المقعد الدرزي في راشيا: “مواجهة شرسة أمام الإشتراكي والداوود يتمدّد”

“عدوى الإستنواب” في راشيا بين “سندان الإنقسام ومطرقة المقايضة”

تحقيق ـ أحمد موسى
*فرض المقعد الدرزي في دائرة البقاع الثانية ـ البقاع الغربي وراشيا ـ حالةً واقعيةً اتخذت من السياسة العامة واقعاً مختلفاً و”جدليةً” مختلفةً عن باقي المقاعد الأخرى، متصفةً بـ”التوريث” تارةً ومقزّمةً بـ”الإقطاعية” أخرى.

صحيح أن حضور “الحزب التقدمي الإشتراكي” ليس طارئاً في قضاء راشيا، والصحيح الأكثر أن “التقدميين” يُشكّلون “الغالبية” الناخبة في هذه الدائرة، لكن الإنتخابات الأخيرة ـ دورة 2018 ـ كانت بمثابة امتحانٍ “قاسٍ” على الإشتراكي ومرشحه ـ النائب وائل أبوفاعور ـ من حيث النتائج على المستوى الدائرة بشكلٍ عام، حيث كان يطمح أبو فاعور “حصد الغالبية”، لكن “رياح أبوفاعور جرت بما لا تشتهيه سفينة الإشتراكي”، فحصل ـ أبوفاعور ـ على 10677صوتاً في مقابل نيل خصمه فيصل الداوود 2041صوت، لكن “سقطة” أبوفاعور لم تكن على مستوى الناخب الدرزي إنما الناخب السني الذي حصد النائب عبدالرحيم مراد رقماً قياسياً على اللوائح الثلاث حينها 15111 صوتاً، ووفق مقربون وعارفون من “الإشتراكي” يصفون تلك النتائج يـ”السقطة الغير محسوبة”، من هنا ينطلق القيمون “انتخابياً” داخل الإشتراكي بـ”واقع المرحلة وحيثيات القاعدة والتحولات وتبدلات القاعدة منعاً للفشل”.

 

وائل ابو فاعور

 

*فكّي كمّاشة*
أما السقطة الثانية فتمثلت في خسارة الإشتراكي واحد من نائبيه قبل 6 أيار 2018، وعلى “مضض” حاول أن يبتلع “انتزاع” تيار المستقبل مقعد النائب انطوان سعد الأرثوذكسي، لتسير في خطة التنسيق المرسومة مع حليفه في الدائرة، بهدف رفع نسبة التصويت للائحتهما، وبالتالي، ترجيح كفة الكسور على مقعد رابع في الدائرة لمصلحتهما، واختيار غير موفق لمقعد الروم الأرثوذكس غسان السكاف الذي نال 995 صوتاً، فأضاف للإشتراكي “فشلاً” وأضفى قيمةً مضافة ورافعةً للمرشح الخصم إيلي الفرزلي الذي فاز بـ4899صوت، معادلةً وضعت الإشتراكي بين “فكّي كماشة” هذه المرة، فأبوفاعور يبدو أنه أمام “مواجهةٍ شرسةٍ” على مستوى الناخب الدرزي بعد معلومات من مصادر مقربة من الإشتراكيين عن “حالة تململ” وصلت حدّ “الإنقسام” بسبب “تفرّد واختزال القرار الحزبي والخدماتي ببعض المقربين المحيطين بأبوفاعور”، أمر جعل من شريحةٍ واسعة في حالة توجّس من “اختصار” الحالة الاشتراكية بأشخاص، والأمر الثاني إصابة الشارع الدرزي عامةً والحزبي ـ الإشتراكي ـ خاصةً بـ”عدوى الإستنواب” الشيعية، أمر وجدت فيه “المختارة” وفق مقربين انها تحتاج لإعادة دراسة و”تمحّص”، فرضت عليها “خلط أوراق” تجنّباً للسقوط والفشل والخسارة، خاصةً وأن المقعد الدرزي في راشيا هذه المرة أمام حالةٍ من “الكباش” الداخلي يتقاطع مع “تدخلٍ إقليمي ضاغط” لصالح الخصم اللدود طارق الداوود شقيق النائب السابق فيصل الداوود.

 

الداوود

 

*المواجهة الشرسة.. والداوود*
إذاً، الإشتراكي امام مواجهةٍ شرسةٍ وقاسيةٍ ومهلكة في آن، خاصةً وأن “حركة طارق الداوود لم تقتصر مع تثبت موعد الإستحقاق، بل بدأت طلائعها مع انتهاء نتائج انتخابات 2018، وسط حضور شبه دائم للداوود في راشيا، معالجاً العثرات ومكمّلاً ما عجِزَ عنه الآخرون وهم في السلطة”، ويقول مقربون من الداوود “أن حاجات راشيا كثيرة على مستوى الإنماء التي زادت في الفترة الأخيرة على مدى السنوات الأربعة، ونهضتها مجدداً، هذا الأمر بدأت معالمه تتجلى بوضوح ورؤية مختلفة عن السابق بفضل المتابعات اليومية من قبل الداوود”.
حركة الداوود “حيال تنمية راشيا ومساعدة أبنائها لم تقتصر على الخدمة العامة وحسب، وإنما تعدّتها خارج الحدود”، ولذلك، فإن حالة من “التأقلم” بين الداوود وأهالي راشيا تعدّتها لتشمل كثر من “الإشتراكيين”، وعليه فكثير من الشباب تمّت “تسوية أوضاعهم”، فلاقى الأمر “إقبالاً والتفافاً واحتضاناً للداوود على المستوى الدرزي وراشيا.
*الحراك*
عقبة لم تكن في الحسبان، إنه مرشح الحراك ـ 17 تشرين ـ رجل الأعمال نادي قماش حيث تتحدث أوساط من داخل الحراك نيتهم خوض معركة انتخابات 2022 به كمرشح تغييري عن المقعد الدرزي في راشيا، إلا أن اللافت فإن الحراك وبمرشحهم نادي قماش فإن “خطورة ترشحه” يصيب من الإشتراكي مقتلاً، وحتماً ستطال شضاياه الداوود لكن بنسب أقل تأثيراً.
وعليه، فإن مشهدية الصورة ستتوضح جلياً في القريب العاجل حيال معركة الإستحقاق النيابي في قادم الأيام التي ستتظهر خيوط اللعبة الإنتخابية القابلة إلى “المقايضة” بين راشيا وحاصبيا، وفق مصادر تؤكد “حصولها ودوافعها قوية وكبيرة”، وبالتالي فإن رهانات الآخرين بعد تثبيت أمر المقايضة ساقطة حتماً.
الإشتراكي رغم وجود “عقبة” حضور طارق الداوود الصاعدة والآخذة كالنار في الهشيم أمام مرشحه الأوحد أبوفاعور، راكمته حضور الحراك بمرشحه قماش الذي وجد في ترشحه مفاجأة أضافت إليه جملة من العوائق والإنكماش.

*بالأرقام*
تضم دائرة البقاع الثانية ـ قضاءي البقاع الغربي وراشيا، والقانون الجديد (مع النسبية) أبقاهما على وضعهما في القانون القديم يشكل الناخبون المسلمون النسبة الاكبر في هذه الدائرة وخصوصاً المسلمين السنّة إذا يبلغ عددهم نحو 68000 ناخب من أصل 140,853ألف ناخب وفق دورة الـ2018، وفي هذه الدائرة ست مقاعد، مقعدان للسنة، مقعد للشيعة، مقعد للموارنة، مقعد للروم الأرثوذكس، ومقعد للدروز.
ووفق دورة 2018 بلغ عدد الناخبين الدروز في كل لبنان 205.137 ناخباً، أمام في انتخابات 2022 فسيتجاوزون هذا الرقم، مقابل 1.062.102 ناخب سني وعلوي، و1.034.763 شيعياً و1.326.112 مسيحياً.
أما في راشيا حيث الغالبية الدرزية فقد بلغ عدد الناخبين (الدروز) في دورة العام 2018: حوالي ١٠٣٦٥ ناخباً.

شاهد أيضاً

أبو ستة للميادين: منع دخولي إلى أوروبا هدفه ألا أدلي بشهادتي أمام “الجنائية الدولية”

الطبيب الفلسطيني، غسان أبو ستة، يؤكد أنّ الهدف وراء منعه من دخول أوروبا هو منعه …