الجندي الذي لم يطلق النار على أنطون سعادة..

 

كتب أحمد يونس لي ولكل عشاق أنطون سعادة:

ليعلم القاصي والداني من هو هذا البطل المجهول ولنعطه حقه ولو بعد ٣٥ سنة من ذهابه ليسكن في جوار الزعيم أنطون سعادة:


هذا الرجل هو سلمان عبد الواحد آل يونس من النبي رشادة وهو جار لنا ، هذا البطل المجهول قال لي : ذات يوم وأنا في زيارته : يا عمي أحمد عندي خبرية ما قلتها لأحد في حياتي ولا حتى لزوجتي لأنه سيقولون عني حمار ، وانا ما ندمت على فعلتي بعد ٣٠ سنة ، يا عمي كنت عسكري في الجيش و كنت عايش أحسن حياة لما كان أصحابي ينامون جائعين ، وقد تم اختياري مع فريق الإعدام لإطلاق النار على الزعيم الكبير التاريخي المثقف الذكي القوي البريء المظلوم أنطون سعادة ، وقد حزنت في قلبي وما رفضت، وذهبنا لإرتكاب أفظع جريمة، وأخيرا وصلنا ، ورأيت الزعيم فلم ينظر إلينا ولم يكن خائفا” ولم يكن مرتبكا” وكأنه شفق علينا عوض ان نشفق عليه، وكان في عينيه بريق لا تراه إلا في رؤوس الجبال و في شعره زوبعة لا تراها إلا في درب المجرة ،وكان في حاجبيه حدة وشدة لم يعرفهما إلا ذولفقار ، وكان في كتفيه قوة و جبروت كأنه يحمل هموم الأرض والسماء دون أن ينوء وكان يلتفت يمنة ويسرة كأنما هو يطمئن على من يترك وراءه من فقراء ومساكين و جياع ومعدومين ويتامى وأيامى و مظلومين :
ثم… و يا لعنة الله على هذه ال ثم . ثم وبدأ يصرخ كالطفل : ثم أطلقو النار ولم أطلق ، قتلوا ولم أقتل ، ظلموا ولم أظلم ، ذهبوا إلى جهنم ولم أذهب
وإذا بقائدنا يصرخ : اعتقلوا سلمان يونس ، اعتقلوه قبل أن ينتقم لأنطون سعادة فإعتقلوني واقتادوني وسجنوني وما حاكموني وما سألوني ، وفي الصباح أمروني أن أغير ثيابي وما علموا أن جسدي كان يرتدي ثيابهم ، وكانت روحي تحلق فوق السحاب جنبا” إلى جنب مع الروح العملاقة الجبارة روح الزعيم أنطون سعادة .

 

شاهد أيضاً

🟤🟠 رهنت خاتم زفافها لتمنح زوجها جائزة نوبل..قصة “مرسيدس بارشا” زوجة الأديب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز..

  غابرييل غارسيا ماركيز ، الكاتب الكولومبي الأشهر في العالم وأحد أعظم الكتاب في عصرنا …