رأي خاص بالذكرى…

د. وسام حمادة

على وقعِ موسيقى الجيش اللبناني حَضر المُتنبي مُعتلياً مِنبر الرؤساءِ الثلاث ووزراءِ البلاط صادحاً بقصيدته العصماء عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ…عيدٌ لإستقلالٍ مؤزوم يُطِلُ وللمرة 78 على وطنٍ لم يعرف معنى الإستقلال الحقيقي، وطنٌ ما زالَ أسيرَ القيد الطائفي والعصبيات المذهبية وأسيرَ الرِهانات الخاطِئة على مستعمرِ الأمس حليف اليوم وأسيرَ تهديدٍ يومي من عدوٍ إستباح سماءه وماءهُ وترابه، واليوم يسعى جاهداً لاحتلالِ باطن الأرض ليبقى عنوان الإستقلال رهينةَ القوةِ المفروضة على وطنٍ لم يكن له يوماً حُريةَ القرار أوالخيار بتسليحِ جيشه وبقيت حُريته مرهونة لِهباتٍ ومساعداتٍ وتقديمات ومعونات جُلّها عناوينَ صُحف مدفوعة الثمن في صناديق السيادة السياسية وهي لم تستطع يوماً أن تُبلسم جراحَ تيارٍ كهربائي اشتاقت المصابيح لحضوره الساطع ولا عودةُ مياهٍ لمجاريها ولا استشفاءٍ يعاني من مرضٍ عُضال ناهيكَ عن تعليمٍ غُب الطلب ونفاياتٍ على مدّ عينك والنظر واليوم يُطلّ علينا استقلالنا بقيدٍ علني أسر للحياة السياسية عبر حصار جائر من عدو أعلن قيصره منع الدواء وحليب الأطفال عن شعب هو بلأساس محاصر من قياصرته الفاسدين سارقي الأحلام والدولار مدعي الحرية والسيادة والإستقلال لتبقى صرخة المتنبي تصدحُ في سماءِ الإستعراض المنهار عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ…

شاهد أيضاً

تكتل “التوافق الوطني” التقي فرونتيسكا في دارة كرامي

التقى اعضاء تكتل “التوافق الوطني” النواب فيصل كرامي، عدنان طرابلسي، محمد يحي ،حسن مراد، وطه …