السيد محمد حسين فضل الله

زينب القائدة الرسالية:

العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (قده)
📖✒️🌹🌷

 

“ونستوحي من مواقف السيدة زينب عليها السلام ، أنَّ زينب(ع) كانت تملك علماً تستطيع من خلاله أن تتحدَّث في الموقف عن آيات الله ، وأن تنطلق لتوبِّخ يزيد ، ولتعرِّف مجتمعه بالسّيرة النبويّة الشّريفة وبالرّسالة الإسلاميّة ، ونفهم من ذلك، أنّ السيدة زينب(ع) كانت قوية الشخصية ، فلا ترتجف أمام سلطان يزيد ولا أمام قوّته وجيشه. كانت كأبيها عليّ(ع) الذي قال: *”لو تضافرت العرب على قتالي، لما ولّيت عنها هارباً”* . كانت ابنة عليّ وأخت الحسين والعباس، وكانت الإنسانة التي تملك قوّة الشخصيّة وعزّة النفس، ولذلك، لم تقف ذليلةً أمام يزيد وابن زياد، بل كانت تعيش موقف الإنسانة العزيزة في شخصيّتها، وقد تمرّدت على كلّ أساليب الذلّ الذي أراد يزيد وابن زياد أن يسيطرا بها عليها.
وكانت(ع) في كلّ مسيرتها، تملك الشخصيّة القيادية، كانت القائدة التي استطاعت أن تكمل حركة الثورة الحسينيّة، ولو لم تكن زينب لماتت هذه الثّورة، ولكنَّ الحسين(ع) ضحّى، وزينب أكملت التضحية، وعرّفت العالم ما معنى ثورة الحسين(ع). ولذلك، فإننا عندما نتذكّر زينب والحسين، نعرف كيف انطلقت كربلاء بقيادة الرّجل المعصوم والمرأة الّتي ارتفعت وعاشت روحيّة العصمة ، وإن لم تكن واجبة العصمة .
وكانت زينب (ع) الإنسانة الصابرة الصامدة. أمّا الصورة التي ينقلها الكثيرون من قرّاء العزاء، والذين يحاولون أن يصوّروا زينب بأنها ضعيفة مهزومة ذليلة ؛ فهي ليست صورة زينب(ع) ؛ إنّ صورتها هي صورة الإنسانة القويّة الصّامدة الصّابرة المتحدّية.
ونحن حينما نتذكّرها، فإنَّ علينا أن نجعلها القدوة التي نقتدي بها في مواقف القوّة أمام الطغاة والظالمين، وأن لا نضعف أو نهون أو نسقط. وهذا ما يجعلنا نفهم أنَّ المرأة المسلمة عندما تعيش روحيّتها وقوّتها الإسلاميّة، فإنها تستطيع أن تنتصر على الرّجال في أقوى المواقف، كما يمكنها أن تسدَّ نقاط الضّعف في المسيرة”.

شاهد أيضاً

“المؤتمر الشعبي اللبناني” في الشوف زار مستوصف بلدة حلبا في محافظة عكار

زار وفد من “المؤتمر الشعبي اللبناني” فيالشوف  و“المجلس الشعبي” في إقليمالخروب محافظة عكّار، حيث استقبله …