يمكن قاسية وبتوجع بس هيدي الحقيقة..

 

الدكتور وسام حمادة

إذا حدا سألك أنت من وين، ما تستحي وخبرهن بالصوت العالي أنت مش عارف حالك مع مين عم تحكي أنا من بلد الطوائف الطايفة ع بعضها والمذاهب الكارهة حالها، من بلد الأحزاب المرتهنة لصانعيها وجمعيات المنفعة وأندية الوهم، من بلد الحارات المستقلة عن جيرانها والشوارع لِما بتعرف إشارة المرور والعتمة المستدامة والنفايات المعطرة لأجواء الموزاييك الفريد، من بلد المياه الملوثة والشطآن المنهوبة، من بلد أشرف حاكم فيها يحمل رتبة فاسد أو حرامي، من بلد رجال الدين فيها شركاء للفاسد وسلاحهن كتاب فيه سطر واحد وكلمتين “خط أحمر”، من بلد المريض بموت ع باب المستشفى و شباك الزعيم، من بلد كل شلعة عندها كراز ودولة ترعى مصالحها وتؤمن علف غنماتها، من بلد رجال القانون فيها موظفين صغار عند الزعيم، والقانون حبر على ورق لخدمة المسؤول، والدستور حَمّال أوجه وغب الطلب، وما تنسى تقلهن أنك من بلد موظفيه جيش حزبي مفرغ وعاطل عن العمل وإنتاجه فقط عند كل إستحقاق إنتخابي ، وقلهن انك من بلد ما حدا حافظ نشيده الوطني وكلهن حافظين نشيد أحزابهم ودول الرعاية الحزبية، وإنك من بلد أسقطوا علمه أبو أرزة ورفعوا محله أعلام قوس قزح وعلى مد عينك والنظر، وأنك من بلد انسرقت فيه أحلام الشباب مثل ما انسرقت أموال أهاليهم على أيدي لصوص الهيكل والمصارف، وإنك من بلد المخدرات فيه أرخص بكثير من رغيف الخبز، والدعارة مشرعنه وكلاس، والعمالة وجهة نظر، وأنك من بلد كان بيوم من الأيام حلو وأخضر واليوم جراد الكسارات أكل الأخضر واليابس وما بقي إلا عكشة صخر وعجقة حجار ما فيها حياة، والنهر لشربوا منه جدودنا تلوث وما عاد صالح حتى للحيوانات، وخبره إنك من بلد زرعوا فيه الخوف بين أهله والحقد بدل القمح، والنفايات السامة بدل الأرزة، قلن إنك من بلد بيحكي كل اللغات ومع ذلك ما بنفهم ع بعض، والتاريخ عنا وجهة نظر والحاضر مأساة والمستقبل مرسوم سلف من المستثمر، وأنك من بلد كان بيوم من الأيام مسرح عالمي للثقافة والفن والأغنية الراقية واليوم العرض الوحيد على خشبة المسرح عمل درامي مُمل لمخرج قاتل ومنتج حرامي وممثلين كومبارس فاشلين برتبة مواطن لم يتقنوا إلا تقديم دمهم المتنقل على خشبة العيش اللامشترك.
وآخر شي ما تنسى تصرخ وبالصوت العالي إنك فينيقي لبناني…

شاهد أيضاً

في أجواء سورة الجمعة

✒️ المرجع الراحل السيِّد محمد حسين فضل الله. 📖 تفسير من وحي القرآن . _________ …