قصة قصيرة وواقعية٠٠٠

من كتاب ألف ويلة وويلة للراشدين ٠٠٠
وهو في مراحله الأخيرة من التأليف ٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة

بداية٠٠ أريد أن أعترف بأنني ومنذ الصغر أرتعب من الزواحف (والزاحفين)٠٠ أما الحَيَّة فلها في القلب رعب خاص٠٠ وهو ما يسمى اليوم فوبيا الزواحف٠٠٠
وحاولت مراراً أن أكسر هذا الخوف٠٠ وسألني المعالج ما اذا كنت اذكر من طفولتي ما كان يمكن ان يؤسس الى هذة الرَّعبة؟!..
في الصغر قرأت كثيراً عن قصة الخلق٠٠٠
وكيف أن الشيطان (الناري) أغوى آدم (الترابي) عن طريق زوجته حواء (الهوائية)٠٠ وبواسطة صديقة مشتركة بينهما وهي الحيّة (البرج المائي)٠٠ والتي كانت مقربة من المدام لجعل آدم يعصي ربّه٠٠ ومن بين روايات وتفسيرات عديدة٠٠ ربما أنا اقتنعت بهذة الرواية وكل تداعياتها٠٠ وكرهت الحيّة وغدرها وخيانتها!!..
وصودف لاحقاً ان شاهدت فيلماً سينمائياً رومانسياً عن صداقة بين المرأة والحيّة٠٠ وأعترف أنني لم أستطع تكملته وهو كان بالنسبة لي فيلم رعب٠٠ لذلك لن أتطرق إلى تفاصيله!!..
وكلنا يعرف عن شغف الأنثى بالحية الذهبية والجواهر المتثعبنة (الثعبان) منذ أيام الفراعنة وما قبل إلى يومنا هذا٠٠٠
وكذلك أذكر تحذيرات رجال الدين عندما كنا صغاراً ورهائن لتوصياتهم٠٠ وكم خوفونا من الحياة في خطاباتهم (وفي ذهني وقتها عالق انها جمع حيّة)٠٠٠
لدرجة كرّهونا الحياة والحيّات٠٠ وكذلك فعل بنا رجال السياسة وحاشيتهم الذين قرفونا اياها لاحقاً بممارساتهم٠٠ وكأنه تنسيق مبرمج وممنهج بينهم ليتم تحضير الأجيال الى هذا الواقع المسموم٠٠ وخاصة اننا أكتشفنا لأحقاً ولو متأخرين بانهم يستمتعون سوياً بنِعم الحياة الدنيا (تحت غطاء هذا من فضل ربي) وعلى حساب الفقراء والبسطاء والطيبين!!..
وصدق بذلك قول الإمام علي (ع): ما متع غني (او زعيم) الا بما حرم منه فقير٠٠ او طيب بسيط٠٠٠
ولكي أختصر٠٠ المهم حاولت كسر هذة الفوبيا٠٠٠
فمثلاً حاولت اقتناء حيّة في مكتبي وداخل مرطبان (قطرميز)٠٠ لعل وعسى نتعود على التعايش ولو من بعيد٠٠ ولكن بقيتُ طوال اليوم مستنفراً متوجساً وافكر: ماذا لو إنكسر المرطبان بسبب زلزال أو قصف مدفعي أو قط الجيران٠٠٠٠٠٠ وفي اليوم التالي تخلصت منها قبل أن تفعل هي!!.
وانتقلت الى الخطة – ب – وطلبت من صديق صياد وعنده خبرة (وهو صرفندي واذا كان اليوم موجود في لبنان سيتذكر وقد يعلّق على الموضوع) في صيد الحيّات وشويها بأن يأتي لنا بواحدة٠٠ فكان ذلك وحرزانة٠٠ وكنت اعتقد انه يمكن بعد أكل قسم منها قد أكسر هذة الهالة وخاصة انني كنت سابقاً قد تذوقت الضفادع وزواحف أخرى وكانت الأمور لا بأس ٠٠ إلا الحيّة٠٠ فالمنظر كان كفيلاً بالرعب و بالإبتعاد!!..
وبقيت على هذا الحال والمنوال لا بل ومع تفاقم٠٠ لدرجة صار ينقزني النربيش (وخاصة نبريش الأرغيلة وكل ما يعسعس على الأرض وفي النفوس) ٠٠٠
وهنا تذكرت ومن ايام المدرسة خبرية ابي العلاء المعري الذي من شدة تشاؤمه وكان قد خرج من بيته وصادف على الأرض عصاً معكوفة وبجانبها حبة تمر٠٠ فقرأها لا تمُرّ٠٠ واعتبرها رسالة شؤم وانذار ٠٠ ورجع!!..
وهو القائل وبسبب عاهة جسدية: هذا ما جناه ابي عليّ وما جنيت على أحد٠٠ ولم يتزوج٠٠٠
وانا قررت كسر كل انواع الفوبيا بالزواج٠٠ نزولاً عند قول الإمام علي: إذا خفت من شيء فقع فيه٠٠٠
ولكن ٠٠ كان ما لم يكن بالحسبان٠٠
ولم يطل الوقت وذات ليلة بهيمة (ليلة منيّلة ) ٠٠ عقصتني الحية ومن داخل الوسادة وفي عِزّ النوم !!.. ( هيدي غير فيروزية: من عِز النوم بتسرقني وبهرب لبعيد بتسبقني٠٠ هيدي: وبعز النوم بتعقصني وبطلع عالتخت بتسبقني٠٠٠) !!..
وتذكرت قول ستي: اذا كان لك نصيب في عضّة الكلب سيعضك ولو كنت على ظهر الجمل ٠٠
وفي الطواريء تبين انها كانت مجرد عضَّة حيّة٠٠ ولكن أصعب من العقصة٠٠ وقيل لي انه من الأفضل لو كانت لدغة٠٠ وخصوصاً أنني أخذت نفس العلاجات والمعاناة ٠٠٠
وكذلك لم أكسر الفوبيا ولم أكسب المناعة !!..

بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠ مجلة كواليس ٠٠٠

شاهد أيضاً

إيران: نؤكد وجود مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط

ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة تؤكد الأخبار المتداولة بشأن مفاوضاتٍ غير مباشرة بين طهران وواشنطن …