” إنّ الخوارقَ ليست تُعاد”

عمر شبلي
رئيس تحرير مجلة المنافذ الثقافية

آهِ، أيها الموتُ في الحياة. انت قاسٍ وصعب على الرغم من أنك تتعامل مع طقوس الجسد المصنوع من الزمن ومن والتراب، وأعلم أنّ الروح لن تكون على آلتك الحدباء، ومع ذلك نحزن لفراق الجسد لأنه إناءٌ للروح، وحين أرى جسدك المسجى على الآلة الحدباء يافقيد الأدب والثقافة والوعي والإنسانية السمحاء يا صديق الروح والكلمة يا فضل مخدر أردد مع الشاعر الفرنسي فيرلين: “إن الجسدَ لحزين” إن جسدك عائد إلى ترابيته ولكن روحك لن تبرحَنا أبداً، وكيف يبرحنا من تحوّلَ إلى كلمة ملتزمة بكل القيم الإنسانية الخالدة التي نذرت لها وجودك أيها المسافر الذي لا يسافر والذي سيبقى في محطات أعمارنا كلمة وفكراً وموقفاً وروحاً. لقد كنت شيخاً رائع التمدن لأنك آمنت بالإنسان مشروعاً حضارياً يعمل للتواصل مع إنسانيةٍ كاد ينضب معينها من متْحِ دلاءٍ غير نظيفة. لقد كنت نظيفاً لأن كلماتك ستبقى مناهل للأرواح الظمأى للنور أيها المسافر المقيم. كم نحن بحاجة لك ولفضلك يافضل، سنبكيك غائباً في التراب وحاضراً في الكلمة نعم في الكلمة التي كانت في البدء والتي تلقّاها آدمُ من ربه فخرج من إثمه .
قم الآن ودع كلماتك تكمل طريقها في ظلمات هذا الواقع الصعب.
كم نحن بحاجة لك يا فضل أيها الراحل من غير وداع.
عمر شبلي
رئيس تحرير مجلة المنافذ الثقافية

شاهد أيضاً

أنتقل المشهد من غزة إلى رفح ويجب الرد بالنار

بقلم الكاتب نضال عيسى التفاوض لا يقل أهمية عن خطط الحرب. فكما يخطط للحرب العنيد …