د.السيد محمد الحسيني
– ماذا تفعل في المقبرة وحيدًا وفي منتصف الليل؟
– انبش القبور .
– هذا إثم عظيم ! أغرب عن وجهي قبل أن ارديك قتيلًا .
– انا لا أهتك سترهم بل أفرِّغ ما لديهم من أفكار لم ينجزوها في حياتهم .
– حسنًا، هات ما لديك على رأس ذاك الميت .
– رأسه فارغ من الافكار ! يبدو أنه أنجز تحقيق احلامه كلها .
إنه حالة فريدة ! .
– أخبرني عن صاحب ذلك القبر هنالك ..
– هذا رأسه يرشح من كثرة الافكار التي لم يحققها ، كان يسعى لبناء دار للعجزة لكن الظروف عاكسته ربما تعرّض للسرقة او أنه اتهم بجريمة لم يرتكبها فسُجن مدة طويلة مع الاشغال الشاقة ومات مظلومًا …
– حسنًا سأحقق له حلمه ، غدًا ستأتيك جنازة احد المتنفذين اللصوص فاحرص على دفنه عميقًا في الأرض …
لم أكد أكمل حديثي معه حتى إختفى فجأة !
وجدت نفسي في سريري والظلام الدامس يحيط بي ، تلمست المصباح الى جانبي فوقعت يدي على كوب الماء خاصتي تناولته وشربت ثم اشعلت عود ثقاب لأرى امامي مباشرة صورة حفار القبور يلوح لي بيده ويتوارى خلف الجدار …
من كان منكم بلا حلم فهو ميت.
د.السيد محمد الحسيني