من غير المسموح المس بكرامة وطن

بقلم نضال عيسى

لقد تكلم الجميع عن الإشكالية الدبلوماسية التي حصلت بين لبنان والسعودية على خلفية تصريح الأستاذ جورج قرداحي
واجتهد الكثيرون في تحليلات ومناظرات ومقابلات بين مؤيد ومعارض وهذا حق للجميع
وأنا أحد الأشخاص الذين تناولوا هذه الإشكالية ولكن لنكن واقعيين في تحليلاتنا ومنطقيين في مواجهة الرأي الآخر دون أن ننزلق إلى شخصنة الأمور والتهجم بالشخصي أو الطائفي
فالرأي هو سياسي والرد يكون بمستوى هذا الرأي السياسي إذا كنت تؤيده أو تعارضه
نعم أنا أحد الأشخاص الذين يعتبرون الحرب السعودية على اليمن ليست فقط (عبثية) إنما وصلت إلى درجة الأجرامية واللا إنسانية
ويجب على جامعة الدول العربية التحرك إذا كانت تجرؤ أو إذا كانت ما زالت (على قيد الحياة؟) ان تقوم بما يلزم لوقف هذه الحرب الدموية
الجميع بدأ يكتب ويحلل ولكن هل اعترف أحدكم ان ردة الفعل السعودية على لبنان كانت غير موفقة؟ بل هجومية.. حتى لو كنت من المؤيدين لها؟
في جميع دول العالم يحصل ما حصل بين مسؤولين ولكن لا تقطع العلاقات الدبلوماسية فجأة ويتخذ القرار بحرب سياسية ويجتمع مجلس التعاون الخليجي ويحذو حذو السعودية بقطع العلاقات وطرد السفراء
فمن آداب العمل الدبلوماسي عند حصول أي أشكالية اللجوء إلى وزارة الخارجية إذا كانت الدولة المعترضة تقيم وزنا” ومحبة للدولة المسببة في الخلاف
وكان الأجدى بسفير السعودية في لبنان تقديم أستنكاره على تصريح الوزير قرداحي لوزارة الخارجية اللبنانية بالاطر الدبلوماسية وبحال لم يعالج الأمر ساعة إذن يتخذ الأجراءات التي تراها دولته مناسبة؟ ولكن ما حصل هو عكس ذلك تماما” وفيه إساءة للدولة اللبنانية وتدخل بشؤونها ومس بسيادتها عندما يطالب بإقالة وزير.

المحبة التي تتكلمون عنها لا يجب أن تكون بهذا الشكل فكيف تدعون محبتنا وفجأة تريدون عزل لبنان تحت حجة تصريح صاحبه لم يكن يحمل مسؤولية رسمية.
دعونا نشاهد فقط صور اطفال اليمن الذين يموتون جوعا” نتيجة هذه الحرب الإجرامية؟
هل يقبل العقل والدين هذه المشاهد احكم بذلك إذا كنت مؤيد للسعودية أم معارض…أين الأنسانية فعند حصول الظلم والمشاهد الإنسانية تسقط السياسة
أعقلوا واخرجوا من تحليلاتكم السطحية فالسعودية لم تقطع العلاقات بسبب كلمة حرب عبثية من جورج قرداحي فهناك مخطط اكبر من ذلك وعلينا الانتباه ان لا ندفع ثمن حروبهم العبثية هم دخلوا بهذا المستنقع ويجب أن يعرفوا كيفية الخروج منه ولكن ليس على حساب سيادتنا..

والسلام

بقلم نضال عيسى

شاهد أيضاً

الكونسرفتوار الوطني يحيي إرث مؤسِّسه

تحية تكريمية إلى وديع صبرا أعرق موسيقيّي لبنان وملحّن النشيد الوطني ماجدة داغر بدعوة من …