِ القولِ، والنّجاوى، والشَّعر، فَزَكَّتْ غزّارَتها، بالاستعدادِ الوثيقِ، والشّموخِ، على كثيرٍ من الرَّفعةِ، واطمئنانِ القلب .


صاحبةُ هذه الدّعوة أصيلةُ التَّلاعُب بمتُع الشعورِ، عريقةُ الوَفاءِ، والأداءِ ساعةَ التّعبيرُ، حُبٌّ وشميمٌ، ومخابئُ دِفءٍ، ونجاوى متمرَّدة، ودعاءٌ يطولُ الحبيبَ والوطنَ والأرضَ.
وفاء يونس..
كَتَبتْ بصِدقٍ، فكاَنتْ أحنى الشَّاعرات ضُلوعاً على الأفكارِ والكلماتِ، فشدَّتْ تراكيبَها ومَشَاعِرَها بنياطٍ، حامِلَةً ما كَتَبتْه عيشاً، أو ملازمةً في التَّعاطي والتّواصُل، حيث جَعلتِ الشَّعر الوِجدانَّي، مزاحِفَ مُعصِراتٍ، كي يَعيشَ الظمآنُ بخيرٍ وَرِضى.
لقد عَجَنَتْ قَصَائدَها بمعاصِرِ المِدادِ، والحُبَّ، وَلَهَبِ اللَّواعج الحرارِ، وفي الخاطرِ والبالِ، دعوةٌ وفائيَّةٌ، تجاورُ البَوحَ في طيبِ المراشِفِ، ونتاجِ العقلِ والقلب .
حُروفُها أشبهُ بأطرافِ العذارى، التي تغنجُ، بِحضْنِ عاشقٍ مفتونٍ بالجمالِ، وما إلاَّهُ باقياً فيها، تقولُ:
خُذني بأحضانِكَ
كي تهدا
روحي….
وَرَماني العِشقُ…
بأحضانِكَ…
فغابَ من عُيُوني
كلُّ الرَّجالِ…..
على أنَّ التَّراكيبَ تُلَمُّ بالجُفونِ، والتَّضحيةِ مِن أجلِ وَفيَّ لوفاءٍ، ونبضِ قلبٍ، يُمزَّقُ مرآةَ الأحلامِ، والنَّسيانِ واجنحةِ الخيالِ، وآتياتِ الشّوقِ الآتي مِن أبعادِ الفؤادِ والأحلامِ الضائعةِ.
الشاعرةُ يونس، ترمي درُرَها ، كما التعاويذُ، ومن ثَمَّ تحافظُ على أسرارِها كراهبٍ لا يِعرِفُ البوحَ، فهذِهِ أيضاً من لُعبِ الإبداعِ الشّعريّ.
عالجَتِ القضايا الداخليَّة بمستوى العارف، أو بمستوى حطَّ الطَّرْفِ في الطّرافة، وكانت بذلك، كالمرأةِ التي تُعاليجُ العينَ بالمرودِ، والأرواقِ، وأحياناً بأُغنيةٍ ملأَى بالجراحِ والإرهاق، جاء في سياقِ، قصيدة و”اذوبُ صبابة”:
آه يا حبيبي
لو تدري
كيف يهزُّني الشَّوق إليكْ
يَهُزُّني كما تهزُّ الرّيحُ
أوراقَ الشَّجره
….والفَراشاتُ تتسابقُ نَحْوَكَ
لتخبركَ كم بقلبي
قلائدُها في تلكَ الدَّعوةِ إلى الحُبَّ، رَشَّتْها بالمسكِ، ونثير الشَّميم والأفاويهِ، ومِن هناك عاجتْ نحو الوطنِ، لتربطَ، رايةَ المحبَّةِ، برايةِ الأرضِ والحق، مِن دونِ قَلَقِ تقولُ :
أرُيدُ قلباً
يُسبَّحُ الخالقْ
إنساناً
إلى البرَّ يُسابقْ
ويدَ الرَّايةِ،الحقَّ
يُعانقْ..
إنَّها شاعرةٌ تَحمِلُ في كُنهِها نقاءً، وَجُرأةً، وَقَلَماً غنوجاً، يمتازُ بالشَّفافيَّةِ، حيثُ العَتْبُ والمَوجدةُ، وكلُّ ذلك من زوايا مُحترفِها، أمّا التواصُلُ فمن مكنوزِ العاطفةِ والفواصِلِ المضيئةِ.
أراها تغوصُ في نفسِها على الدُّرَّ، مِن هنا، أرادت أن تعيشَ على تساؤُلات ضمنيَّةٍ، ومهما يكن فبَسَطُ يَدِها،على مِساحة بوُسعِ المحبَّة وأرضِ لبنانَ، ونفسِ عاشقِها، فهي عُذريَّةُ الملمس.
تمسحُ الأضواءَ بالبَصَرِ والذَّوقِ.
أمَّا عشقُها، كعشقِ الرّيشةِ الولوعِ بالصَّرير على الوِرَقِ.
مِن ثوابتِ وفاء يونس، انَّ بينها وبينَ الآخرين، خيطٌ سِحري، يفعلُ فِعلهُ في النفس.
في ديوانِها، تُريدُنا أن نكون مَعها أبداً.
ثمّ تدعونا إلى وَهْج معتزمِاتها، وقراءة شعرِها، كمن يَدعو إلى جَمْعِ الكواكبِ، والمَعنّقاتِ، وَحطَّةِ الأناملِ المهيلة على القِرطاس.
وبعدُ؟ تُريدُنا أن نُعليَ دَواليها،على المساويكِ، من دونِ أن تنسى دعوتها إلى الناس، ليجعلوا المحبَّةَ قائمةً بينهم، أولئك الّذين فَرَّقتهْمُ البغضاءُ، فأضاعوا المقدَّسات وفلسطين، نتيجة التقاعسِ وعدم المحبَّة.
أقلامُها تنثرُ المفرداتِ، لتاخُذَ مكانةً في الشَّعر العربيّ، مِن دون تردُّدٍ، وإن بَدَتْ أحياناً تلجُ العباراتِ بِخفَرِ بيَاضِ القولِ .
أمَّا الصُّوَرُ، فترامتْ على الرَّقاعِ بزهوٍ، حتَّى خلتُها سقطَ لمعةٍ تُشبِهُ لمعةَ سيفٍ، تلاعبُهُ وفاء يونس .
وفاء سَلِمت يداك
د.ميشال كعدي٢٠١٩/٩/٢٠

شاهد أيضاً

الشيخ الرشيدي:”متمسكون بخيار المقاومة والبندقية، سبيلًا وحيدًا لاستكمال تحرير الأرض والمقدسات”

أكَّد نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان الشيخ خضر الرشيدي: “أننا، كوننا لبنانيين، لا …