أمهات عابرة

بقلم  لبنى مهران

الحقيقة  أن الكثير منا  لا يدرك ما يعانيه  أطفال  الملاجئ  من  حرمان  ومعاناة ..فأنا لا أقصد حرمان من الأشياء  المادية  مثل المأكل  والملبس وغيرهم، ولكني أقصد المعنويات والأحاسيس والحب  والجو العائلي..
المؤثر في النفس أن كل طفل يرى أي سيدة  يناديها  بماما، فحين تسمعه يتمزق قلبك وتبكي روحك .. لأنه يقولها لبعض الوقت بشكل مؤقت  وللعديد من الأمهات  العابرة أثناء  زيارات بعض السيدات لهؤلاء الأطفال.. فكل يوم يري أما” مختلفة ،ولكنه تعود أن يناديها (مام) وفقا” لتعاليم الملجأ الذي علمه هذه الكلمة وعوده أن يقولها لكل سيدة تأتي لتزوره.
شئ  محزن ومؤثر.. أن تكون الأم عابرة  تأتي وترحل  وتأتي غيرها من آن لآخر…
من منا لا يبكي حين يعود من الملجأ.. من منا لا يبقى متأثرا” لبضعة أيام.. من منا لا يعاوده ذاك المشهد وذلك الأطفال الذين يعيشون  دون عائلة  ودون ترابط أسري..
لا أبالغ حين أقول أني في كل مرة أعود من الملجأ أظل أبكي طوال الأيام  وأصاب بحالة من اليأس
و ألشرود العقلي ..
فلنقف  لحظة ونفكر ..لما تأخذنا الحياة في التيه، وتسيطر علينا الأنانية ، ونعيش  بعيدا” عن هؤلاء
لما لا نحنضنهم وكأنهم  أبناءنا وبناتنا .. لما لا تتكفل كل أسرة بطفل
من هؤلاء حتي يعيش  ويسعد بالدفئ  والحنان وسط العائلة،وكأنه
إبنا” أو بنتا” بين والديه وإخوته..
الموضوع سوف يختلف كثيرا” وهؤلاء الأطفال  ستختلف حياتهم بصورة أحسن وأفضل وخصوصا”
معنوياتهم  وأحاسيسهم تجاه الحياه..
أتمنى أن يفكر الجميع ويحسم الأمر ، وينظر للأمور نظرة ” بعيدة
حتى تتوازى الحياة ويشعر الجميع
بالدفئ والأمل.

شاهد أيضاً

وجه كتاب توصيات لوزارة التربية

مطر: “فلنخفف على طلاب المدارس الرسمية” تجاوبا” مع طلاب المدارس الرسمية في صرختهم حيال الامتحانات …