بحث《العلم والجهل》 ((الحلقة السادسه))

 

بقلم السفير محمد سمير برادعي

…فمن وفّق بين علوم الدين والدنيا ، كالذي وفّق بين الجوهر والمادة ، والروح والبدن ، وهكذا فان الآمر يتحمّل مسؤولية المأمور ، فالآمر هو العقل ، والمأمور هو النفس ، والآلة المنفّذة هي البدن…
…حول هذا ورد عن أئمة أهل بيت النبي (ع) : **فلا يقبل الله عملا الا بمعرفة ، ولا معرفة الا بعمل ، فمن عرف دلته المعرفة على العمل ، ومن لم يعمل فلا معرفة له ، ألا ان الايمان بعضه من بعض**…
…وورد عنهم أيضا :
**لا عمل الا بنية ، ولا عبادة الا بتفقه**…
…مما تقدم نتعرف على هوية الانسان المؤمن في دار التكليف ، فهو محسن معطاء وهو أنفع الناس للناس ، وأطوع الناس لأوامر الرسالة السماوية ، والعطاء والاحسان والطاعة تتجسد بالأخلاق الحسنة والعمل الحسن ، والعلم الحق الصحيح…
…والعبادة الظاهرة انما هي اطار الشخصية الايمانية الاسلامية ، مضمونها هو محركها وهو العقل المرتبط بالروح…
…فالاطار هو صورة الاسلام ، والمضمون هو الايمان ، فصورة الدين الشريعة ، وروح الدين العقيدة ، فمضمون او روح الاسلام ، هو الحالة اليقينية بالله ، والتعلق القلبي به ايمانا وحبا ورجاء وركونا اليه باخلاص…
…وبهذا يتحقق التحرر الداخلي من الشهوات ، وتتحقق العبودية الكاملة لله تعالى…
…فظاهر الدين او صورته هو طاعة بدنية ، وحياتية دنيوية ، لكل ما أمر الله به ، ابتغاء مرضاته ، ونيل ثوابه تعالى…
…ومضمون الدين او روحه هو الايمان وصدق اليقين بالذي تؤمن به ، والذي يجعلك تتعلق كل التعلق بالذي آمنت به ، وتحس مدركا انه يراقبك في كل عمل تؤديه ، وحركة تقوم بها ، وكلمة تلفظها…
…هذه هي العبودية المطلقة لله سبحانه ، والتي يتصف بها المؤمن الحق ، صورة وروحا ، واطارا ومضمونا…
…والعلاقة النفسية والعقلية معا هي اول ماتشتمل عليه ، او تقتضيه هو السير وفق ما أمر الله تعالى ، والانتهاء عما نهى عنه…
…قال تعالى على لسان رسوله محمد(ص) : **قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم**سورة آل عمران الآية ٣١…

شاهد أيضاً

جعجع: بالرغم من كل شيء يبقى بري شيخ المهضومين في البلد الإثنين 29 نيسان 2024

أشار رئيس حزب “القوّات اللّبنانيّة” ​سمير جعجع​، في تصريح، إلى أنّ “بالرّغم من كلّ شيء، …