الضربة الدرس مقبلة لا محال من أجل المؤتمر التأسيسي!

بقلم// جهاد أيوب

لم يعد بالإمكان العيش مع هذا النظام اللبناني العفن، وبدأت الدول الاستعمارية الغربية تفكر بتغييره كلياً، هذا النظام يعيش ما بعد الافول، والأصوات الغربية تطالب بدفنه، وحالياً فرنسا تقوم باتصالاتها مع غالبية القوى المؤثرة في لبنان، وتحديداً مع ح…ب الله والرئيس نبيه بري بعيداً عن الأضواء للقيام بمؤتمر تأسيسي في باريس قبل وقوع الحرب الأهلية… ولن تقع لآن الأقوى لن يفتعلها حتى الآن!
تعتبر فرنسا أن النظام اللبناني الميت يؤسس إلى حروب داخلية مستمرة، ولمست ما بعد اغتيال رفيق الحريري كم الحقد المتجدد بين اللبنانيين، وصعوبة العيش والاستمرار من دون حروب، ولكنها بعد مجزرة “الطيونة” أصبحت على يقين أن المؤتمر التأسيسي ضرورة قبل فوات الأوان!
عرض على الثنائي الوطني ” ح…ب الله وحركة أمل” الحكم في لبنان من قبل فرنسا وحتى من قبل أميركا، وإلغاء أدوار الجميع التبع، وكذلك إلغاء بدعة المناصفة في الحكم بين المسلمين والمسيحيين، ولكن العرض رفض منذ عام 2000، وجدد العرض هذا العام، ورفض أيضا ً!
صحيح مجزرة “الطيونة” غلطة فادحة من قبل من ارتكبها، ولولا وعي المقاومة لكانت الحرب الأهلية في أوجها الآن…هذه الغلطة التي ارتكبها الأحمق وطنياً يستفاد منها من قبل المقاومة دون شك، يستفاد للتأسيس المقبل للبلد، وايضاً لتراكم والمظلومية عند المقاومة، وهذا يندرج ضمن لعبة الفن القتالي الناعم قبل الضربة الدرس بعد الجريمة، والضربة الرد لا مفر منها مهما حسنا الصورة!
حينما صرح السيد حsن نصر الله أن لدينا 100 الف من المقاومين المقاتلين كان يقصد استغلالهم لمنع الحرب الأهلية اللبنانية التي يؤسسوا لها جماعة السفارات خاصة سمير جعجع !
كيف ذلك، وهذه ضد هذه، ولا يتفقان مادياً وتحليلياً؟
الكلام الفصل من السيد هو رد ذكي على ما صرح به القاتل سمير جعجع حينما اعتبر أن المقاومة أضعف بما كان عليه أبو عمار…وكان الرد ب 100 الف مقاوم مقاتل، والسؤال من قال أن الحرب الأهلية تمنع بتفاديها أو بالخوف منها؟ بل تمنع بوضع الكمين لها، وما صرح به السيد هو كمين المنع والقوة!
الحرب الأهلية تتفاداها بصدمة وبصفعة سريعة، فمثلاً كان الخوف من فتنة سنية شيعية، وساهم وتبرع وليد جنبلاط على اشعالها في 5 أيار، وهو اعترف أنه كان رأس حربة، ومنعت تلك الفتنة بذكاء حزب الله من خلال صفعة وبطش 7 أيار، ومن ثم الذهاب إلى الدوحة مهرولين بعد أن رفض فريق 14 شباط الذهاب قبل الصفعة، وللتذكير قبل البطش طلب الغاء القرارات المشبوهة والذهاب إلى قطر، ولكنهم تسلحوا بالسفارات كالعادة ليتلقوا البطش بسلاسة، ومن ثم ذهبوا بعباطة إلى الدوحة، وهذا سيتكرر قريباً لأجل المؤتمر التأسيسي الذي سيعقد في باريس!
في الدوحة ذهب فريق المقاومة متسلحاً بالرحمة على الفريق الثاني وبالشفقة عليه، ولم يأخذ فريق المقاومة كما كان يشتهي، وللحق الرئيس نبيه بري هو الذي أخذ وليس فريق المقاومة ككل، وجاء بسليمان رئيساً للجمهورية دون الجنرال ميشال عون، اما اليوم فلن يمارس ويعاد ما قد حصل، والضغوطات لم تعد تنفع، واللعب أصبح على المكشوف، والتواصل مع الزعامات والقيادات والأحزاب اختلفت، والمقاومة شروطها وطلباتها وحسمها أوضح من الوضوح!
الضربة الرد التي ستوصل إلى مؤتمر تأسيسي ليست في بيروت، هي ضربة كبيرة، وتستهدف زمر الوجود الأميركي في لبنان، وهذا ينعكس على حركة السفيرة كلياً، وللتذكير بما أوصله السيد هاشم صفي الدين في كلمته منذ شهر لجماعة السفارة!
نعم حزب الله ينتظر فرصة لفتح معركة حاسمة بحجم 7 أيار عسكرياً وبأضعاف مضاعفة على مستوى الارتدادات أهمها إعادة صياغة هوية لبنان، والذهاب إلى مؤتمر تأسيسي، ولن تتنازل المقاومة لأحد، أو الأخذ منها ومن فريقها دون حسمها هي، ولن تسمح الأتيان بالمهزوم إلى الحكم، لآن المعادلات كلها اختلفت، وما ذهاب البطريرك الراعي بهذه الطريقة الخجولة والمؤسفة إلى الرئيس نبيه بري لهي دليل على خوفه ما بعد الضربة، والذهاب إلى المؤتمر التأسيسي بعكس ما يشتهي، والأخطر خوفه من هجرة ما تبقى من مسيحيين لو طالت الضربة المعركة، ولو استمر الحال على ما هو عليه اليوم من انتظار المجهول في وطن المجهول!
300 الف لبناني هاجروا وغالبيتهم من المسيحيين اللبنانيين، وأي اشتباك جديد يعني رحيل ما تبقى من اللبنانيين، وبالتحديد من المسيحيين، وهذه تفهمها البطريرك الراعي جيداً بعد 24 ساعة من سكرة انتعاش جريمة “الطيونة”، وكلام فاعلها بأنها ميني 7 أيار أخاف الوجود المسيحي أكثر مما عاشه جعجع من انتعاش النصر الوهمي، والبطريرك اقتنع أن الواقع المسيحي لن يتحمل ردة فعل المقاومة إذا قررت افتعال 7 أيار جديد!
100 الف مقاتل يمنعون الحرب الأهلية بالقوة، وهذا علم بناء الأوطان الشبيهة بلبنان المتعفن بحروبه الطائفية، ومن شروط الرد “ضربة مقبلة لا محال” من أجل التأسيس كما اشرنا في أكثر من مرة، هي:
– الضربة البطش سريعة.
– قاسمة.
– مؤثرة.
– مباشرة.
وغير هذه الشروط لن تتحقق الضربة، وكل عناصر الضربة الرد أصبحت مكتملة عند المقاومة، وتنتظر الشرارة، وفي كل تاريخ لبنان الوحيد الجاهز لإشعال هكذا شرارة هو سمير جعجع، ومن الحماقة إشعالها، ولكنه سيشعلها…ونحن ذاهبون إلى مؤتمر تأسيسي للبنان وفي القريب العاجل، وقبل المؤتمر ضربة البطش!

شاهد أيضاً

تطبيق Truecaller.. حفظ للأرقام أم خرق للخصوصيّة؟

هل فعلًا يمكن لأي استخبارات التجسّس منه على مكالماتنا؟ وكيف يعمل؟   د. جمال مسلماني/ …