رسالة تجمع العلماء المسلمين إلى اللبنانيين لمناسبة يوم الشهيد

 

بمناسبة يوم الشهيد وجه تجمع العلماء المسلمين رسالة إلى اللبنانيين تلاها رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله هذا نصها:

مرَّ على مدينةٍ‏ فأحياها!..‏ مرَّ على الماءِ ففاض!‏.. مرَّ على الأزهارِ فانتشرَ أريجُها..‏ مرَّ على أرضٍ مُجْدَبَةٍ‏ فأثمرتْ‏.. مرَّ على النار، فأطفأها.. مرَّ على الجرحِ‏ صار الجرحُ بيدَرَ ضوءٍ‏ وسنبُلَةْ!.‏
يومُ الشهيد.. يومُ الشهادةِ لقدرةِ الدّمِ في الانتصار على السيف.. يومُ انسكاب الدّمع المختلطِ بزغرادت الحياةْ.. ليس انقضاءً للحياةِ.. وليس ذهاباً للوَهَجِ أو انطفاءً للنور..
هكذا هم “شهداؤنا عظماؤنا.. تاريخُنا أمجادُنا” ـ كما يقول سيدنا سيدُّ شهداء المقاومةِ الإسلاميةـ هكذا هم.. في كلِّ لحظةٍ يولدون.. وعند كل ذرة تراب من أرضنا يَتَعَمْلَقون.. هم أبداً حاضرون.. لا يغيبون.. ولا تحجُبهم الحُجُب عنا.. لأنهم اخترقوا حُجبَ النور.. فوصلوا إلى معدِن العَظَمَة. باسمهم افْتَتَحتِ الأوطانُ مواسِمَ عِزِّها.. ومن نجيعِهِمُ القاني تخضّبَتْ قممُ جبالنا العاتية.. وحقُّهم علينا أن يكونَ يومُهم يوماً وطنياً جامعاً.. ومن يريدُ أن يختلفَ على سلاحِهم لماذا لا يلتقي معنا على أن دَمَهم كانَ أولَّ الغيثِ وبدايةَ الحياة لأمةٍ أدمنتِ التعب.. ورَكَنت للظلم.. ورَضِيَتْ بالاحتلال.. لماذا يختلفون على سلاحهم.. ولا يريدون لنا أن نسألَهُم ماذا فعلتْ دبلوماسياتُ العالمِ أجمعِ بترابِنا.. وماذا أنْبَتَ الخطُّ الأزرقُ المرسومُ على وجنةِ الترابِ في وطننا. يومُهم هو دهرٌ من العزةِ.. ويومُ الخانعين دهورٌ من التقهقرِ والموتِ والفناء.. يومُهم بدايةُ حياتنا.. ويومُ السياساتِ المتماهيةِ مع قراراتِ التّأجيل والتّسويف والمماطلةِ والإمعانِ في الذُّلِ والهوانِ والاحتلالِ والاستيطانِ نهايةُ تاريخنا.. ومواتُ كراماتِنا.. وانتهاءُ عهودِ العنفوان في عزائمِ شعوبنا.
منْ يشككُ في مصداقية الدم هو إما واهمٌ أو ضعيفٌ وخائف.. وإما مسكونٌ بالهواجس الأمريكية الإسرائيلية كي لا نقول بأنه عميل.. لأن التُّهم في زمنِ العنجهية الصهيونية لا تصحُ إلا على المقاومين للمشروع الأمريكي الصهيوني.. لذلك نقول:
“يوم الشهيد.. هو يوم الدمِ الأحمر الواضحِ الجلي.. دم الحريةِ والسيادة.. دم العزَّةِ والكرامةِ.. دعونا نحتفل بيومه.. ولنردِّد مقولة شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب: “دمُ الشهيد إذا سقط.. فبيدِ الله يسقط.. وإذا سقط بيد الله فإنه ينمو ويستمر..”
في ذكرى يوم الشهيد نعلن في تجمع العلماء المسلمين ما يلي:

أولاً: لقد استطاعت المقاومة الإسلامية خلال أربعين عاماً أن تحقق انتصارات عظيمة ابتدأت بالتحرير عام 2000 وبالانتصار التاريخي عام 2006 على العدوان الصهيوني مروراً بتحرير الجرود من التكفيريين والإرهابيين من خلال الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة.
ثانياً: إن انتصارات المقاومة كانت في معارك ومواجهة مع العدو الصهيوأميركي وما زالت الحرب مستمرة وتتخذ أشكالاً مختلفة ولن تنتهي هذه المعركة إلا بزوال الكيان الصهيوني الذي بات قريباً بإذن الله سبحانه وتعالى.
ثالثاً: ما يحصل اليوم في بلدنا الحبيب لبنان من حصار اقتصادي صعب ليس خارجاً عن السياق العام للحرب الصهيوأميركية بل هو وجه جديد من وجوهها، وكما انتصرنا في السابق سننتصر في هذه المعركة أيضاً باعتماد الصبر والبصيرة وتمسكاً بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.
رابعاً: إن قيام المملكة العربية السعودية بالضغط على لبنان من خلال ما أعلنه وزير خارجيتها أنه يريد إزالة تأثير حزب الله على السياسة في لبنان إنما هو تعبير عن حقيقة الموقف السعودي المعادي للمقاومة والساعي للتغطية على هزيمته في اليمن وسعيه لفرض التطبيع مع العدو الصهيوني وهو سيفشل في هذا أيضاً بإذن الله سبحانه وتعالى.
خامساً: ندعو الشعب اللبناني وشعوب العالم الإسلامي لوقفة واحدة في مواجهة المشروع الصهيوأميركي والإنخراط في محور المقاومة مقدمة لتحقيق النصر النهائي على الكيان الصهيوني وزواله من الوجود

شاهد أيضاً

هل تنجح تركيا بإنقاذ نتنياهو حيث فشل الاخرون؟

ميخائيل عوض هزمت غزة في صناديق الانتخابات البلدية التركية حزب العدالة والتنمية هزيمة مذلة. ادت …